اقتصاد عربي

إقبال ضعيف على شراء منتجات رمضان في اليمن

تشهد أسواق اليمن ركودا وتراجعا في الإقبال على شراء المنتجات الرمضانية - أرشيفية
تشهد الأسواق اليمنية ركودا وتراجعا كبيرا لإقبال المواطنين على شراء المنتجات الرمضانية، بسبب تردي الوضع الاقتصادي، الذي انعكس على تراجع القدرة الشرائية لهم، بالتوازي مع تسجيل السلع والمواد الغذائية ارتفاع أسعارها إلى مستويات عالية جدا، وبنسبة تتجاوز 100%.

ورصدت "عربي21" ارتفاعا حادا في أسعار منتجات وسلع رمضان، حيث سجلت التمور ارتفاعا فاق التوقعات وبنسبة تجاوز 100%، وعزا أصحاب المتاجر خلال حديثهم لـ"عربي21" إلى "توقف صادرات المملكة العربية السعودية من التمور إلى السوق اليمنية، بسبب الحصار التي تفرضها المملكة التي تقود عمليات عسكرية ضد الحوثيين والقوات المتحالفة معهم منذ آذار/ مارس الماضي".

وارتفع سعر الكيلوغرام للطماطم بنسبة تصل إلى 500%، حيث وصل سعره إلى دولارين للكيلو غرام الواحد، متفوقا على السعر السابق قبل حلول شهر رمضان، الذي كان يباع بأقل من دولار للكيلو الواحد، فيما سجلت اللحوم ارتفاعا طفيفا، حيث يباع سعر الكيلو بـ 11 دولارا في السوق المحلية، وسط إقبال ضعيف عليها، بحسب ما أفاد به تاجر لحوم لـ"عربي21".

إلى ذلك، عادت أزمة الوقود إلى الواجهة مجددا، وباتت طوابير السيارات والمركبات التي تملأ شوارع المدن الرئيسية مشهدا مألوفا لدى اليمنيين، منذ شهر رمضان العام الماضي، الذي كان بداية لأزمة المشتقات النفطية الخانقة، التي انتهت برفع الدعم عن الوقود، واستغلال هذا الحدث من الحوثيين لإسقاط العاصمة صنعاء ومدن أخرى.

ومنذ تصاعد النزاع، ودخول التحالف العربي بقيادة السعودية في محور النزاع الدائر في البلاد، ازداد متوسط السعر الوطني لغاز الطهي بنسبة 153%، وارتفع سعر الديزل بنسبة 478%، وارتفع سعر البنزين بنسبة 389%، وكان لذلك أثر كبير على انعدام الأمن الغذائي، وتوفير الخدمات الأساسية بما في ذلك المياه، والصرف الصحي والرعاية الصحية"، وفقا للأمم المتحدة.

ويواجه اليمن عجزا بقيمة 1.8 مليون طن متري في واردات الوقود خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من شهر حزيران/ يونيو الجاري، في حين تكفي واردات الوقود  لتلبية 11% فقط من الاحتياجات الأساسية للبلد.

وتبدو مظاهر المأساة ظاهرة على وجوه اليمنيين، جراء استمرار العنف الذي يجتاح البلد منذ أكثر من ثلاثة أشهر تقريبا، الذي يتزامن مع تحذيرات أممية بوقوع كارثة إنسانية محتملة في عدد من مدن البلاد، وتحديدا مدينة عدن والضالع وتعز (جنوب البلاد)، نتيجة القتال الشرس بين المقاومة المؤيدة للشرعية والحوثيين والقوات المتحالفة معهم والمحسوبة على الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح.

وغابت من شوارع المدن في هذا الشهر الفضيل لوحات الإعلانات التي تعوّد عليها اليمنيون، ولطالما تبشرهم بالتخفيضات المتوقعة لأسعار السلع والمنتجات الرمضانية، وهو ما حدث في هذا الموسم العكس بزيادة الأسعار بشكل غير متوقع، على الرغم من الاستقرار النسبي الذي تعيشه بعض المدن اليمنية، ومنها مدينة المحويت 113كلم جنوب غربي العاصمة صنعاء، نتيجة غياب أي مواجهات مسلحة بين طرفي النزاع في البلاد، أو تعرضها لأي غارات من قوات التحالف العربي.

وقال الصحفي والإعلامي المقيم في المحويت، همدان العليي، الأربعاء، إن "المحافظة تشهد ارتفاعا في الأسعار إلى مستويات عالية جدا، كما أن انعدام الوقود والمشتقات النفطية واحدة من الأسباب التي عقدت حياة سكان المحويت في هذا الموسم المبارك".

وأضاف في حديث خاص لـ"عربي21" أن "معاناة السكان المحليين تضاعفت بسبب استقبالها لأكثر من ستة آلاف أسرة نازحة من صنعاء والحديدة ومحافظات أخرى، أي بما يعادل 20 ألف نسمة، وغالبيتهم من أبناء المحافظة سكنوا تلك المدن، والباقون من خارجها".

وبسبب النزوح، زاد عدد السكان في المحافظة على غير المعتاد، التي تشهد نقصا حادا في السلع الغذائية والمشتقات النفطية، التي تنعدم أحيانا من الأسواق بسرعة بين الفينة والأخرى، وفقا للعليي.

وأشار إلى أن "المواد الأساسية تتوفر فقط بالكميات المخصصة للسكان الأصليين في المحافظة، بحيث يتم التغافل عن آلاف السكان الجدد الذين قدموا إليها، ما يسبب مشكلات وندرة وغلاء أسعار المواد الغذائية والغاز والبترول والديزل".

وكان المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، استيفان دوغريك، قد حذر في وقت سابق، من التداعيات الصحية والإنسانية والاجتماعية الخطيرة جراء استمرار الأزمة الحالية في اليمن.

وقالت الأمم المتحدة إن الوضع الغذائي في اليمن بلغ مستويات تقترب من المجاعة في كثير من المحافظات.