قال موقع "ميدل إيست آي" إن الشريط الأخير الذي بثه
تنظيم الدولة من حلب في شمال سوريا، والذي هدد فيها حركة
حماس باجتياح قطاع
غزة المحاصر، لا يعكس الحقيقة، فحماس تحكم سيطرتها الكاملة على القطاع، والشارع الغزي يرفض الأفكار المتشددة.
وأضاف الموقع "البريطاني" في تحليل إخباري كتب لحظة الاشتباكات في
سيناء المصرية، ونشر الخميس، أن سكان غزة يرفضون تهديد تنظيم الدولة الذي يتوعدهم بالاستيلاء على غزة، معتبرا أن حماس تسيطر بشكل تام على الأرض، ولا توجد أي مؤشرات على وجود دعم شعبي للفكر الإسلامي المتشدد داخل القطاع الساحلي.
وأضاف الكاتب "تشهد الحدود ما بين مصر وغزة منذ صباح الأربعاء الماضي تفجيرات ضخمة بينما تدور رحى معركة شرسة بين القوات المصرية وعناصر من تنظيم الدولة الإسلامية الذين يحاولون السيطرة على مدينة الشيخ زويد في سيناء".
رسالة الشريط
وقال "ميدل إيست آي" "يتصادف تفجر العنف هذا مع نشر عناصر لتنظيم الدولة شريط فيديو يهددون فيه بتحويل غزة إلى إقطاعية أخرى من إقطاعياتهم في الشرق الأوسط، وبحسب ما جاء في شريط الفيديو فإن تنظيم الدولة يعتبر حماس متساهلة في فرض التدين".
وتابع "يعتبر التصريح الوارد في شريط الفيديو الأخير أول تحد مباشر وعلني لحركة حماس، حيث ظهر أحد أعضاء تنظيم الدولة في الشريط وهو يوجه كلامه إلى (طغاة حماس) قائلا (سوف نقتلع دولة اليهود ونقتلعكم أنتم وفتح، كل العلمانيين لا يساوون شيئا وسوف تهزمكم جحافلنا الزاحفة)".
وتوعد شريط الفيديو بأن تصبح الحياة في غزة شبيهة بما آلت إليه الأوضاع في مخيم اليرموك، من ضواحي دمشق الذي أسسه اللاجئون الفلسطينيون، حيث بات تنظيم الدولة يسيطر عليها سيطرة جزئية.
وسجل "ليس من الواضح كيف يمكن لعناصر تنظيم الدولة التسرب إلى غزة بعد أن سدت الأنفاق وبقاء معبر رفح الحدوري مغلقا في معظم الأحيان".
ونسب إلى مصدر أمني حمساوي قوله: "غزة تحت السيطرة التامة".
وسجل بعد
التهديدات التي وجهها عناصر الدولة إلى حماس وإلى غزة أرسلت سلطات حماس تعزيزات من قواتها لمراقبة الحدود مع الجانب المصري.
حماس أقوى
ويتوقع الكاتب أن يتنامى قلق أهل غزة إزاء هذا الأمر، إلا أن إبراهيم المدهون، المحلل الغزي المختص في شؤون الأحزاب الإسلامية، قال إن تنظيم الدولة قد بلغ مداه، وقد وصل إلى منتهى ما بإمكانه التمدد إليه، ويبدو أنه لن يكون قادرا على تحقيق أي شيء سوى القتل والتهديد بالقتل.
وأوضح أن "التنظيم نفسه ليس له وجود فعلي في داخل القطاع، مع أنه لا يمكن لأحد أن ينكر أن عقلية الدولة تتواجد في صفوف الشباب اليائس الذي لا يجد وسيلة للتعبير عن معاناته وإحباطاته، ولكن حماس، فيما يبدو، لا تتيح لهم مجالا للانتشار في غزة".
ونسب للمدهون قوله: "كنت أتوقع أن تكون الدولة أذكى من ذلك، وأن تكون أقدر على التطور نحو الأفضل، وخاصة حينما أتيحت لها الفرصة لتحقيق ذلك، إلا أنها بدلا من ذلك اختارت الجمود والبقاء داخل الدوائر الضيقة من الفهم والسلوك".
