أدانت "إسرائيل" قرار المحكمة الجنائية الدولية، الخاص بإعادة النظر في قرار اتخذته سابقًا يقضي بعدم التحقيق في قضية الاعتداء الإسرائيلي على سفينة "مافي مرمرة" قبالة شواطئ قطاع غزة عام 2010.
وقال رئيس الوزراء
الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في تصريح مكتوب أوردته وكالة الأناضول للأنباء الجمعة:" لقد عمل جنود الجيش الإسرائيلي من منطلق الدفاع عن النفس عندما أوقفوا محاولة لخرق الطوق البحري الذي فرض على قطاع
غزة، طبقا للقانون الدولي، كما أكدت لجنة عينها الأمين العام للأمم المتحدة وترأسها قاض في المحكمة العليا وضمت مراقبين دوليين".
وأضاف نتنياهو: "حين يقوم بشار الأسد بذبح عشرات الآلاف من أبناء شعبه في سوريا ويتم إعدام المئات في إيران، وحماس تستخدم الأطفال كدروع بشرية بغزة، تختار المحكمة الدولية التركيز على إسرائيل لدوافع سياسية ساخرة"، مضيفا أنه "إزاء هذا النفاق سيواصل جنودنا حمايتنا في الميدان ونحن سنحميهم في الساحة الدولية".
من جانبه وصف وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون قرار
المحكمة الجنائية الدولية، بأنه "منافق وفاضح".
وقال يعالون في تصريح مكتوب نشره في سلسلة تغريدات نشرها على حسابه في موقع "تويتر" :" إن قرار المحكمة الجنائية الدولية إعادة النظر في تحقيق ضد قوات الكوماندوز البحري الإسرائيلي هو نفاق وفاحش".
وتابع :" لقد امتثلت قوات الكوماندوز بالكامل للقانون الدولي ودفاعا عن النفس، بعد تعرضها لهجوم من قبل نشطاء مسلحين وعنيفين، مضيفا أن "إسرائيل" "ملتزمة بالكامل بالدفاع عن الكوماندوز وستجابه بقوة أي محاولة للمس بهم".
وقررت المحكمة الجنائية الدولية، أمس الخميس إعادة النظر في قرار "اتخذته سابقًا بعدم التحقيق في قضية الاعتداء الإسرائيلي على سفينة "مافي مرمرة".
وكانت المدعية في المحكمة الدولية "فاتو بنسودا"، أعلنت في نوفمبر/تشرين الثاني 2014، "أن إسرائيل ارتكبت جريمة حرب بهجومها على "مافي مرمرة"، إلا أن حجم الحادث لا يجعله يدخل ضمن نطاق عمل المحكمة".
من جهة أخرى ثمنت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا القرار الذي اتخذ بالأغلبية من الدائرة التمهيدية في المحكمة الجنائية الدولية، حيث يلزم المدعية العامة فاتو بنسودا بإعادة النظر في قرارها القاضي بعدم فتح تحقيق في قضية الهجوم الذي نفذه جيش الاحتلال الإسرائيلي على أسطول الحرية أواخر شهر مايو 2010 مما تسبب في وقوع عدد من القتلى والجرحى.
يذكر أن قوات تابعة لسلاح البحرية الإسرائيلية، هاجمت بالرصاص الحي والغاز سفينة "مافي مرمرة" أكبر سفن أسطول الحرية الذي توجّه إلى قطاع غزة لكسر الحصار منتصف عام 2010، وكان على متنها أكثر من 500 متضامن معظمهم من الأتراك، وذلك أثناء إبحارها في المياه الدولية، في عرض البحر المتوسط، ما أسفر عن مقتل 10 من المتضامنين الأتراك، وجرح 50 آخرين.
والشهر الماضي اعترضت قوات من الجيش الإسرائيلي "أسطول الحرية الذي انطلق من سواحل جنوب أوروبا وعلى متنه عشرات الأشخاص الأوروبيين وبعض الساسة العرب أبرزهم الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي، كانوا في طريقهم إلى
فك الحصار عن قطاع غزة المحاصر من طرف إسرائيل ومصر.
ومنعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي السفينة التي كانت تقود أسطولا مؤلفا من أربعة سفن يقل نشطاء من الوصول إلى قطاع غزة وأجبرتها على الإبحار إلى ميناء أسدود.
ولم يشهد الحادث أعمال كما حدث في سفينة "مافي مرمرة" عام 2010.