نشر معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى دراسة اقترح من خلالها سياسة "لهزيمة كل من تنظيم الدولة وإيران"، ساهم بها عدد من باحثي المركز والخبراء، هم: صمويل بيرغر، ستيفن هادلي، جيمس جيفري، دينيس روس، ومدير المركز روبرت ساتلوف.
وبدأت الدراسة بالتحذير من أثر "صراعات الهوية والمصالح" في الشرق الأوسط بانهيار نظام الدولة بأكمله في هذه المنطقة، وأثر ذلك المباشر على الولايات المتحدة عبر ضعف الدول في الشرق الأوسط، مما يسهل على "الجماعات الإرهابية والدول الداعمة للإرهابيين أن تخطط وتجند العناصر ضد الولايات المتحدة"، بحسب الدراسة.
واعتبرت الدراسة أن الشرق الأوسط محل تهديدين رئيسيين: إيران، وتنظيم الدولة، موضحة أن طرحهما لقضايا عميقة تتعلق بـ"الحوكمة من القيادة السياسية إلى الإدارة الاقتصادية ومن عدم المساواة إلى التنمية التعليمية"، فاقم خطرهما.
وعن
الدولة الإسلامية، قالت الدراسة إن تحديها ليس تحديا عسكريا، إذ إن هذا أحد الجوانب وحسب، ولا يمكن هزيمتها دون "إحباط المسلمين للأيديولوجيات المتعصبة للتنظيم ليفقدوه مصداقيته"، وهو ما يلقي لهم بزمام المبادرة.
ونفت الدراسة إمكانية جمع الإيرانيين والسعوديين في عدائهم تجاه تنظيم الدولة، إذ إن نضالهم ضد إيران وجودي، وهو ما كان واضحا بحشد تحالف لمواجهة مليشيات إيران في اليمن.
ودعت الدراسة الولايات المتحدة بأن تحكم على الإيرانيين على أساس سلوكم، حتى لو تقاطعت بعض نقاط التقارب التكتيكية، وذلك لاختلاف الرؤية الاستراتيجية الإيرانية عن المصالح الأمريكية.
ولا زال أشد المحافظين في إيران ينظرون للولايات المتحدة كعدو لها، ليس بسبب العقلية التآمرية للعزم الأمريكي على تخريب إيران وحسب، بل لأن واشنطن هي العائق الرئيسي لسيطرتها على المنطقة.
واستنكرت الدراسة تناقض العزم الأمريكي على حشد العرب السنة في
العراق وسوريا لمواجهة تنظيم الدولة، والنظر لإيران على أنها حليف مفترض في الوقت نفسه، إذ إن ذلك يقوض أي جهد لنزع شرعية التنظيم، وأي محاولة لوضع الدول السنية في موقف دفاعي، ويضع تنظيم الدولة على أنه الحامي الحقيقي للسنة.
ومع الدور الذي أداه السعوديون بنشر "التطرف السني"، بحسب الدراسة، فإن لهم مصلحة بمكافحة العناصر المتطرفة، ويخشون، بعكس الإيرانيين، من إضعاف "نظام الدولة الحديثة" في الشرق الأوسط، كما لا تستطيع إيران أن تكون شريكة في تشويه سمعة تنظيم الدولة، لكن يمكن للاتفاق النووي أن يكون "منطقيا" إذا كان يمنعها من الحصول على أسلحة نووية.
وأشار معدو الدراسة إلى مخاوف السعودية والدول الأخرى من الاتفاق النووي، مما يدعو الولايات المتحدة أن "تراقب ردود أفعالها وتعمل على طمأنتها"، مما يشمل دحر إيران في المنطقة، مما قد يؤدي لتخفيف احتمالات التعاون معها، وتغيير الحسابات السياسية لإيران مع الوقت.
وركزت الدراسة على تغيير السياسة الأمريكية تجاه
سوريا، التي عملت على إضعاف تنظيم الدولة هناك والتمكن من هزيمته في العراق، لكن ذلك يؤدي لاستغلال الأسد لهذه الهجمات والقيام بأعمال قصف عنيف ضد المعارضة، أكثر من تلك التي تشنها أمريكا على تنظيم الدولة، داعية لأن يكون هناك ملاذ آمن من نوع مختلف داخل سوريا، يحمي اللاجئين ويسمح ببناء معارضة ذات مصداقية وشرعية لتكون أكثر أهمية.
وحول الحل السياسي هناك، قال الباحثون إن الهدف النهائي هو إظهار أنه لا يمكن للأسد الفوز في الصراع، مما سيؤدي لكراهية مؤيدي الأسد ذلك، خصوصا إيران، لكن الحل هو أن تكون تكاليف ذلك باهظة أكثر فأكثر في حال عدم التوصل لتسوية سياسية.