عاد قائد "
جيش الإسلام"، محمد زهران
علوش، للظهور مجددا في الغوطة الشرقية، عقب جولة خارجية زار خلالها الأردن، وتركيا، وسط أنباء عن التقائه بمسؤولين رفيعي المستوى في الدولتين.
علوش، خلال مؤتمر صحفي زاد عن الساعة، ضم إضافة له ثلاثة من مجلس القيادة في الغوطة الشرقية، بينهم الشرعي العام لـ"جيش الإسلام"، الشيخ "أبو عبد الرحمن كعكة".
وفي بداية كلمته، شكا زهران علوش الأحوال السيئة التي يعيشها أهالي الغوطة، ومن ضمنهم جنود "جيش الإسلام"، قائلا إن "الدول المجرمة التي لا ترحم أحدا، وتسببت بضيق على كل الأصعدة".
وبلهجة اعتبرها البعض "تطمينية" للشعب السوري، قال زهران علوش: "إلى النظام البائد، نظام
الأسد البعثي النصيري المتهالك، أيامك باتت معدودة إن شاء الله، ونحن ما ازددنا إلا قوة وثباتا، وها هم جنودك يفرون كالجرذان أمام ضربات المجاهدين في كل أنحاء
سوريا، وستكون نهايتك وشيكة".
وواصل زهران علوش هجومه على النظام السوري، وحليفتها الاستراتيجية، إيران، حيث قال: "إلى كل رافضة العالم، وإلى دولة المجوس فارس التي تمارس علينا مكرا منذ ألف وخمسمئة عام، نقول لهم: "هذا التاريخ أمامكم، الجولات والصراعات بين الحق والباطل حسمها الله تبارك وتعالى لصالح المؤمنين الموحدين، وكما مرّغ عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنوفكم في التراب، سنمرغ أنوفكم في التراب إن شاء الله، وسنقطع رأس كل واحد فيكم يأتي إلى سوريا".
وانتقل قائد "جيش الإسلام" بالحديث إلى تنظيم الدولة، حيث هددهم بـ"قطف رؤوسهم، وفشخها"، مضيفا: "إلى عصابة البغدادي، أذناب دولة المجوس فارس، إلى بؤرة الكذب والنفاق، إلى دولة البعث الخارجية التي أثخنت في الأمة الجراح، إن عمالتكم لا تخفى علينا، وفساد منهجكم لا يخفى علينا، تزاودون على الناس جميعا، ودبابات النظام تعمل بنفطكم الذي أمددتم النظام به".
وتابع: "فشلتم شرعيا، فأثبتنا أنكم خوارج. وفشلتم أمنيا، فقد سحقنا خلاياكم النائمة في الغوطة، وها نحن اليوم نسحقها في القلمون. وفشلتم عسكريا، فقد من الله علينا باستئصالكم تماما من الغوطة الشرقية ثم استأصلناكم من القلمون".
تهديدات علوش لم تتوقف عند نظام الأسد، وإيران، وتنظيم الدولة، حيث أطلق تهديدا لجميع "المفسدين، وأذنابهم من اللصوص، وتجار المخدرات، والجواسيس، وتجار الدم، وبائعي الثورات، وعملاء أعداء الأمة".
وأضاف: "لكل من سبق، إن مخططاتكم يكشفها الله لنا، نوجه لكم رسالة بالتوبة إلى الله قبل أن تقعوا تحت سيف العدل، فيأخذ من رقابكم ما أمر الله به، ويجعلكم عبرة للمعتبرين".
وعاد علوش للحديث عن الوضع الداخلي في الغوطة الشرقية، معربا عن حزنه الشديد للاتهامات التي تلقى على "جيش الإسلام"، والفصائل الأخرى، متابعا: "لا تأبهوا بالمزايدات التي تلقى عليكم، وإن كانت لتحزننا، وقد أحزنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث قال تعالى: "قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون"، ولربما أبى الله تبارك وتعالى أن يربينا هنا في الغوطة الشرقية وجنوب العاصمة وكل المناطق المحاصرة، إلا في المدرسة التي ربى فيها الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام الطاهرين".
