ناقشت الصحف التركية في عددها الصادر الاثنين، المشهد المحلي في ظل الانتخابات البرلمانية المقبلة، في وقت تشهد فيه الساحة السياسة تنافسا ملحوظا بين الأحزاب.
يأتي ذلك في وقت ذكرت فيه الصحف أن حزب الشعوب الديمقراطية، الكردي، يسعى إلى الحصول على أكبر نسبة من الأصوات في الانتخابات القادمة، وعلى هذا، فإن الحزب يلجأ إلى كل الطرق المشروعة وغير المشروعة في تحقيق ذلك.
أردوغان و"تركيا القائدة"
يرى الكاتب "حاجي ياكيشكلي" في مقال له بصحيفة "يني عقد"، أن من أكثر الاختلافات الشائعة حول رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان، هي لقاءاته وسياسته التي لا بد أن تبقى محايدة. ومن ضمن الانتقادات الموجهة إليه: "أردوغان حاكما للبلاد، عليه أن يصمت ويبقى محايدا في ما يتعلق بالانتخابات القادمة". ولا يمكن لحاكم بلاد أن يتجول بين المدن ويقوم بتنظيم تجمعات. ولا ينبغي لحاكم بلد الاختلاف مع أحزاب المعارضة الأخرى.
ويقول الكاتب إن تلك الانتقادات إنما هي انتقادات لأشخاص تسعى إلى تقييم ما يسمى بـ"التحولات الأساسية" التي يهدف إليها أردوغان، وهي جالسة بمكانها. ويلفت إلى أنه عندما يخرج أردوغان إلى ساحة التجمعات ويخاطب الشعب، فإنه يفعل ذلك بصفة رئيس الجمهورية "بما يقره النظام الرئاسي" وليس بصفة حاكم الدولة. وخلاصة الكلام أن "الطيب أردوغان" يقوم بتطبيق خططه السياسية الجديدة من الآن على ثلاثة مراحل.
ويشير الكاتب إلى أنه وفي حال ما تم تطبيق النظام الرئاسي في حياة أردوغان، فإنه سيصبح بهذا أول وآخر رئيسا للجمهورية التركية.
ويلفت الكاتب إلى أن هناك سؤالا مُلحا يقوم البعض بطرحه، ألا وهو: "طالما أن جميع الأحزاب سوف تنضم إلى البرلمان، فلماذا لا تقوم تلك الأحزاب بدعم النظام الرئاسي؟"، والجواب بسيط: "طالما أنني أرتقي وحدي، فإنه لن يرتقي أحد".
ويتساءل الكاتب: ماذا ترون في هذا الشأن؟ أليس من الأفضل أن ننتقل من مرحلة "تركيا جديدة" إلى مرحلة "تركيا القائدة"؟
"الحركة القومية" و"العدالة والتنمية": قاعدة مشتركة؟
نقلت صحيفة "صباح" في خبر لها أن رئيس بلدية أنقرة الكبرى "مليح كوجتشاك" قال: "أُحب حزب الحركة القومية كقاعدة، وهم أيضا يحبونني. أود أن أخبر الجميع من موقعي هذا بأن هناك قاعدة مشتركة بين حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية. لذلك، فإنه ينبغي على حزب الحركة القومية الانضمام إلى حزب العدالة والتنمية".
وتضيف الصحيفة نقلا عن "كوجتشاك"، أنه "عند التفكير بصفة عامة، فسوف نجد أن هناك فروقات بسيطة بين الحزبين. ولكن في الوقت نفسه هناك عدة أمور مشتركة بين الحزبين. هناك عدة أصدقاء مقربين لي من داخل حزب الحركة القومية. عندما نتقابل ونتحدث نجد أننا نتفق في عدة أمور بنحو 90%. كما أن هناك أمورا عدة لا أتفق بها مع نواب رؤساء المجلس العام، فهذا أمر طبيعي. لذلك دعونا نتحد في مجال السياسة ونقوم بإنشاء جزب بنسبة 65%. ولكن المشكلة تكمن في اعتراض بعض الشخصيات رفيعة المستوى على الاتحاد معنا والعمل سوية، وإلا لما بقي الأمر مجرد اقتراح وحسب".
"الشعوب الديمقراطية": الهرج والمرج ضدّ الأحزاب التركية
ذكرت صحيفة "أكشام" في خبر لها أن حزب الشعوب الديمقراطية، الكردي، يسعى إلى الحصول على أكبر نسبة من الأصوات في الانتخابات القادمة، وعلى هذا، فإن الحزب يلجأ إلى كل الطرق المشروعة وغير المشروعة.
