أعلنت هيئة
الأرصاد الجوية في
مصر استمرار الموجة شديدة الحرارة التي تضرب البلاد، وتبلغ ذروتها الأربعاء، حيث ترتفع
درجات الحرارة بمعدلات تفوق قيمها الطبيعية خلال هذا الوقت من العام بنحو 12 درجة مئوية.
وأكدت تقارير صحفية مقتل ثمانية أشخاص في محافظة قنا في صعيد مصر الاثنين وإصابة 64 بسبب ارتفاع درجات الحرارة التي بلغت 47 درجة، ما دفع التلفزيون الرسمي إلى إذاعة تنويهات للمواطنين عن كيفية تجنب الإصابة بضربات الشمس.
ومن المتوقع أن تبلغ درجة الحرارة اليوم في القاهرة 45 درجة مئوية - في الظل - وفي الغردقة 47 درجة، ما يعني أنها ستتجاوز 53 درجة في الشمس، خاصة في المحافظات الواقعة جنوب البلاد.
أعلى درجة حرارة في العالم
وكشفت بيانات موقع الطقس العالمي "weather online" أن مصر ستسجل يوم الأربعاء أعلى درجة حرارة في العالم، حيث تصل إلى 49 درجة مئوية في الواحات البحرية والخارجة.
وزاد من شعور المصريين بحرارة الجو ارتفاع نسبة الرطوبة إلى 90% في القاهرة الكبرى، وهو طقس نادر التكرار في البلاد.
ولتجنب الخروج من المنازل الأربعاء، قام الكثير من المصريين بشراء احتياجاتهم من الطعام والشراب يوم الثلاثاء، كما أنها ازدادت مبيعات المرطبات والمشروبات المثلجة والمياه المعدنية بشكل ملحوظ خلال الأيام الماضية.
وأكدت الأرصاد الجوية أن الموجة الحارة ستنكسر الخميس، حيث تنخفض درجات الحرارة لتسجل في القاهرة 35 درجة، على أن تواصل الانخفاض يوم الجمعة المقبل لتصل الدرجة العظمى إلى 30 درجة.
الحكومة تكذب
وانتشرت في مصر دعوات تطالب بحصول العاملين في القطاعين العام والخاص على إجازة مدفوعة الأجر بسبب ارتفاع درجة الحرارة في ذلك اليوم، وهو ما قابلته الحكومة بالرفض، بحجة أن الطقس سيكون عاديا.
لكن نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي أكدوا أن الحكومة تتعمد الكذب ولا تفصح عن درجات الحرارة الحقيقية لتجنب منح الموظفين إجازة، ونشروا بيانات من مواقع عالمية للتنبؤ بالطقس لإثبات كذب الحكومة.
من جهتها، حذرت وزارة الصحة المواطنين وخاصة كبار السن والمرضى والأطفال من التعرض لأشعة الشمس بشكل مباشر، وطالبتهم بتجنب الخروج الأماكن إلى المفتوحة وقت الظهيرة، والبقاء في الغرف الأكثر برودة مع إغلاق الستائر نهارا وفتح النوافذ ليلا، والتوجه فورا للطبيب عند الشعور بأي أعراض غير طبيعية.
ونصحت الوزارة، في بيان أصدرته الثلاثاء - تلقت "
عربي21" نسخة منه - بتجنب الإجهاد وضرورة ارتداء الملابس القطنية الفاتحة، وتناول السوائل بكثرة خاصة قبل الخروج من المنزل وعدم التواجد في الأماكن المزدحمة أو سيئة التهوية.
الإعلام يسخر من الخائفين
وبدلا من طمأنة المواطنين الخائفين من التأثيرات السلبية لموجة الحر، فقد هاجمت الإعلامية لميس الحديدي ما قالت إنه "حالة فزع مبالغ فيها" انتابت المصريين، وقالت، خلال برنامجها على قناة "سي بي سي" مساء الثلاثاء: "فيه إيه يا جماعة؟ طول عمرنا عارفين إن الدنيا بتكون حر في الصيف لكن لا داعي أبدا لحالة الفزع اللي أصابت كل الناس كده".
أما محمد شردي، فسخر من المواطنين الذي اشتكوا من قبل من تأخر حلول فصل الشتاء على غير العادة على الرغم من انتصاف شهر مايو (أيار)، قائلا: "قعدتوا تقولوا الشتاء مش عايز يمشي وامتى الصيف يجي أهو جالكم الصيف".
فيما طالب يوسف الحسيني، هيئة الأرصاد الجوية بعدم الكذب على المواطنين والإفصاح عن درجات الحرارة الحقيقية، متسائلا: "هل ستكون درجة الحرارة يوم الأربعاء 46 أم 53؟ يا رب متبقاش 53 لأن إحنا مش حمل الكلام ده".
انقطاع الكهرباء يزيد المعاناة
وعلى الرغم من وعود قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي وحكومة إبراهيم محلب بعدم انقطاع
الكهرباء خلال فصل الصيف والإعلان عن استعداد الحكومة جيدا لارتفاع الحرارة، فإنها فشلت في أول اختبار حقيقي، حيث انقطعت الكهرباء في كل المدن المصرية تقريبا بسبب ارتفاع درجات الحرارة ولمدد اختلفت من محافظة لأخرى.
وشهد يوم الثلاثاء انقطاع التيار الكهربائي عن بعض الأماكن الحيوية، منها القرية الذكية الذي تضم بين جنباتها وزارة الاتصالات وعددا كبيرا من هيئات وشركات تكنولوجيا المعلومات المصرية والأجنبية، كما أنه انقطع التيار للمرة الثانية خلال شهر واحد عن مبنى ماسبيرو الذي يضم قنوات التلفزيون الرسمي.
وأدى انقطاع الكهرباء إلى مضاعفة معاناة المواطنين، حين انقطعت معها المياه وتوقفت المكيفات ومراوح الهواء، كما أن مترو الأنفاق شهد عشرات الحالات من الإغماء جراء الزحام الشديد ونقص التهوية.