وكرّر زهران علوش اتهامه لدول لم يسمّها بالإسهام المباشر في حصار الغوطة، قائلا: "التآمر الدولي على الغوطة لا يخفى، الغوطة وجنوب دمشق محاصرتان من بعض الدول القذرة، والنظام يمارس مهمة السجان فقط".
ودعا علوش جميع التجار "الذين يتاجرون بالحصار في الغوطة، ويستخدمون طرقهم وأنفاقهم لتكديس الثروات"، بأن "يتقوا الله من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلال، ومن قبل أن يأتي يوم لا تغني عنهم أموالهم وأولادهم من الله شيئا".
وأضاف: "إلى كل الناعقين الذين يعيرون أهل الغوطة وجنوب دمشق بالحصار، نقول لكم إن كان فيكم خير تفضلوا فكوا الحصار عن الغوطة".
وكشف زهران علوش النية بـ"تحويل القيادة الموحدة إلى مشروع قيادة عامة، ومشاركة جميع الخبرات والكوادر فيها لتكون نموذجا لباقي المناطق المحررة".
وعن مطالبات العديد من الأهالي، وأنصار عدد من الفصائل، بتشكيل "جيش الفتح" في الغوطة، عوضا عن القيادة الموحدة، قال علوش: "جيش الفتح في إدلب هو غرفة عمليات، وكل فصائل الغوطة متفقة في غرفة عمليات واحدة ضمن القيادة الموحدة، باستثناء فصيل واحد"، في إشارة إلى "جبهة
النصرة".
وبشكل أوضح، هاجم علوش "النصرة"، قائلا: "هذا الفصيل عريق في شق الصف، فقد شق الصف في حلب وإدلب وحوران والقلمون الغربي، وهو يشق الصف في الغوطة اليوم"، وأضاف: "فنقول له ،اتق الله، وإياك وشق الصف، وإياك والمكر والخديعة".
وتابع: "فإذا كانت المسألة تغيير اسم غرفة العمليات، نغير الاسم لا مانع، سنسمي من اليوم غرفة عمليات القيادة الموحدة غرفة عمليات جيش الفتح! وندعو هذا الفصيل الذي يطالب بإنشاء جيش الفتح بالدخول إلى هذه الغرفة بعد تسميتها باسم غرفة جيش الفتح".
واستدرك علوش في حديثه عن أوضاع الغوطة الشرقية، بالتطرق إلى قضية العفو الشامل الذي صدر عن المعتقلين، منوها إلا أنه ل"ا يشمل معتقلي داعش، الذين نقول لأهاليهم، لن نسمح لأبنائكم أن يقدموكم ويقدموا أعناقكم لسكاكين البغدادي، لذلك لا عفو لمن تورط بالانتساب إلى عصابة البغدادي أو الفصائل الرافضية أو للنظام".
وخاطب علوش الثوار في حلب، الذين يخوضون معارك شرسة ضد النظام، وأخرى متفاوتة ضد تنظيم الدولة: "اثبتوا ووحدوا كلمتكم، ووحدوا صفكم ضد هؤلاء المارقين، وضد الرافضة وأتباع النظام، وإلى أولئك المشاغبين الذين لا يتركون المجاهدين يتوحدون، ويريدون أن يتولوا الصدارة دائما، في إشارة أيضا إلى "جبهة النصرة"، وتابع: "نقول لهم: اتقوا الله، الأمر أكبر من ذلك"، باعثا بالرسالة ذاتها إلى جميع فصائل المعارضة في حوران.
وختم علوش حديثه، موجها رسالتين، الأولى إلى الأكراد، قال فيها: "الكرد إخوان للعرب في أفراحهم وأتراحهم وحروبهم ضد الباطل والظلم، لقد قاد جيوش المسلمين في كثير من العصور قادة من الأكراد"، وأضاف: "العرب والأكراد شعبان جمعها الإسلام وفرقهما الكفر، ونحذر من حزب العمال الكردستاني البي كي كي".
ووجه في رسالته الأخيرة حديثا إلى زعماء العالم الإسلامي، قائلا: "اتقوا الله في أنفسكم، واحرصوا على أمتكم، وأصلحوا ما بينكم وبين ربكم، يصلح الله سبحانه وتعالى ما بينكم وبين الناس"، معربا عن استبشاره بمواقف بعض الزعماء بالدفاع عن أهل السنة في العالم الإسلامي، وفق قوله.