يعتقد البعض أن
الضمير والعقل، مفاهيم مجردة وغير واقعية ونظرية فقط. وهم يظنون أن هذه المفاهيم مزروعة في الإنسان ذي الفكر الحالم، لكن في الحقيقة إن الإنسان يعيش لأجل هذه القيم، وقد يهب حياته من أجلها.
لقد عشنا أياما فقد فيها السياسيون الضمير والوجدان والإنصاف. يتجرد السياسي من وجدانه وضميره، في سبيل أن يستحوذ على كرسي أو مقام في الدولة. ينجر وراء أهوائه وينسى الإنسانية من أجل صوت يضعه الناخب في صندوق الإقتراع. والآن مع اقتراب الانتخابات في
تركيا نرى ونعيش هذه الحالة الدرامية مرة ثانية.
حقيقة أردوغان
قبل قدوم
أردوغان إلى رئاسة الوزراء عام 2002، هل تتذكرون سياسيا على مر تاريخ الجمهورية التركية، قدم حلولا للمشكلة الكردية، أو أعطى الشرعية في تحدث اللغة الكردية، وسمح للمكون الكردي أن يشكل أحزابا تنتخبه الطبقة الكردية من قبل؟.
هل تجرأ أحد من قبل وواجه الطبقة المتدينة والقومية وشكل لجنة تقابل زعيم المنظمة الإرهابية الـ بي كي كي (حزب العمال الكردستاني)، فقط من أجل تحقيق سلام شامل واستقرار دائم في تركيا؟.
هل خرج سياسي من قبل وغير مادة من الدستور الذي ينص على إغلاق الأحزاب، وقام بتغيير هذه المادة؟ والمبادرة الأخيرة لأردوغان جاءت لحفظ حقوق الأحزاب الكردية.
من مع السلام؟
يقف الكثيرون الآن في صفوف حزب الشعوب الديمقراطي الكردي ضد أردوغان، فقط لأجل معاداته لا أكثر. والمثير للجدل أن حزب الشعوب الديمقراطي هو الراعي الرسمي أو القائد للأحزاب الأخرى لمنع الانتقال إلى النظام الرئاسي الآن.
إن كل من يملك الضمير أو
العقل يستطيع إدراك الحقيقة، فقبل قدوم أردوغان كانت لغة السلاح هي السائدة في التعامل مع الأكراد. ويتذكر تلك الأيام بحرقة قلب، عندما كان يحمل التوابيت على ظهره، على عكس هذه الأيام التي بات يمتلك فيها الحرية التامة، حيث حصل الأكراد على ميزات أكثر.
قبل أردوغان
أما الذين يجدون العقل والضمير فقط على الأوراق وفي المصطلحات، فلا يرون إنجازات أردوغان التي ذكرناها قبل قليل. هؤلاء كانوا قد أوصلوا تركيا إلى مستنقع الأزمات أعوام التسعينات عندما عادوا رئيس الجمهورية الأسبق تورغت أوزال. والعقلاء من الشعب الذين يتمنون لأطفالهم سعادة رغيدة، يدركون تماما من على الحق ومن على الباطل؟ هل هو أردوغان أم حزب الشعوب الديمقراطي؟ من هو باني المستقبل ومن هو هادمه؟.