أنهى مقدم البرامج على قناة "سي بي إس" الأمريكي الشهير ديفيد ليترمان، الأربعاء، مسيرة طويلة استمرت 33 عاما وألهمت جيلا كاملا من الكوميديين، في حضور كوكبة من النجوم وسيل من الدعابات وتحية مقدمة من أربعة رؤساء.
وفي سن 68 عاما، قدم ليترمان على قناة "سي بي إس" حلقته رقم 6028 والأخيرة من برنامج "لايت شو" التلفزيوني الذي عرض على مدى أكثر من 20 عاما خلال فترة البرمجة الليلية مع مجموعة من الفقرات المنوعة تجمع بين المونولوغ، والمقاطع التي تتميز في كثير من الأحيان بعبثيتها.
وانطلقت الحلقة الأخيرة من البرنامج بمقطع مصور قصير يجمع أربعة رؤساء أمريكيين هم "
جورج بوش" الأب، و"جورج بوش" الابن، و"
بيل كلينتون"، و"
باراك أوباما"، مع استعادة للجملة التاريخية التي أطلقها جيرالد فورد سنة 1974 "مواطني الأعزاء، لقد انتهى كابوسنا الوطني الطويل".
وقال أوباما واقفا إلى جانب الكوميدي "ليترمان ذاهب إلى التقاعد"، فأجاب الأخير بجدية "هل هذه مزحة؟".
وشارك كل من الممثل "جيري ساينفلد"، والكوميديين "كريس روك"، و"ستيف مارتن"، و"تينا فاي"، و"أليك بالدوين"، و"جوليا لويس دريفوس"، و"جيم كاري"، و"بيل موري"، والصحافية "باربارا والترز"، ولاعب كرة القدم الأمريكية "بيتن مانينغ"، في هذه الحلقة التي سجلت في موقع تصوير البرنامج في مسرح إد ساليفن في نيويورك.
وأعد المشاركون في الحلقة قوائم أطلق عليها "لوائح العشرة" التي تشمل 10 أمور، لطالما أرادوا قولها لديفيد ليترمان.
كذلك من ضيوف الحلقة فرقة "فو فايترز" للروك، في هذه السهرة التي تضمنت أيضا إعادة عرض مقاطع كثيرة من حلقات قديمة للبرنامج.
وصفق المعجبون طويلا وقوفا كتحية لليترمان، وقد بدأ على المقدم المخضرم التأثر لفترة وجيزة في نهاية الحلقة، شاكرا محبيه إضافة إلى فريق عمله وزوجته وابنه البالغ 11 عاما الموجودين في الصالة.
ليترمان الذي أعلن العام الماضي عزمه الاعتزال، تمنى التوفيق لخلفه في تقديم البرنامج "ستيفن كولبرت" البالغ 51 عاما، حيث قال عنه "أعتقد أنه سيقوم بعمل رائع"، ومن المتوقع توليه هذه المهمة اعتبارا من أيلول/سبتمبر.
وعن حلقات برنامجه التي تخطت 6 آلاف، أقر ليترمان بأن "نسبة كبيرة من هذه العروض كانت سيئة للغاية".
وعرف ليترمان بروحه الساخرة وتعليقاته اللاذعة وغير المتوقعة ومهاراته المميزة في اللقاءات الحوارية، إذ انطلق في العمل سنة 1982 على قناة "ان بي سي" قبل الانتقال إلى شبكة "سي بي اس" عام 1993 عندما فضلت "ان بي سي" جاي لينو عليه لتقديم برنامج "تونايت شو".
وأحدث ليترمان في تلك المرحلة ما يشبه الثورة في المشهد التلفزيوني الأمريكي، دافعا جيلا كاملا من الأمريكيين إلى الاعتياد على تأخير مواعيد نومهم لعدم تفويت دعاباته التي تتسم بكثير من الأحيان بالعبثية ومقابلاته الاستفزازية الشيقة، وقد كبر جمهور ليترمان معه، إذ بات ينظر إلى اعتزاله العمل التلفزيوني كنهاية حقبة.
وفي مطلع الشهر، استضاف ليترمان الرئيس "باراك أوباما" في حلقة لاقت متابعة كبيرة ومازح خلالها الرئيس الأميركي، قائلا "إنهما سيتمكنان قريبا من لعب الدومينو سويا".