قال ناشطون حقوقيون
لبنانيون إن لبنان تحول إلى "معتقل كبير للاجئين السوريين"، وتمارس بحقهم فيه
انتهاكات خطيرة من قبل الأجهزة الأمنية والعسكرية اللبنانية، إلى جانب بعض المنظمات السياسية المنخرطة في القتال إلى جانب النظام السوري.
جاء ذلك في المؤتمر الصحفي الذي عقدته المؤسسة اللبنانية للديمقراطية وحقوق الإنسان (لايف)، ظهر الثلاثاء في بيروت، للإعلان عن تفاصيل تقريرها الحقوقي الثاني الذي يتناول أوضاع
اللاجئين السوريين في لبنان.
وفي بداية المؤتمر، قال رئيس المؤسسة المحامي والناشط الحقوقي نبيل الحلبي إن "اللاجئين السوريين أصبحوا في لبنان بين فكي كماشة، وبين واقعين، فهم لا يستطيعون السفر بحكم أن غالبيتهم لا يملكون وثائق سفر، أو أن صلاحيتها انتهت، وكذلك لا يستطيعون البقاء في لبنان الذي تحول إلى معتقل كبير تمارسه فيه بحقهم انتهاكات تعسفية واجراءات تعسفية وسط صمت دولي".
وحمل الحلبي الحكومة مسؤولية تردي أوضاع اللاجئين، حيث أبقت حدود البلاد مفتوحة لدخول اللاجئين في بداية الأزمة السورية، ولكنها لم تسمح بإنشاء مخيمات نظامية "حتى بات اللاجئون خارج إطار الحماية ويتعرضون لانتهاكات مستمرة"، حسب قول الحلبي.
ولفت الحلبي إلى أن مؤسسة "لايف" اعتمدت في تقريرها الثاني من نوعه على عدة مصادر لتوثيق الانتهاكات، في مقدمتها شكاوى الضحايا ممن تعرضوا لانتهاكات، بالإضافة إلى سجلات المحاكم، وما جمعه مندوبو المؤسسة في مناطق تجمع اللاجئين.
واستعرض التقرير، الذي حصلت "
عربي21" على نسخة منه، أشكال الانتهاكات التي يتعرض لها اللاجئون، والتي وصلت في عدة حالات إلى "القتل خارج القانون" بعيدا عن الاعلام، حيث يجري تصفيتهم وإلصاق اتهامات غير صحيحة بهم، وفق تأكيد التقرير.
وتحدث التقرير عن "حالات اختطاف وإخفاء قسري تعرض لها اللاجئون، فيما جرى تسليم أعداد منهم إلى النظام السوري لمبادتهم بمقاتلين ينتمون لمنظمات لبنانية تقاتل إلى جانب النظام".
وللإشارة إلى ما يتعرض له اللاجئون من انتهاكات على يد الجيش والأجهزة الأمنية، قال الحلبي خلال المؤتمر الصحفي إن مؤسسته وثقت خلال شهرين فقط نحو 250 انتهاكا في المركز الأمني الذي أقامته السلطات اللبنانية مؤخرا بالقرب من مخيمات اللاجئين في عرسال بالبقاع.
وثق التقرير حالات تعذيب وممارسات إهانة تعرضن لها لاجئات سوريات. ووصف الحلبي ما يجري بأنه "تدمير ممنهج لمجتمع اللاجئين في لبنان".
وردا على سؤال لـ"
عربي21" بشأن أوضاع فلسطينيي
سوريا في لبنان والموقف منهم في التقرير، أكد الحلبي أن معاناتهم هي جزء من معاناة اللاجئين السوريين، بل إن معاناتهم مركبة بحكم "أنه لا توجد أي منظمة دولية ترعى شؤون فلسطنيي سوريا في لبنان، باستثناء الأونروا التي قلصت كثيرا من خدماتها لهم"، محذرا من أن السياسات التي تتبعها الحكومة اللبنانية "تدفع باللاجئين إلى الانخراط في مجموعات توجه لها اتهامات بالإرهاب في المخيمات الفلسطينية"، حسب قوله.
وختم الحلبي حديثه في المؤتمر بالقول إن الحكومة اللبنانية "لا تعير
حقوق الإنسان الأولوية، وإن تعاطيها مع هذا الملف يأتي على خلفية عنصرية من خلال بعض مكونات الحكومة".
يذكر أن التقرير الذي أصدرته المؤسسة جاء تحت عنوان "لاجئون خارج الحماية" مكون من مئة صفحة ويتضمن شهادات حية للاجئين وصورا توثق حالات الاعتداء التي يتعرض لها السوريون في لبنان".