نشرت
الأمم المتحدة الإثنين "
قائمة العار" للجهات المنتهكة لحقوق الأطفال، دون أن تدرج ضمنها
إسرائيل رغم الدعوات إلى ذلك بعد مقتل أكثر من 500 طفل في الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة.
وأبقت الأمم المتحدة على إسرائيل وحركة
حماس الفلسطينية خارج قائمة سوداء للدول والمنظمات التي تنتهك حقوق الأطفال أثناء الصراعات، رغم انتقادها الحاد لإسرائيل بسبب عملياتها العسكرية في 2014.
وكانت الجزائرية ليلى زروقي، الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة بشأن الأطفال والنزاعات المسلحة، قد أوصت في مسودة تقرير بعثت به للأمين العام بان كي مون بإضافة إسرائيل وحماس إلى القائمة السوداء بشأن انتهاك حقوق الأطفال.
وقالت مصادر بالأمم المتحدة إن قرار الأمين العام بتجاوز توصية الزروقي غير معتاد، كما قالت المصادر إن إسرائيل ضغطت بشدة على بان كي مون لإبقائها خارج القائمة، وتنفي إسرائيل أي ضغط من جانبها على الأمين العام.
وقال التقرير: "نطاق التأثير الذي لا سابق له وغير المقبول على الأطفال في 2014 يثير قلقا كبيرا حول التزام إسرائيل بالقانون الإنساني الدولي.. خاصة فيما يتعلق بالاستخدام المفرط للقوة."
وقال رون بروسور، السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة، إنه لا يمكن إدراج إسرائيل إلى جانب مجموعات كالدولة الإسلامية والقاعدة وطالبان.
وقال إمانوئيل نهشون المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية إن بلاده اتخذت جميع الخطوات الممكنة لحماية المدنيين.
وقال المتحدث: "تصرفت إسرائيل دفاعا عن مواطنيها من هجمات لمجموعة إرهابية لا يؤرقها وضع المدنيين الفلسطينيين وبينهم أطفال على خط النار."
وقتل جيش الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 2100 فلسطيني معظمهم من المدنيين، بينهم 540 طفلا خلال الحرب على غزة العام الماضي التي استمرت 50 يوما، مقابل مقتل 67 جنديا وستة مدنيين من الجانب الإسرائيلي.
واعتبر تحقيق للأمم المتحدة أن إسرائيل استهدفت سبع مدارس تابعة للمنظمة الدولية في هجمات قتل خلالها 44 فلسطينيا بحثوا فيها عن ملجأ في بعض المواقع، وأن المسلحين الفلسطينيين استخدموا عددا كبيرا من مدارس الأمم المتحدة الخالية لإخفاء أسلحة وشن هجمات.
وقال بان إن النزاعات في جمهورية أفريقيا الوسطى والعراق وإسرائيل والأراضي الفلسطينية ونيجيريا وجنوب السودان وسوريا "تركت آثارا على الأطفال لدرجة تمثل إهانة للإنسانية."
وطالبت جماعات تعنى بالدفاع عن حقوق الإنسان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بإضافة إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى القائمة.
ودعت منظمة هيومان رايتس ووتش الأمين العام إلى مقاومة الضغوط الإسرائيلية والأمريكية التي تهدف إلى استبعاد القوات الإسرائيلية من القائمة.
وأشار التقرير الذي يغطي على الأقل 23 حالة إلى خمسة نزاعات دامية الأثر على الأطفال. وقال إن 710 أطفال قتلوا في أفغانستان مقابل 697 في العراق و557 في الأراضي الفلسطينية و368 في سوريا و197 في إقليم دارفور السوداني.
وكما في حالة إسرائيل والأراضي الفلسطينية، لم تضم القائمة جميع المجموعات أو الجيوش.
وللأمين العام القول الفصل فيمن يتم ضمه للقائمة السوداء التي وزعت اليوم على أعضاء مجلس الأمن.
وضمت القائمة السوداء في تقرير الأمم المتحدة مجموعات أو قوى مسلحة "تقوم بتجنيد الأطفال أو استغلالهم أو قتلهم أو التسبب في إصابتهم أو ارتكاب جرائم اغتصاب وأشكال أخرى من العنف الجنسي بحقهم أو التورط في هجمات على مدارس أو مستشفيات أو كليهما."
والمجموعات المسلحة المدرجة في القائمة السوداء متورطة في نزاعات بأفغانستان وجمهورية أفريقيا الوسطى وجمهورية الكونغو الديمقراطية والعراق ومالي وبورما والصومال وجنوب السودان والسودان وسوريا واليمن وكولومبيا ونيجيريا والفلبين.
أما الدول التي أدرجت جيوشها الوطنية أو الإقليمية في القائمة السوداء، فهي أفغانستان وجمهورية الكونجو الديمقراطية والصومال وجنوب السودان والسودان وسوريا وبورما واليمن.