قال سكان ومصادر أمنية إن مسلحي جماعة بوكو حرام الإسلامية شنوا هجوما على مشارف مدينة مايدوغوري عاصمة ولاية بورنو النيجيرية صباح السبت مما أدى إلى مقتل 11 شخصا على الأقل.
وقع الهجوم بعد يوم واحد فقط من تنصيب الرئيس محمد بخاري الذي تعهد بسحق الجماعة الإسلامية المتشددة ونقل مركز قيادة العمليات العسكرية إلى مايدوغوري بعيدا عن العاصمة أبوجا.
وسمع دوي إطلاق النار في الساعات الأولى من صباح السبت، بالتوقيت المحلي، في الشطر الجنوبي الغربي للمدينة.
وقال مصدر عسكري إن إطلاق النار وقع في محيط طريق دامبوا قرب مستوطنة مولي الصغيرة على بعد نحو عشرة كيلومترات من مايدوغوري التي يسكنها مليونا شخص.
وقال عضو في ميليشيا محلية يدعى محمد بونو "أصاب صاروخ من بوكو حرام منزلا حول منطقة بولومكوتو... وقتل خمسة أشخاص. انتشل رجالنا أيضا ست جثث من مواقع مختلفة".
وأشار بونو إلى أن المتشددين حاولوا اجتياز الخنادق التي حفرت حول المدينة.
يأتي الهجوم بعد انفجارين وقعا صباح الجمعة في بلدة تاشان ألادي النائية بولاية بورنو مما أدى إلى مقتل سبعة أشخاص على الأقل.
هجوم بوكو حرام جاء بعد أقل من 24 ساعة، من وعد قدمه الرئيس النيجيري الجديد محمد بخاري في خطاب تنصيبه في العاصمة الاتحادية أبوجا الجمعة بالعمل مباشرة على معالجة "التحديات الهائلة" التي تواجه بلاده وخصوصا تكثيف الحملة العسكرية ضد جماعة بوكو حرام.
وقال بخاري إن نيجيريا تواجه "تحديات هائلة" مضيفا "سنواجهها مباشرة، ولن يندم النيجيريون على تكليفنا هذه المسؤولية".
وأضاف الرئيس المسلم المنحدر من شمال البلاد أن "بوكو حرام مجموعة من الناس المجانين الذين لا دين لهم وأبعد عن الإسلام مما يمكن أن نتصور".
وأضاف أنه سيقيم مركزا جديدا للقيادة العسكرية في مايدوغوري (شمال شرق) معتبرا أنه "لا يمكن تحقيق النصر من مركز القيادة في أبوجا" وسط البلاد.
كما وعد ببذل كل ما يسعه للإفراج عن آلاف الرهائن الذين اختطفهم متمردو بوكو حرام ومن بينهم 219 تلميذة مدرسية اختطفن في نيسان/أبريل 2014 في شيبوك (شمال شرق).
وإلى جانب عنف بوكو حرام، سيواجه بخاري على الفور عدة قضايا كبرى من مكافحة جماعة بوكو حرام الإسلامية إلى المشاكل الاقتصادية الخطيرة في البلاد.
وقال بولا تينوبو مؤسس ورئيس المؤتمر التقدمي حزب بخاري، إنه "منعطف حاسم في مسيرة البلاد". وأضاف "نحن ندرك التحديات التي يواجهها رخاؤنا"، مؤكدا انه "علينا مكافحة غياب الأمن والانهيار الاقتصادي والفساد بلا هوادة كما لو أننا ذاهبون إلى حرب".
ويصف بخاري نفسه بأنه "معتنق للديموقراطية". وقد تعهد مكافحة الفساد في بلاد يبلغ عدد سكانها 173 مليون نسمة.
وبدأ محمد بخاري (72 عاما) الجمعة مهامه على رأس الدولة بعد أدائه القسم بعد انتخابات تاريخية في هذا البلد الأول في عدد السكان والاقتصاد في إفريقيا ولم يشهد يوما فوزا للمعارضة على رئيس دولة انتهت ولايته.
ووعد محمد بخاري وحزبه المؤتمر التقدمي بمزيد من الوظائف والأمن والإمدادات بالكهرباء، لكن بما أن خزائن الدولة فارغة، قد يكون من الصعب تنفيذ هذه الوعود.
وكسب بخاري تأييدا كبيرا من قبل الناخبين بفضل مواقفه الحازمة جدا ضد الفساد.
ونيجيريا هي أول دولة منتجة للنفط في إفريقيا وتؤمن صادراته سبعين بالمائة من العائدات، لكن انخفاض الأسعار ونقص غير مسبوق في المحروقات أديا إلى شلل في البلاد.
ويأمل السكان الذين يعانون من عنف جماعة بوكو حرام في شمال شرق البلاد، في أن يكون أداء بخاري أفضل من سلفه، وقد أدى التمرد وقمعه من قبل قوات الأمن إلى سقوط أكثر من 15 ألف قتيل منذ 2009.
وقد حقق الجيش النيجيري تقدما بمساعدة الدول المجاورة الكاميرون وتشاد والنيجر منذ شباط/فبراير في مكافحة هذه الجماعة التي أعلنت ولاءها لتنظيم الدولة، لكن اعمال العنف والهجمات لم تتوقف.
وستكون منطقة دلتا النيجر في الجنوب من القضايا المهمة إذ أن متمردين سابقين يطالبون بإعادة توزيع أفضل لعائدات النفط قد يستأنفوا القتال مع انتهاء برنامج للعفو هذه السنة.