رفض رئيس هيئة الإذاعة البريطانية "
بي بي سي" اللورد توني هول، طلبا تقدم به 120 نائبا في البرلمان البريطاني للتوقف عن استخدام "
الدولة الإسلامية" لوصف التنظيم المعروف في نشراتها وتقاريرها الإخبارية. وجاء رفض المدير انطلاقا من أن التغطية للأخبار المتعلقة بالتنظيم يجب أن تكون حيادية.
ونقلت صحيفة "التايمز" البريطانية عن هول قوله إن الأسماء البديلة المقترحة للاستخدام "تحقيرية"، وتحتاج هيئة الإذاعة البريطانية أن تحافظ على حياديتها.
ويشير التقرير إلى أن "الدولة الإسلامية" التي قتلت الآلاف من الأشخاص، وقتلت الأسبوع الماضي حوالي 30 سائحا
بريطانيا، قد وصفها رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بأنها "جماعة مسمومة تقدس الموت".
وتقول الصحيفة إن النواب يريدون من "بي بي سي" التوقف عن استخدام الاسم؛ حتى تحرم التنظيم من صفة الدولة والارتباط بالإسلام.
وينقل التقرير عن النائب المحافظ رحمان تشيستي، الذي قاد الدعوة إلى تغيير استخدام الاسم، قوله إن رد "بي بي سي" له في الرسالة التي تلقاها منها لم يكن "مقبولا"، ورفض "العذر" الذي قدمته لعدم استخدام "
داعش" بدلا من "الدولة الإسلامية".
وتبين الصحيفة أن الخلاف جاء بعد وصول جثث ثمانية بريطانيين قتلوا في الهجوم، الذي أعلن
تنظيم الدولة المسؤولية عنه على شاطئ القطناوي في مدينة سوسة التونسية الأسبوع الماضي. وبعد الكشف عن سفر عائلة بريطانية مسلمة مكونة من 12 فردا، منهم أطفال ونساء ورجل في الخامسة والسبعين من عمره، إلى سوريا عبر تركيا، بعد ذهابهم إلى زيارة أقاربهم في بنغلاديش.
ويلفت التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن وزير الدفاع مايكل فالون طرح فكرة دعوة النواب للتصويت على ضربات جوية ضد تنظيم الدولة في سوريا.
وتورد الصحيفة ما قاله هول في رده على تشيستي إن "بي بي سي" ستواصل استخدام مصطلحات أخرى مثل "مجموعة الدولة الإسلامية" لتفريقها عن الدول المعترف بها. وأضاف أن الهيئة "ستسخدم الأوصاف الأخرى مثل الجماعة المتطرفة والمقاتلين المتشددين، ومن أجل كثرة استخدام الدولة الإسلامية، فإننا سنستخدم المختصر (أي أس) بعد ذكر التقرير لاسم المجموعة".
ويقول مدير "بي بي سي" إن المختصر بالعربية "داعش" ليس اسم التنظيم الحقيقي، وهو لقب تحقيري لم يطلقه على نفسه، ولكنه "نحت من أعدائه، مثل الداعمين للأسد ومعارضيه الأخرين في سوريا"، بحسب الصحيفة.
ويذكر التقرير أنه بحسب المترجمة من اللغة العربية للإنجليزية أليس غاثري، فإن تنظيم الدولة يكره من يستخدم هذا اللقب؛ لأن داعش يشبه صوت "داعس" أي من سحق وديس عليه بالأقدام.
وتفيد الصحيفة بأن تشيستي، الذي عمل مستشارا لرئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بناظير بوتو، انتقد "بي بي سي" قائلا: "أجد هذا مثيرا للدهشة وغير مقبول من (بي بي سي)، وعذر لعدم استخدام الكلمة المستخدمة بكثرة في الشرق الأوسط، وهي كلمة أصبح استخدامها مقبولا في فرنسا وتركيا لوصف بلطجية إرهابيين".
ويوضح التقرير أنه يفهم أن المؤسسات الأمنية تستخدم كلمة داعش أو تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام لوصف التنظيم. ويقول النواب إن قرار "بي بي سي" عدم استخدام "الدولة الإسلامية" معزولة أو وحدها في التقارير هي خطوة إلى الأمام، مستدركين بأنها كان يجب أن تتخذ القرار قبل أن يقرر 120 نائبا لفت نظرها إلى الأمر.
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى ما قاله متحدث باسم "بي بي سي": "إن من يستمع لتقاريرنا يخرج بانطباع أننا نصف تنظيما إرهابيا، ولكننا نستخدم الاسم الذي تستخدمه الجماعة، ونضيف عليه أوصافا أخرى، مثل ما تسمى الدولة الإسلامية، أو تنظيم الدولة الإسلامية، وسنواصل استخدام مصطلحات مثل المقاتلين المتطرفين والمتشددين".