أعلن
تنظيم الدولة عن أوامر من أبي بكر
البغدادي بالعفو وقبول "التوبة" ممن يلقي السلاح من أبناء العشائر، أو القوات الأمنية من أهل السنة حصرا. كما نفذ التنظيم فور سيطرته على مركز مدينة
الرمادي عمليات إعدام جماعية طالت أكثر من 500 عنصر من قوات الجيش الحكومي، والشرطة والصحوات، معظمهم من فوج كربلاء (سوات)، وصحوة البوعلوان.
يروي م . ق من مستوصف منطقة البوعبيد، لصحيفة "
عربي 21" تفاصيل تسليم عناصر من الشرطة أنفسهم للتنظيم قائلا: "بعد أن شن تنظيم الدولة هجوما على منطقة جويبة التي تعتبر مركزا للصحوات، في قلب منطقة البوعبيد (شرق الرمادي)، بدأ العديد من مقاتلي
الصحوات والأجهزة الأمنية في جويبة البالغ عددهم 240 مقاتلا التسلل لمناطق سيطرة التنظيم مطالبين بالأمان مقابل تسليم أنفسهم والذهاب لبيوتهم، ويضيف قائلا: "لكن عبد الله الفهداوي، أحد قادة صحوة البوفهد، اعترض وهدد بمحاسبتهم واعتقالهم ومحاكمتهم كخونة،".
هذا التهديد لم يلق آذانا صاغية، إذ اتصل أحد القيادات في صحوات جويبة بقريب له في تنظيم الدولة عارضا عليه الاستسلام مع أكثر من 100 مقاتل كدفعة أولى، ومن تبقى سيلتحق بهم مقابل دخول التنظيم للمنطقة، وبالفعل قبل التنظيم استسلامهم، ودخل للمنطقة دون قتال.
يحاول التنظيم من خلال السيطرة على الخالدية إحكام قبضته على الطريق العام المؤدي لقاعدة الحبانية، وصولا إلى سن الذبان وتقاطع السابع من نيسان الاستراتيجي، الذي أحكم التنظيم قبضته عليه، الأسبوع الماضي، قاطعا بذلك كل الطرق المؤدية لقاعدة الحبانية التي تعتبر أقل تحصينا من اللواء الثامن ومقر قيادة العمليات التي سقطت بيد التنظيم.
وحول معاملة تنظيم الدولة للعناصر التي استسلمت له، يقول م . ق: "حسب ما هو شائع بين الناس هنا، فإن معاملة التنظيم للمستسلمين له معاملة جيدة حيث لم يتعرض أي منهم لأي إساءة، كما وعدوهم، وهو ما دفع بالكثير من أعيان ووجهاء المنطقة بالتواصل مع قيادات التنظيم لضمان استسلام أقاربهم وذويهم، وقبول توبتهم والعفو عنهم".
من جانب آخر، يقول أحد عناصر الصحوات الذين سلموا أنفسهم للتنظيم في حديث خاص لـ
"عربي 21": " لن نتوانى عن إعلان التوبة، على الرغم من تهديد قادة الصحوات لنا باتخاذ إجراءات قانونية بحقنا لاحقا، والتهديد بتفجير بيوت سكان ناحية الخالدية".
يقدر عدد الذين تم العفو عنهم حتى الآن بأكثر من 900 عنصر من الأجهزة الأمنية، والصحوات في مركز الرمادي واطرافها، وحسب إعلانات بثتها مساجد الرمادي، دعا التنظيم أهالي المدينة إلى العودة إلى المدينة حتى لو كان ذووهم من مقاتلي الصحوات أو المنتسبين إلى الأجهزة الأمنية.
وعلى ما يبدو، فإن تنظيم الدولة هذه المرة، أكثر تصميما على التمسك بالرمادي ومواصلة تحصينها، والسيطرة على الطريق المؤدي إلى الفلوجة بالكامل لمنع وصول أي تعزيزات من بغداد أو قاعدة الحبانية لمواجهة التنظيم في الرمادي.