تزايدت الدعوات في مصر المطالبة بوقف بث أعمال درامية بدأ عرضها مع حلول شهر
رمضان، حيث أصدرت "نقابة علماء مصر" بيانا طالبت فيه بوقف عرض مسلسل "أستاذ ورئيس قسم"، كما أن نقابة "المهن التمثيلية" طالبت أعضاءها بمقاطعة المسلسلات الرمضانية التي تعرض مشاهد العري، بينما أطلق "الحزب العلماني" حملة للدفاع عن
دراما رمضان.
"علماء مصر" تطالب بوقف "أستاذ ورئيس قسم"
فقد طالبت نقابة علماء مصر، بوقف عرض مسلسل "أستاذ ورئيس قسم"، من بطولة الممثل الكوميدي
عادل إمام، وذلك في خطاب رسمي لإدارة قناة "إم بي سي" السعودية، السبت.
وفسرت النقابة ذلك بأن الحلقة الثانية من المسلسل أظهرت الدكتور فوزي جمعة الأستاذ بكلية الزراعة جامعة القاهرة، الذي يجسده عادل إمام، وهو في أحد الملاهي الليلية، بصحبة رفاقه وأحد تلاميذه حاملي الدكتوراه، مع إبراز أنه شخص غير ملتزم، ويسعى وراء العاهرات والراقصات، ويشرب الخمور، بل ويحرض تلاميذه على هذا الفعل.
وصرح عضو مجلس إدارة النقابة والمدرس بجامعة طنطا، محمد عثمان، بأن النقابة حصلت على تسريب لسيناريو المسلسل منذ أسبوعين، وعلمت أن قصته تشوه صورة عضو هيئة التدريس، وتظهره بخلاف الواقع.
ووفقا للسيناريو، فإنه يقع رئيس قسم الحشرات بكلية الزراعة بجامعة القاهرة ـ اليساري الاتجاه ـ في غرام فتاة ترتاد الملاهي الليلية، ويخطئ معها، وذلك قبل أحداث ثورة 25 يناير، وبعدها يأتي حكم الإخوان، ويغازلون الدكتور فوزي بمنصب وزير الزراعة، ويقبله (باعتباره شخصا انتهازيا وصوليا) لتصارحه الفتاة بعدها بأن لها ابنا منه، فيرفض الاعتراف به حرصا على منصبه.
ورأى وكيل مؤسسي النقابة عبد الله سرور أن "الكاتب يوسف معاطي جانبه الصواب حين أراد التعبير عن أصحاب الاتجاه اليساري، وأنهم أصحاب أطماع، وانتهازيون، وعديمو الخلق"، مشيرا إلى أن بطل روايته "جسد دور أستاذ بالجامعة، وذلك ما أثار غضب أعضاء هيئة التدريس".
وأضاف أنه كان من الممكن للكاتب أن يجعل بطل مسلسله ناشطا سياسيا دون الإساءة لطائفة تمثل مهنة سامية ونبيلة، وهي مهنة التدريس بالجامعات، وفق قوله.
ومسلسل "أستاذ ورئيس قسم" من بطولة: عادل إمام، ونجوى إبراهيم، وأحمد بدير، وأحمد راتب، وهيثم أحمد زكي. وهو من تأليف يوسف معاطي، وإخراج وائل إحسان.
نقابة الممثلين تدعو للمقاطعة
وتعليقا على برامج ومسلسلات شهر رمضان أيضا، أكدت نقابة المهن التمثيلية، أن بعض الأعمال الدرامية المعروضة هذا العام، تخللها بعض المشاهد الخارجة، والألفاظ التي لا يصح وجودها في عمل فني، مناشدة الجهات المنتجة أن يتحملوا المسؤولية، وينتجوا أعمالا هادفة.
وأصدرت النقابة بيانا، السبت، ناشدت فيه الجهات المنتجة للدراما التلفزيونية بأنواعها، والبرامج التلفزيونية بأشكالها، أن يكونوا جميعا على مستوى المسؤولية.
وأكدت النقابة أن أعضاءها تابعوا ببالغ الأسى ما وصلت إليه هذه البرامج التي تعرض ألفاظا معيبة تسيء لأخلاق المبدعين وتقدم للجمهور نماذج سلبية من السلوك، الذي لا يراعي الأخلاق العامة، إضافة لإثارة الرعب، والتحرش، وحرق الأعصاب، واختراق الخصوصية، وتصوير المبدعين على أنهم مرتزقة، ويقبلون أي شيء حتى الإهانة من أجل المال.
وأضاف البيان: "تابع أعضاء النقابة ببالغ الأسف بعض المسلسلات الرمضانية التي تعرض مشاهد العري بصورة وقحة، وغير مبررة دراميا، وعلى طريقة الكباريه، مما يفسد الذوق العام، ويخلط الإبداع المتحرر في أذهان الجماهير بالإثارة الرخيصة، مما يشوه جهود الفنانين المتحررين أصحاب الرسالة، ويساوي بينهم وبين الباحثين عن الشهرة والمال".
والأمر هكذا، دعت النقابة أعضاءها لـ"مقاطعة مثل هذه الأعمال، وعدم التورط في إفساد الذوق العام، وتشويه الخطاب الاجتماعي المنتمي، الذي يناسب الشخصية المصرية التي عرفت الإبداع قبل أي حضارة، وكانت من أوائل الدول التي قدمت السينما بكل تحررها، والتي لا تجرح أفلامها مشاعرنا مثلما فعلت هذه المسلسلات التي صنعت حالة من الجدل والأسف لدى قطاع كبير من أعضاء النقابة، وقطاع أكبر من الجماهير"، وفق البيان.
"الحزب العلماني" يدافع
في المقابل، أطلق الحزب العلماني المصري - تحت التأسيس- حملة للدفاع عن مسلسلات رمضان ضد
الأزهر والسلفيين، كما جاء في بيان أصدره الأحد، وتلقت "
عربي21" نسخة منه.
وأكد البيان أن ممارسة الفن نوع من حرية التعبير، وحق أصيل لكل المبدعين من فنانين ومخرجين، لتقديم أعمال فنية، اعتاد المصريون على متابعتها خلال الشهر الكريم، وأنه لا يحق للمؤسسة الأزهرية والسلفيين التدخل لمنع عرض تلك المسلسلات.
وانتقد الحزب توجيه أئمة المساجد للرأي العام، وتحريضهم الجماهير لعدم متابعة الأعمال الدرامية، وتحريم مشاهدتها في شهر رمضان، بحجة العري والابتذال في بعض المشاهد، التي تأتي في سياق بعض الأعمال، مطالبين بترك الحرية للمُشاهد، ووقف توغل الأزهر والسلفيين والأوقاف في كل شيء بعيدا عن الشؤون الدينية، وفق البيان.
وقال العضو المؤسس بالحزب، هشام حتاتة، في تصريحات صحفية، إن هجوم التيارات الإسلامية والأزهر والأوقاف على مسلسلات رمضان بحجة العري والإلهاء عن ذكر الله، غير مقبول.
وقال إن تلك الخطوة انتكاسة للوراء بعد ثورتي يناير ويونيو، اللتين انتصر فيهما الشعب المصري لحرية الإبداع، وتخلص من الحكم الديني، والتدخل السافر من قبل تنظيم الإخوان في الفن والإبداع وتحريمه، وتكفير من يشاهد المسلسلات ويتابع أخبار الفنانين، بحجة العري والابتذال في مشاهد بعض الأعمال الدرامية، على حد تعبيره.