قالت وسائل إعلام كويتية محلية الثلاثاء، إن السلطات اعتقلت 60 شخصا وأغلقت جمعية خيرية محلية لمزاعم مخالفات تتعلق بجمع التبرعات للسوريين، وذلك في إطار حملة على مشتبه بهم لهم صلات بمتشددين، بعد أسوأ تفجير انتحاري في الدولة الخليجية على الإطلاق.
وعززت
الكويت إجراءات الأمن بعد أن فجر انتحاري - جاء من السعودية - نفسه داخل مسجد للشيعة أثناء صلاة الجمعة الماضية فقتل نفسه و26 شخصا. وقال مسؤولون كويتيون إن الهجوم استهدف إثارة النزاع الطائفي في البلد الذي يغلب على سكانه السنة.
ونقلت صحيفة القبس الكويتية عن مصادر أمنية قولها، إن أجهزة الأمن تحتجز 60 شخصا بينهم كويتيون ومواطنو دول خليجية عربية أخرى للتحقيق.
وذكرت الصحيفة أنه تبين أن البعض كانوا على اتصال بإسلاميين متشددين، فيما يشتبه في أن آخرين ينتمون إلى جماعات "متشددة".
وأضافت أن خمسة أشخاص يشتبه بضلوعهم في تفجير المسجد يوم الجمعة الذي نفذه السعودي فهد سليمان عبد المحسن القباع، أحيلوا إلى النائب العام. وأفادت بأن الخمسة اعترفوا باستلام تحويلات مالية من الخارج لتنفيذ هجمات على دور العبادة.
ولم تذكر الصحيفة الخمسة بالاسم، وقالت وزارة الداخلية الكويتية إنها ألقت القبض على سائق سيارة نقلت القباع إلى مسجد
الشيعة ومالك السيارة وصاحب المنزل الذي اختبأ فيه السائق بعد الهجوم.
ولم يتسن الحصول على تعليقات من السلطات الكويتية على تقرير "القبس".
والعلاقات بين السنة - الذين يمثلون 70 في المئة من الكويتيين بتعداد 1.4 مليون شخص - وبين الشيعة - الذين يمثلون 30 في المئة - جيدة، لكن التنافس بين السعودية وإيران نكأ بعض الجروح.
وقالت صحيفة الرأي الكويتية، إن وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في الكويت أغلقت جمعية فهد الأحمد الخيرية نهائيا يوم الأحد، بسبب "المخالفات المتكررة التي ترتكبها الجمعية بالرغم من التحذيرات المستمرة لها".
ونقلا عن مصدر في الوزارة، ذكرت الرأي أن الداخلية أنذرت الجمعية مرارا بضرورة الالتزام بضوابط تنص على أن جمع التبرعات للسوريين يجب أن يتم عبر القنوات الرسمية.
ولم يعلق مسؤولون في الجمعية الخيرية على الفور.
ووصف ديفيد كوهين نائب وزير الخزانة الأمريكي لشؤون الإرهاب والمخابرات المالية، الكويت بأنها "مركز جمع التبرعات للجماعات الإرهابية في سوريا".
وأصدر تنظيم الدولة تسجيلا صوتيا لمنفذ التفجير، أعده قبل الهجوم، وانتقد فيه الشيعة "خاصة في الكويت" لما وصفه بأنه "إهانة الإسلام".
وعزز التفجير كثيرا من المخاوف الأمنية الإقليمية، لأن تنظيم الدولة يحرز تقدما على ما يبدو في تهديده بتصعيد الهجمات خلال شهر رمضان.