أعلنت وزارة الصحة
التونسية تحديد هوية عشرة من بين الضحايا ال 38 للهجوم الدموي الذي استهدف الجمعة فندقا في سوسة على الساحل الشرقي التونسي وتبناه تنظيم الدولة.
وقال نوفل السمراني مدير مصلحة الطب الاستعجالي في وزارة الصحة "تم تحديد هوية 10 جثث من اصل 38 هم ثمانية بريطانيين وبلجيكية وألماني".
وشهدت تونس، الجمعة، بالتزامن مع الحوادث الدامية التي شهدتها فرنسا والكويت حادثة إطلاق نار عشوائي استهدف السائحين في الشاطئ المخصص لأحد النزل، قبل أن يتم القضاء على المسلح البالغ من العمر 23 سنة، وهو طالب أصيل محافظة سليانة.
تفاصيل الحادثة بحسب شهود عيان
وفي تصريح لـ"عربي21"، أفاد شاهد عيان كان في محيط النزل عند وقوع الهجوم المسلح، بأن المهاجمين قدما من شاطئ البحر، وبدأا بعد ذلك إطلاق النار بشكل كثيف وعشوائي على السياح كافة، الذين كانوا مستلقين على الشاطئ.
بعد ذلك، توجها باتجاه مبنى الفندق مع تواصل إطلاق النار.ثم همّا بالخروج من الفندق مرة أخرى مع وصول رجال الأمن وبدء اشتباك أدى إلى مقتل أحدهما، بينما تمكن الآخر تحت وابل من إطلاق النار من الهرب.
وبعد فرض رجال الأمن لطوق أمني في منطقة الحادث، تم إلقاء القبض على المسلح الثاني في منطقة أكودة في سوسة.
وفي السياق ذاته، أكد الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية، محمد علي العروي، أن عنصرا واحدا قام بالعملية الإرهابية التي استهدفت أمس المنطقة السياحية القنطاوي من ولاية سوسة.
ونفى العروي ما تداول حول ضلوع أكثر من عنصر في تنفيذ هذه العملية الإرهابية، مشيرا إلى أن الأشخاص الذين تمّ إيقافهم وتداولت صورهم على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي ما زالت الأبحاث الأمنية جارية بخصوصهم .
السبسي : تونس لا يمكن أن تواجه الإرهاب وحدها
ذهب الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي، إلى مكان الحادثة برفقته رئيس الحكومة ووزير الداخلية.
وفي تصريح لوسائل الإعلام، أكد أن الحكومة ستتحمل مسؤولياتها، وستتخذ إجراءات حتى لو كانت موجعة، وفق تعبيره.
وقال إن الإرهاب لم يعد يستهدف فقط عناصر الأمن والجيش الذين دفعوا ضريبة دفاعهم عن تونس باهظا، وفق تعبيره، داعيا التونسيين إلى التوحد لمجابهته والقضاء عليه.
وأضاف قائد السبسي من أمام الفندق الذي تعرض للهجوم: "أدركنا اليوم أن تونس تواجه حركة عالمية، لا يمكنها أن تواجهها وحدها، والدليل أنه في اليوم ذاته وفي الساعة ذاتها وقعت عملية مماثلة في فرنسا والكويت".
وتابع: "هذا يقيم الدليل على وجوب وضع استراتيجية شاملة لمواجهة الجهاديين، وعلى ضرورة أن توحد كل الدول الديمقراطية حاليا جهودها ضد هذه الآفة".
وزير السياحة: تأثيرات هجوم سوسة ستكون كارثية
من جهتها، أكّدت وزيرة السياحة، سلمى اللومي في تصريح لإذاعة موزاييك، أنّ الهجوم الإرهابي هو بمنزلة "الكارثة" على تونس.
وأوضحت اللومي أنّ الحادثة الإرهابية سيكون لها تأثير سلبي على الاقتصاد والسياحة في البلاد، رافضة الحديث عن الأرقام.
وتابعت: "أنا مصدومة مما حدث، سياح جاؤوا لزيارة تونس، وانظروا ماذا حدث"، وشددت على ضرورة أن يظل التونسيون صامدين أمام هذا الهجوم، وأن يتكاتفوا لمواجهة هذا الوضع الحرج، وفق تعبيرها.
إحداث خلية متابعة ميدانية
في وقت لاحق من مساء الجمعة ، أعلنت وزارة الشؤون الخارجية التونسية فى بيان لها عن إحداث خلية جديدة، وتكليف عدد من الإطارات للتحول على مكان الحادثة لمتابعة هذا الموضوع، وتقديم المساعدة والخدمات اللازمة للجهات المعنية.
وعبرت الوزارة عن استنكارها لما شهدته الكويت وفرنسا من "أعمال إرهابية مماثلة"، خلفت عددا من الضحايا، معبرة بهذه المناسبة عن تضامنها الكامل معهما.
الغنوشي: الهجوم يقف وراءه جماعات خبيثة ومفسدة
في تعليقه على الحادثة، قال رئيس حركة النهضة، راشد الغنوشي، في تصرح إذاعي، إن ما حدث "هي مجزرة فعلا و هي جريمة كبرى".
و أكد الغنوشي أن الشعب التونسي يجب أن يقف صفا واحدا ضد هذا الإجرام، وأن يتوحد للتصدي لهذه الجماعات الفاسدة، قائلا: "ينبغي أن ندعم وحدة صفنا، وأن نخرج بصوت واحد من الإدارات والمؤسسات و المساجد هاتفين "يد واحدة ضد الإرهاب" و"سنهزم هؤلاء المجرمين الذين لا علاقة لهم بدين أو إنسانية".
ودعا الغنوشي أحزاب الائتلاف الحكومي وأحزاب المعارضة في البلاد على حد سواء إلى التداعي إلى جبهة وطنية موحدة ضد الإرهاب، وإلى عقد مؤتمر وطني "ضد هذا الإجرام السافر"، مضيفا: "تقديرنا أن هذه الظاهرة تحركها أيادي خبيثة وتدعمها قوى مفسدة داخل البلاد وخارجها، وأن الشعب التونسي سيهزمها".