دعا مساعد وزير الخارجية في عهد إدارة بيل كلينتون
جيمس روبن، إلى معاقبة
تنظيم الدولة، على الهجمات التي نفذها في ثلاث قارات يوم الجمعة، واقترح في مقال نشرته صحيفة "صندي تايمز"، إرسال قوات خاصة "أس إي أس" لسحق "داعش الشرير".
ويقول روبن إن الولايات المتحدة وأوروبا والشرق الأوسط ودول آسيا في وسط ما أسماه "الحرب الطويلة" ضد تنظيم الدولة. وأضاف أن الحروب تندلع في كل مكان، وأسوأ من هذا كله هو الاستنتاج بأننا نفوز "وهذا يعيدنا إلى الأحداث المدمرة في الأسبوع الماضي، التي تعد نكسة لنا نحن، الأخيار، العالم المتحضر". فسواء كانت على الشاطئ أم في المسجد أم في أماكن للعمل، فقد جلبت الحرب المآسي لأكثر من 300 مدني بريء.
ويشير الكاتب إلى أن القتلى بريطانيون وأمريكي ومن دول أوروبية أخرى، بالإضافة إلى مسلمين قتلوا في شهر رمضان المقدس وفي يوم الجمعة، ويعلق روبن بأن "هذا ما يثير القلق لفشل المسلمين في العالم الإسلامي في الاحتجاج، وبصراحة عندما يستخدم تنظيم الدولة اسم الله موجها لأفعاله التي تنتهك الأديان، خاصة الإسلام".
ويوضح روبن أن الهجمات التي نفذت يوم الجمعة في ثلاث قارات قد لا تكون قيادة تنظيم الدولة قد خططت لها أو نسقتها. مؤكدا أن هجوم فرنسا نفذه شخص كان يريد أن يرتبط بتنظيم الدولة ولم يكن جنديا فيه. ويعتقد أن توقيت هجومي الكويت وتونس يجب أن يتم ربطهما بالعمليات العسكرية التي نفذها التنظيم الأسبوع الماضي وتحديدا هجومه على عين العرب/ كوباني. وفي هجوم مضاد على البلدة التي انسحب منها العام الماضي، قتل أفراده قبل خروجهم منها ما يزيد على 120 شخصا.
ويرى الكاتب أن الأربع مذابح الدولية التي ارتكبها التنظيم، وبعضها هجومي، يقصد منها استعادة المبادرة الدعائية التي خسرها بسبب خسائره الأخيرة على يد المقاتلين الأكراد في سوريا والعراق.
ويصف روبن في مقاله، الذي ترجمته "
عربي21"، الهجوم على تونس بالمؤلم، خاصة أن هذا البلد هو القصة الوحيدة الناجحة من دول الربيع العربي قبل أربعة أعوام. ففي تلك الفترة اعتقد البعض أن التخلص من الديكتاتورية وتوسيع المشاركة السياسية سيؤدي إلى محو تهديد الجماعات الجهادية في الشرق الأوسط. مستدركا بأنه على خلاف هذا، فقد لعب الربيع العربي في صالح الجماعات الجهادية، وكان نكسة لمن أراد المواءمة بين الإسلام والديمقراطية.
ويؤكد الكاتب أن تونس قد أثبتت أنها البلد الوحيد القادر على تأكيد القيم الديمقراطية وحكم القانون. وأشار إلى ما حدث في مصر، حيث عاد الحكم العسكري بعد فشل الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي. ويقول إن التعاون في مجال مكافحة
الإرهاب بين دول الشرق الأوسط تراجع بشكل كبير، حيث انشغل مسؤولو مكافحة الإرهاب في الدول الحليفة، السعودية ومصر وتونس وتركيا، بمواجهة المشكلات المحلية، فقد توقف التعاون المشترك لتفكيك خلايا الإرهاب الدولي، وهو ما جعل تنظيم الدولة الرابح الأكبر.
ويعتقد روبن أن التعاون والتنسيق الأمنيين لا يكفيان لمواجهة تنظيم الدولة. مبينا أن التنظيم يسيطر على نصف سوريا وثلث العراق، وهناك مخاطر من تحوله إلى دولة قائمة. وهذا يجعل من مذابح يوم الجمعة مهمة في تحديد الاستراتيجية ضده، فهو وإن لم يوجه عملياته مباشرة ضد الغرب، فإن هذا الوضع يتغير كل يوم.
ويجد الكاتب أنه ينبغي أن يأخذ بعين الاعتبار عند الرد على التنظيم ما هو على المحك، فلو نجح لأصبح أقوى تنظيم إرهابي في التاريخ؛ لأن معظم جنوده من المتطوعين الغربيين وحملة الجوازات الأوروبية، فلو قرر توجيه عملياته للغرب فإن خطره سيتفوق على خطر تنظيم
القاعدة في ذروة قيادة أسامة بن لادن.
وبلفت المقال إلى أن هجمات تونس والكويت هي صيحة تحذير من أجل تشكيل استراتيجية واضحة وشاملة، تجمع الدبلوماسية والعقوبات والاستخبارات والعمل العسكري.
ويدعو روبن إلى الاستفادة من الدروس التي تم تعلمها أثناء مواجهة تنظيم القاعدة خلال العشرين عاما الماضية. وفي مرحلة ما بعد 11/ 9 أظهرت أمريكا وأوروبا استعدادا لإنفاق المال والتضحية بأراوح الجنود لهزيمة العدو. ويرى أنه من الواجب على الغرب ألا ينتظروا هجوما جديدا من أجل إشعال الرد ضد التنظيم. وما فعله الغرب ضد تنظيم الدولة غير كاف، فقد أصبح قويا.
ويدعو الكاتب إلى النظر في الخيارات العسكرية، ويجد أن أي خيار لن يكون ناجعا دون إرسال قوات برية. ولفت إلى وجوب البحث عن طرق لممارسة الضغط على قيادة التنظيم، وجعل همهم البقاء أحياء لا التخطيط لهجمات ضد الغرب. ويرى أنه ينبغي على الغرب تهيئة السكان لهجمات إرهابية جديدة ينفذها متعاطفون مع تنظيم الدولة.
ويختم روبن مقاله بالإشارة إلى اعتقاده بأن الرد البريطاني الفاعل مرتبط بالخروج من سبات مرحلة ما بعد غزو العراق، والتعامل مع الأزمة.