نشرت صحيفة البايس الإسبانية تقريرا حول شهادة هاني مجاهد، عضو تنظيم
القاعدة، بشأن تواطؤ أجهزة مخابرات
علي عبد الله صالح مع تنظيم القاعدة، للقيام بهجوم انتحاري ضد مجموعة من السياح الإسبان. وذكرت الصحيفة أن النائب العام الإسباني أمر بالتحري حول شهادة مجاهد، تمهيدا لإعادة فتح ملف القضيّة.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن النائب العام بالمحكمة العليا الإسبانيّة، طلب من قسم الاستعلامات بالشرطة الإسبانيّة القيام بأبحاث حول مدى مصداقية المعلومات التّي أدلى بها هاني مجاهد، عضو تنظيم القاعدة الذي عمل كمخبر لمصلحة السلطات اليمنيّة، خلال ظهوره على قناة الجزيرة في الرابع من تموز/ يوليو الماضي.
وأفاد الشاهد حينها بأنه حذّر أجهزة
المخابرات في مناسبتين قبل حصول الهجوم ضد السياح الإسبان في معبد بلقيس، في مدينة مأرب الأثرية، وأوقع عشرة قتلى منهم ثمانية سياح إسبان، عندما قام انتحاري يقود سيارة بتفجير نفسه وسط المكان.
وأوردت الصحيفة أن كبير ممثلي الإدعاء في المحكمة الوطنية بمدريد خافيير ساراغوسا، طلب من الشرطة التحقيق حول حقيقة انتماء مجاهد لتنظيم القاعدة، وصحة الأسماء الواردة بشهادته وصفات الأشخاص المتورطين، بعد أن كشف مجاهد عن تلاعب صالح بملف
الإرهاب، من خلال تعريض حياة الأجانب للخطر، من أجل الحصول على دعم الولايات المتحدة والدول الغربيّة تحت ذريعة محاربة الإرهاب.
وأضافت الصحيفة أن هذه الخطوة التي اتخذتها السلطات الإسبانية، تهدف للتأكد من صحة شهادة هاني مجاهد، حول وجود علاقة سريّة بين تنظيم القاعدة في
اليمن وأجهزة المخابرات اليمنيّة. وهو أمر كانت قد أشارت إليه عدّة مصادر صحفية في الماضي. ومن المنتظر أن تتم إعادة فتح التحقيق الذي أجري عام 2011 برئاسة القاضي فرناندو أندرو، قبل أن يتم إغلاقه بشكل مؤقت، بعد أن فشل المحققون في التوصل لأيّة نتائج في ذلك الوقت بسبب عدم تعاون السلطات اليمنيّة.
ورأت الصحيفة أن شهادة هاني مجاهد تعدّ في غاية الأهميّة، لأنّه كان ضمن المجموعة التي حضرت للعملية، وكان حاضرا في الصحراء أثناء إعداد السيّارة المفخّخة، كما أنه كان على علم بكل تفاصيل الهجوم على المجموعة الإسبانيّة. وقد اغتنم فرصة ابتعاده عن المجموعة في وقت الصلاة، لأخذ هاتفه والاتصال بعقيد في المخابرات اليمنيّة وتحذيره من الهجوم، لكن العقيد لم يقم بأي ردّ فعل تجاه هذه التحذيرات.
وبحسب الصحيفة، واصل هاني مجاهد تقديم المعلومات دقيقة بدقيقة لضباط المخابرات اليمنيّة، حول هويّة من سينفذ الهجوم، وقد قالوا له إن كل شيء تحت السيطرة.
ويقول مجاهد: "لقد شعرت بالرّعب عندما قمت بالاتصال، خفت من أن يراني أحدهم فتكون نهايتي، فحاولت السيطرة على أعصابي والتصرّف بشكل طبيعي، وقضيت معهم (المهاجمين) ساعة كاملة كنّا خلالها نأكل ونشرب ونضحك."
وأضافت الصحيفة أن السلطات اليمنية لم تقم بأي شيء لمنع الهجوم سنة 2007، تماما كما فعلت في سنة 2008، خلال الهجوم على السفارة الأمريكية في اليمن، الذي أوقع 12 قتيلا.
وأشارت إلى أن مجاهد كشف عن أسماء جديدة متورّطة في عمليّة قتل السياح الإسبان، لم تظهر في الوثيقة الوحيدة التي أمدت بها السلطات اليمنيّة نظيرتها الإسبانيّة أثناء التحقيق، كما عبر هذا المخبر عن استعداده لتقديم شهادته أمام أي فريق دولي.
وذكّرت الصحيفة بأنّ هذا العضو السابق في تنظيم القاعدة التحق بساحات القتال في أفغانستان سنة 1998، بعد تأثره بأسامة بن لادن، قبل أن ينتقل إلى باكستان حيث تعرض للسجن، وتمّ التحقيق معه من قبل المخابرات الباكستانيّة والأمريكيّة. ثمّ عاد إلى اليمن، ليقبع في السجن إلى نجحت أجهزة مخابرات علي عبد الله صالح في تجنيده للعمل لصالحها، ثمّ أطلقت سراحه ليقوم بالاندساس وسط تنظيم القاعدة.