أكدت مصادر ليبية مقتل ستة ليبين في الغارة التي شنها الطيران الأمريكي واستهدفت اجتماعا بمدينة أجدابيا بالشرق الليبي، كان يحضره قائد كتيبة "
الموقعون بالدماء" القريبة من تنظيم
القاعدة، مختار بلمختار، فيما أصيب يمني وتونسي بجراح.
ونقلت وكالة الأخبار الموريتانية، التي تنشر باستمرار بيانات القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، عن مصدر وصفته بأنه رفيع المستوى، قوله إن الاجتماع الذي استهدفه الطيران الأمريكي كان يعقد في مزرعة قرب أجدابيا، وحضرته بالفعل قيادات من تنظيم "الموقعون بالدماء"، بينهم زعيم التنظيم نفسه مختار بلمختار، فيما لم تؤكد مصادر الموقع الموريتاني ما إذا كان مختار بلمختار قد قتل بالفعل أم لم يقتل.
وحسب وكالة الأخبار الموريتانية فإن مجموعة مسلحة على الأرض تابعة لشخصية محسوبة على الجماعات الموصوفة بالتشدد، وقريبة من بعض الشخصيات القبلية النافذة بالمدينة، هي من حملت الجرحى إلى المستشفى، وهو ما دفع بكتيبة أنصار الشريعة إلى التوجه إلى مستشفى محمد المقريف بالمدينة لأخذ جريحين (يمني وتونسي)، ما أدى إلى اشتباك جديد سقط فيه قتلى من الطرفين (واحد من أنصار الشريعة، وسبعة من القوة القبلية).
وقال مدير وكالة الأخبار الموريتانية، الهيبه ولد الشيخ سيدياتي، في تصريح لـ"
عربي21" إن العلمية التي استهدفت بلمختار، جاءت بعد نشاط إعلامي مكثف قد يكون ساهم في تحديد مكان الرجل.
واستبعد ولد الشيخ سيداتي أن يكون بلمختار قد قتل في العملية، مضيفا أنه في مثل هذه العمليات تعلن الولايات المتحدة عن القتل وإصابة الهدف قبل إعلان العملية نفسها، والحاصل أن الولايات المتحدة اكتفت فقط بإعلان استهداف بلمختار دون تأكيد مقتله.
وقال ولد الشيخ سيداتي في تصريحه لـ"
عربي21" إنه في حال تأكد مقتل بلمختار؛ فإن ذلك سيكون له تأثير كبير على مستقبل تنظيم "الموقعون بالدماء"، نظرا لشخصية الرجل وتأثيره في التنظيم طيلة السنوات الماضية.
وأضاف أن التأثير سيكون مشابها للتأثير الذي خلفه مقتل بن لادن على تنظيم القاعدة، لافتا إلى أنه في حالة ما إذا لم يكن بلمختار قد قتل، فإن إعلان نجاته سيكون من خلال عملية جديدة، وهو تقليد لدى القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.
ويقول المحلل السياسي الموريتاني المتابع لقضايا الجماعات المسلحة بمنطقة الساحل الإفريقي، أبو بكر ولد أحمد الإمام، إن بلمختار كان في الأراضي الليبية منذ أشهر، وتحديدا في المناطق الجنوبية والوسطى حيث توجد للقاعدة معسكرات قرب مدينة أوباري في الجنوب، وهذا ما تؤكده معطيات متواترة، حسب قوله.
وأضاف ولد أحمد الأمام الذي سبق أن عمل صحفيا في الأراضي الليبية، في تصريح لـ"
عربي21": أن "وجود بلمختار في أجدابيا، التي تقع بالقرب من نقاط التماس المباشرة مع قوات حفتر، أمر مستبعد، وهو ما يحيلنا على معلومات سابقة تتعلق بمقتل بالمختار كان بعضها صدر من الرئيس الفرنسي نفسه، ثم ثبت عدم صحتها".
وقال ولد أحمد الإمام إن تأكيد حكومة طبرق لمقتل بلمختار لا يمكن اعتباره معلومات دقيقة، بل يزيد من الضبابية حول الحادثة، حيث هناك تضارب كبير للأنباء حتى في الجهة التي نفذت العملية.
وأضاف أنه في الوقت الذي أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عن تنفيذها للعملية، يقول الرائد محمد الحجازي الناطق باسم قوات اللواء خليفة حفتر؛ إن قواته هي من نفذت العملية وليس القوات الأمريكية".
وكان بلمختار قد نفى في أيار/ مايو الماضي بيعته لتنظيم الدولة، قائلا إن البيان الذي أعلنه أبو الوليد الصحراوي، الناطق باسم جماعة "المرابطين" التي يتزعمها بلمختار، "لا يلزم شورى المرابطين"، وأكد بلمختار إلتزامه ووفاءه لـ بيعة أيمن الظواهري على الجهاد".