دفع
تنظيم الدولة بمزيد من مقاتليه إلى مدينة
الرمادي، الإثنين، فيما جددت قوات الأمن
العراقية والفصائل الشيعية المساعي لاستعادة المدينة التي تقع في غرب العراق، والتي سقطت في أيدي الإسلاميين قبل أسبوع في انتكاسة كبيرة للحكومة.
وفي مدينة
تدمر السورية الأثرية شنت القوات الجوية السورية ضربات على مبان سيطر عليها التنظيم الذي أثار احتلاله للمدينة مخاوف من أن متشدديه سيدمرون آثارها الرومانية الشهيرة.
ووفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان -الذي يوجد مقره في ريطانيا-، فقد أعدم التنظيم ما لا يقل عن 217 شخصا بينهم أطفال منذ تحركه صوب تدمر قبل 10 أيام، وأضاف المرصد أن 300 جندي قتلوا في معارك قبل السيطرة على المدينة.
ودفع التنظيم بتعزيزات في الرمادي الإثنين ونشر مقاتلين استعدادا لمعركة ضد قوات الأمن والفصائل شبه العسكرية التي تتقدم صوب المدينة.
واستعادت القوات العراقية بعض الأراضي شرقي المدينة منذ أن بدأت هجومها المضاد السبت بعد أسبوع من سيطرة المتشددين على المدينة. واستعادت القوات الإثنين السيطرة على منطقة ريفية جنوبي المدينة.
وذكرت مصادر بالشرطة أن قوات الأمن العراقية والفصائل الشيعية المدعومة من إيران بالإضافة لمقاتلين من عشائر سنية استعادوا أجزاء من الطاش على بعد 20 كيلومترا جنوبي الرمادي، والتي تقع أيضا على مسافة قصيرة من بغداد.
وقال سكان في الرمادي إن شاحنات تحمل مقاتلين من تنظيم الدولة وصلت الأحد الماضي قبل الانتشار عبر المدينة. وسمع أحد السكان ويدعى أبو سعيد أصواتا خارج منزله في حي الضباط الجنوبي الشرقي وقال "شاهدت شاحنتين تتوقفان بالخارج وعلى متنهما عشرات المقاتلين يحملون الأسلحة ويركضون سريعا إلى المباني المجاورة للاحتماء." وذكر مواطن آخر يدعى أبو معتز أن 40 مقاتلا على الأقل قفزوا من ثلاث شاحنات، وصلت حي تل التميم الجنوبي نحو الساعة الثامنة من مساء الأحد.
وقال أبو معتز "كانوا يحملون أسلحة ويرتدي أغلبهم أزياء مموهة بأحزمة ذخيرة حول صدورهم.. كانوا يتحدثون بلهجة عربية. لم يكونوا عراقيين."
*انتكاسة كبرى
ويعد سقوط الرمادي أكبر انتكاسة للقوات العراقية منذ نحو عام، وألقى بظلال من الشك على مدى فاعلية الاستراتيجية التي تقودها الولايات المتحدة لقتال التنظيم المتشدد.
وكانت السيطرة على الرمادي وتدمر أكبر نجاحين للتنظيم منذ دشن تحالف تقوده واشنطن حربا جوية ضده العام الماضي.
وأجبر الانتصاران شبه المتزامنين ضد الجيشين العراقي والسوري واشنطن على مراجعة استراتيجيتها التي تشمل القصف الجوي لكي تترك المعارك البرية للقوات المحلية.
وفي انتقاد حاد للعراق اتهم وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر الجيش العراقي بالتخلي عن الرمادي في وجه قوة أصغر. وقال لشبكة (سي.إن.إن) التلفزيونية الأمريكية "القوات العراقية لم تظهر أي إرادة في القتال".
وقال الجنرال المسؤول عن أنشطة إيران شبه العسكرية في الشرق الأوسط إن الولايات المتحدة وقوى أخرى فشلت في مواجهة الدولة الإسلامية.
وقال الميجر جنرال قاسم سليماني الذي كثيرا ما يشاهد في ساحات القتال في العراق "اليوم في المعركة ضد هذه الظاهرة الخطيرة.. لا أحد موجود باستثناء إيران."
ولكن في تحرك قد يكون مؤشرا على توسع مشاركة الولايات المتحدة في الصراع قالت تركيا إنها والولايات المتحدة اتفقتا من حيث المبدأ على تقديم الدعم الجوي لبعض القوات من المعارضة الرئيسية في
سوريا.
وبعد أيام من السيطرة على الرمادي هزم التنظيم أيضا قوات الحكومة السورية، وسيطر على تدمر التي يسكنها 50 ألف شخص، وتضم بعضا من أفضل الآثار الرومانية المحفوظة في العالم.
وأعلن التنظيم المتشدد دولة الخلافة في الأراضي التي يسيطر عليها في سوريا والعراق. ونفذ عمليات إعدام جماعية في البلدات والمدن التي سيطر عليها، ودمر آثارا يعتبرونها دليلا على الوثنية.
وقالت قناة المنار التلفزيونية التابعة لحزب الله الشيعي اللبناني الإثنين إن مقاتلي الحزب انتزعوا السيطرة على مرتفعات القبع، والنقار بالقرب من الحدود اللبنانية من ايدي جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا، وقتلوا العشرات من "مقاتلي العدو".
وذكرت المنار في خبر عاجل أن مقاتلي حزب الله سيطروا على المرتفعات الواقعة في محافظة القنيطرة جنوب غرب سوريا، والتي تقع في منطقة قريبة من الحدود مع لبنان واسرائيل.
وحزب الله المدعوم من ايران حليف للرئيس السوري بشار الأسد في الحرب الأهلية الدائرة في سوريا. وتعهد حسن نصر الله أمين عام حزب الله بتطهير الحدود من الجماعات السنية المسلحة التي شنت هجمات على الاراضي اللبنانية.