وصف الشيخ عبد العزيز آل الشيخ الهجوم الذي تعرض له مسلمون شيعة بأنه محاولة لنشر الفوضى بعد أن عبر سكان قرية تعرضت للهجوم عن الغضب إزاء ما قالوا إنها لامبالاة بأمنهم من الحكومة السعودية.
وقال الشيخ عبد العزيز آل الشيخ مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء لقناة الإخبارية التلفزيونية الحكومية، السبت، "هذا الحادث حادث مؤثم إجرامي تعمدي حادث خطير يقصد المنفذون من ورائه إيجاد فجوة بين أبناء الوطن ونشر العداوة والفتن في هذا الظرف العصيب والمملكة تدافع عن حدودها الجنوبية".
وأضاف "فأرادوا بهذا العمل إشغالها بتنفيذ هذا المخطط الإجرامي الذي يهدف من ورائه إلى تفريق صفنا وكلمتنا وإحداث فوضى في بلادنا ولكن ولله الحمد الأمة متماسكة مجتمعة متآلفة تحت دين الله جل وعلا ثم تحت راية قيادتنا المباركة الحكيمة التي تسعى وتبذل جهدا في توحيد المجتمع وتقوية روابطه فيما بيننا جميعا".
ونزل آلاف المحتجين إلى شوارع القديح الجمعة بعد ساعات من قيام مفجر انتحاري بقتل 21 من المصلين في مسجد شيعي بالقرية في أول هجوم في المملكة المحافظة أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عنه.
وقال المتظاهرون الذين ترحموا على أرواح الضحايا إن قوات الأمن تترك قرى الشيعة بلا حماية. وقالوا إن المذهب الوهابي -المذهب الرسمي للمملكة- يشجع المتشددين السنة ويدفع للتعصب ضد الأقلية الشيعية.
وكان الهجوم من بين الأشد فتكا منذ سنوات في أكبر الدول العربية في الخليج حيث زادت التوترات الطائفية بعد حملة قصف جوي تقودها السعودية ضد أهداف للحوثيين الشيعة في اليمن المجاورة منذ حوالي شهرين.
وحث الشيخ محمد عبيدان، وهو رجل دين شيعي محلي بارز، أتباعه على ألا يستسلموا لغضبهم وأن يصونوا السلام.
ودعا المصلين إلى الصلاة في هدوء وضبط النفس، وقال إن هذا هو الطريق الصواب للرد على هذه القوى الفاسدة الظلامية البغيضة.
هذا ونسب متظاهرون في المنطقة الشرقية إلى أحد رجال الشرطة، أنه وقف عند أطراف الانتحاري في المسجد الذي فجر نفسه فيه وقال فيما يبدو "الله يرحمه"، ما جعل السكان الذين تخضبت جلابيبهم البيضاء بالدم يصرخون فيه، ولم يتسن لرويترز التحقق من صحة التسجيل.
وقال ناشط في المنطقة في اتصال هاتفي "شوارعنا فيها دوريات عربات مدرعة، وهذا يجعل الناس يشعرون بأن قواتهم ضدهم".
وأضاف "بعد الهجوم أمس نشروا ثماني (مدرعات)، لماذا يرسلون هذه الأشياء الملعونة نحن ناس مسالمون".
ويخشى بعض المنتمين للأغلبية أن يكون ولاء الشيعة الأكبر لإيران منافسة السعودية في المنطقة.
وينفي الشيعة ذلك ويطالبون بأن توليهم الحكومة رعايتها، ويعيش معظم الشيعة في المنطقة الشرقية حيث ينتج أغلب النفط السعودي.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية منصور التركي للتلفزيون الرسمي إن المملكة تعمل على القضاء على الدولة الإسلامية خاصة بعد الهجوم بالرصاص على مسجد في قرية الاحساء المجاورة ومقتل خمسة أشخاص في نوفمبر تشرين الثاني.
وقالت الوزارة الشهر الماضي إنها اعتقلت 93 شخصا يشتبه في أنهم أعضاء بالجماعة المتشددة.