وبحسب الصحيفة، فإن حزب الشعوب الديمقراطية يقوم بتهديد المنتخبين، سواء في المدن الشرقية أم في الجنوب شرقية في تركيا، عن طريق منظمة حزب العمال الكردستاني وإرغامهم على التصويت له بقوة السلاح.
وتوضح الصحيفة أن الحزب الكردي قام بإنشاء وحدة استخبارات تابعة للمنظمة من أجل إعاقة الحملات الدعائية للأحزاب الأخرى، حيث يقوم بعض الأشخاص داخل كل من فان- سيريت وآغري وديار بكر، بالحصول على معلومات حول برامج وزيارات حزب العدالة والتنمية قبلها بعدة أيام، من أجل إشاعة الفوضى والهرج والمرج في المكان الذى من المقرر تنظيم البرنامج به.
ونقلت الصحيفة عن النائب مرشح حزب العدالة والتنمية بمدينة وان، "برهان قاياترك"، قوله إنه وعلى الرغم من أن الناس هنا يحبون الحزب ويقدرونه، فإنهم يتصرفون بلا تحمل للمسؤولية بسبب خوفهم من حزب الشعوب الديمقراطية، حيث إن الحزب يقوم بتهديد هؤلاء الأشخاص مستخدما حزب العمال الكردستاني.
وتورد الصحيفة أن مرشح حزب العدالة والتنمية "فاروق ألب أرسلان" صرح قائلا، إنه لشدة الخوف أصبح الأشخاص الذين نعرفهم وعلى صلة بهم منذ سنوات، يخشون أن يلقوا السلام علينا إذا ما رأونا في مكان ما.
دور الرعاية الصحية بتركيا.. فنادق خمس نجوم
تورد صحيفة "يني شفق" في خبر لها، أنها جست نبض الشارع داخل مدينة "صقاريا" في جولة ميدانية قام بها طاقم الصحيفة، وذكرت الصحيفة أن أهالي صقاريا أبدوا رغبتهم في النظام الرئاسي، مشيرين إلى أهم المشاريع التي حدثت داخل تركيا في السنوات الأخيرة وكذلك الاستثمارات التي كان من أهمها أن دور الرعاية الصحية والمستشفيات أصبحت كفنادق الخمس نجوم.
وتورد الصحيفة أن "يوسف هايمانا" وهو أب لطلفين، تطرق لإنجازات حزب العدالة والتنمية في السنوات الأخيرة والتي كان من ضمنها دور الرعاية الصحية، وقال إنه "في السابق لم يكن هناك أي مشفى يمكننا مداواة أطفالنا فيه. وعقب مجيء حزب العدالة والتنمية فقد تغير كل شيء داخل تركيا، حيث إنه أصبح لدينا مشاف وطرق وحدائق. ولكن عند النظر إلى 15 عاما مضت، فإنه يمكننا الشعور بالفرق.. حيث إني اضطررت آنذاك للسفر بأطفالي من صقاريا إلى إسطنبول من أجل علاجهم، حيث إنه لم يكن هناك مشفى مجهزا داخل صقاريا. وكان الطريق طويلا، وشعرت بأني سأفقد طفلي في الطريق. ولكن الوضع مختلف الآن، جميع المستشفيات أصبحت مجهزة وأصبحت مثل الفنادق الخمس نجوم".
وتلفت الصحيفة إلى أن المواطن التركي يرى أن بلاده قد قطعت مسافة كبيرة جدا. وأصبح هناك فرق كالجبال بين تركيا القديمة والجديدة، حيث إنه لا يمكن المقارنة بين الأوضاع الاقتصادية لتركيا في عام 1990 وأوضاعها الآن. لقد أصبحت لتركيا الكلمة في العالم في المجال الاقتصادي. والآن أصبحت الدول التي كانت تنظر إلى تركيا على أنها من دول العالم الثالث، تنظر إليها الآن بكل احترام وتقدير. لا أحد يمكنه أن ينكر المراحل التى مرت بها تركيا على مدار عشر سنوات، ولا أحد يمكنه أن ينكر الوضع الذي وصلت إليه تركيا الآن.
وتورد الصحيفة أن السيدة "إسراء معدن" التي تعمل داخل دور للرعاية الصحية لفتت إلى موضوع الحجاب، فقالت إن "تركيا تقدمت في جميع المجالات، ففي السابق لم يكن بإمكان الطالبات الدخول حتى إلى الجامعة بغطاء الرأس، أما الآن فإنه يمكننا رؤية طبيبات وممرضات محجبات، وهذا يدل على المكانة التى وصلت إليها تركيا".