تقول صحيفة "إندبندنت" البريطانية إن زوجة المدون السعودي
رائف بدوي دعت
الاتحاد الأوروبي إلى المساعدة في الإفراج عنه، حيث تسوء حالته الصحية.
ويشير التقرير، الذي اطلعت عليه "
عربي21"، إلى أن إنصاف حيدر، التي جاءت إلى مقر الاتحاد الأوروبي، للضغط من أجل مساعدة الدول الأعضاء للإفراج عن زوجها، تقول إن أولادها الثلاثة يسألونها كل يوم متى سيأتي والدهم إلى البيت.
وتنقل الصحيفة عن حيدر قولها إن هناك حاجة لضغوط دولية على
السعودية، التي حكمت على زوجها بالسجن لمدة عشرة أعوام وألف جلدة؛ لنشره مقالات على موقعه الليبرالي تنتقد المؤسسة الدينية. وتضيف أن تصريحات دولة الاتحاد الأوروبي بشجب
سجن بدوي ساعدت في تقديم أمل له "لكن من ناحية الأثر الفعلي على القضية فلا شيء قد تحقق".
وترى حيدر أن دعوات مباشرة من الحكومات الإوروبية لملك السعودية سلمان بن عبد العزيز ووزيري الداخلية والخارجية قد توصل الرسالة، وتقول للصحيفة: "ليس لدي علم بحديث أي حكومة مباشرة مع السلطات السعودية، وطلبت رسميا الإفراج عن رائف".
وأضافت: "أعرف أن بعض الحكومات قامت بالاتصال مع سفاراتها للقيام بهذا. ولا أعتقد أن السفارات هي المكان الصحيح؛ لأنها لا تعرف عن القرارات التي تتخذها حكوماتهم، إن الاتصالات يجب أن تكون على مستوى الوزراء والحكومات"، بحسب الصحيفة.
ويلفت التقرير إلى أن وزارة الخارجية البريطانية قد أكدت في السابق أنها طرحت قضية بدوي أكثر من مرة مع السعوديين.
وتذكر الصحيفة أن بدوي قد اعتقل عام 2012 لنقده المؤسسة الدينية في بلاده، وتم جلده 50 جلدة في ساحة عامة في مدينة جدة في كانون الثاني/ يناير من هذا العام، وهو ما أدى إلى ردة فعل دولية غاضبة. وأجلت السلطات مواصلة الجلد لأسباب صحية، فيما تدرس المحكمة العليا القضية من جديد.
وتقول حيدر إنها لم تتلق أخبارا إيجابية، رغم مناشدتها الحارة للسلطات السعودية بداية هذا الشهر، حيث دعت الملك إلى العفو عنه، والسماح له بالسفر إلى كندا، حيث لجأت عائلته.
ويوضح التقرير أن حيدر تخشى من تدهور صحته في زنزانته الصغيرة والمزدحمة، وتقول: "تحدثت مع رائف قبل ستة أيام، وكانت مكالمة قصيرة، إن صحته ليست جيدة، كما أن وضعه النفسي ليس جيدا أيضا؛ بسبب الغموض حول مصيره".
وقابلت الصحيفة حيدر في مكتب منظمة العفو الدولية/ أمنستي في بروكسل، حيث تحدثت عن أولادها قائلة: "الوضع صعب وهناك شيء غائب في حياتنا، وبالتأكيد يفتقد الأولاد والدهم، ويريدونه لمساعدتهم في الأشياء البسيطة، وكذلك الأمور المهمة".
وتتابع للصحيفة بأنهم "عندما يذهبون إلى المطاعم، ويشاهدون بقية العائلات مع الآباء والأمهات يشعرون أنهم في وضع مختلف، وعندما يشعرون بالحزن يسألون عن والدهم، ويسألون السؤال ذاته كل يوم، ولا أبالغ، متى سيعود والدنا؟" .
ويستدرك التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، بأنه رغم غياب التقدم الإيجابي في قضية زوجها، إلا أن حيدر تشعر بالأمل وبالقوة من الحملة الدولية التي تدعو إلى الإفراج عن زوجها، الذي اقترنت به عام 2002.
وتقول حيدر إن بدوي يشعر بالامتنان للحملة التي تقودها الصحيفة، حيث وضعت صورته على الصفحة الأولى، مشيرة إلى أن ذلك "عنى له الكثير، وشعر بالسرور والسعادة عندما علم بالأمر".
وتبين حيدر للصحيفة أنها جاءت إلى أوروبا لتقديم الشكر للناس الذي خرجوا إلى الشوارع، وتظاهروا دعما لزوجها، وتجد أن أعمالا كهذه "تمنح الأمل أن شيئا سيحدث، وأن العالم لم ينساه". ولكنها تدعو إلى خطوات عملية قائلة: "آمل بقيام 28 حكومة تمثل الاتحاد الأوروبي بالسفر إلى السعودية وإحضار رائف معها".
وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى ما قاله المدير التنفيذي لمكتب أمنستي في بروكسل ديفيد نيكولز، إن المسؤولين الأوروبيين ووزراء الخارجية تعهدوا بطرح موضوع بدوي مع السلطات السعودية، مستدركا بأنه "لا أدلة على حدوث هذا". وأضاف: "هناك الكثير من المصالح المتداخلة ليس فقط مع السعودية، ولكن مع بقية دول الخليج. فالمصالح تشمل الطاقة والتجارة، وأيضا التعاون في مجال مكافحة الإرهاب".