وتوقع المدهون أن "يبقى تنظيم الدولة في المناطق التي ينشط فيها الآن، وألا يتمدد إلى داخل غزة، وذلك لعدة أسباب منها أن حماس ما تزال تحكم سيطرتها على القطاع".
وأضاف: "حماس أقوى من تنظيم الدولة، ولها سيطرة تامة على الأرض، ولا توجد في غزة بيئة قادرة على دعم تفكير إسلامي متشدد".
في الشهر الماضي أعلنت وزارة الداخلية الفلسطينية مقتل ناشط متأثر بفكر الدولة، وهو يونس الحنر البالغ من العمر سبعة وعشرين عاما بينما كان في منزله.
غضب في غزة
قال الموقع لقد استجلب شريط الدولة نقدا لاذغا من الشباب في غزة، بعضهم يسخر وكثيرون منهم يعربون عن تخوفهم.
وتقول ريم سعد الله الخريجة الجامعية التي تبلغ من العمر أربعة وعشرين عاما إنها شاهدت الفيديو وصدمت بالعنف الرهيب الذي سمعته، وقالت: "أيتها الدولة، هذا كل ما نحتاجه الآن حتى تصبح حياتنا أتعس مما هي عليه"، وتوقعت في هذه الحالة أن يزداد دعم الناس لحماس والتفافهم حولها من أجل سحق الدولة.
وأضافت ريم: "لا نحتاج لوجود هؤلاء المجانين بيننا – وسوف أدعم حماس من أجل التخلص منهم"، مؤكدة أنها تختلف مع الإسلاميين ولا يمكنها بتاتا تصور حكمهم نظاما صالحا للحكم.
وقالت: "إذا ما خيرت بين الدولة وحماس، فإنني سأختار حماس، على الأقل هناك أرضية مشتركة من المصالح الوطنية هنا".
وقال المدهون إن سلوك عناصر الدولة في شريط الفيديو إنما هو ناجم عن"كراهية شخصية ونفسية لدى أعضاء التنظيم الذين هربوا من غزة بعد أن أخفقوا في إيجاد بيئة مشجعة للنمو والانتشار بسبب سيطرة حماس".
وأضاف المدهون أنه "بعد بث مقطع الفيديو هناك غضب متنام تجاه تنظيم الدولة في صفوف عامة الغزيين، وليس هذا فحسب، بل لم يبق كثير من المتعاطفين مع التنظيم داخل القطاع".
ويقول: "لم يعد أحد من أعضاء حماس يشعر بأي تعاطف مع تنظيم الدولة، وما من شك في أن مقطع الفيديو الأخير ستستخدمه حماس مبررا لبدء إجراءات وقائية، وهو ما قد يتمخض عنه قتل عناصر في تنظيم الدولة".
باب الحوار مفتوح
وقال موقع "ميدل إيست آي" إن أحمد يوسف، أحد زعماء حماس والذي كان يشغل من قبل منصب كبير مستشاري رئيس الوزراء السابق إسماعيل هنية، يدعو إلى الحوار مع كل أطياف الفكر الإسلامي بما في ذلك أنصار تنظيم الدولة في غزة.
وكان أحمد يوسف قد أتم مؤخرا دراسة بعنوان "حماس والحركة السلفية في قطاع غزة: الرؤى والعمل المشترك"، من المفروض أن تصدر الأسبوع القادم.
وقال في تصريح: "نحتاج لأن نتناقش معهم ونثبت لهم أنهم كانوا خاطئين في كل ما يفعلونه في سوريا وفي العراق وفي سيناء".
وأضاف "يجب أن يعلموا أن ما يفعلونه يسيء إلى صورة الإسلام حول العالم، ويشيطن المسلمين كافة من خلال ربطهم بالتطرف والتشدد، ومثل هذه التصرفات لا تخدم سوى المصالح الصهيونية في الشرق الأوسط".