أوردت
الصحف التركية في عددها الصادر صباح الأربعاء، خبرا نقلت فيه عن نائب رئيس الوزراء التركي "نعمان قورطولموش"، وصفه لمنطقة
الشرق الأوسط، بأنها مقبلة على تقسيم جديد كتقسيم سايكس-بيكو، التي رسمت بالمساطر حدود الدول بعد الحرب العالمية الأولى قبل نحو مئة عام.
ونقلت الصحف أيضا، عن رئيس هيئة الشؤون الدينية التركي، محمد غورماز، قوله إن المسلمين اليوم أمام تحديات كبيرة أبرزها تهويد
القدس.
زيارة "القدس" ضمن شعائر المعتمرين الأتراك
نقلت صحيفة "يني شفق" في خبر لها عن رئيس هيئة الشؤون الدينية التركي، محمد غورماز، قوله إن المسلمين اليوم أمام تحديات كبيرة أبرزها تهويد القدس، مضيفا أن تهويد القدس يتعارض مع العقيدة القرآنية الإسلامية بشأن القدس التي هي "جزء من إيمانهم وعقيدتهم ولا يكتمل الإيمان إلا بها".
وتورد الصحيفة أن غورماز أكد أن الشعب التركي والرئاسة التركية لا يقرّون "أي تغيير ديموغرافي أو سياسي أو جغرافي يقوم به الاحتلال (الإسرائيلي) أو عصاباته في القدس والمسجد الأقصى المبارك".
ومضى قائلا: "نعمل اليوم على أن تكون القدس ضمن برنامج زيارة المعتمرين الأتراك لتأكيد مكانة الأقصى والقدس في الشعائر الدينية المقدّسة".
وتشير الصحيفة إلى أن غورماز أوضح أن "الإسراء مرحلة صعود وعلو في مراحل الدعوة النبوية بين مكة والمدينة المنورة زمانيا ومكانيا، فكان الإسراء صعودا في إعلان ميلاد أمة مسلمة في الأرض تربط في عقيدتها بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى، لتكون قضية الأقصى وبيت المقدس قضية الأمة المسلمة، منذ العام العاشر من البعثة (بعثة الرسول الكريم محمد) وإلى يوم الدين".
وأضاف وفقا للصحيفة، أن "المسلمين اليوم في مواجهة تهويد القدس، وأمام تحد كبير يتعارض مع العقيدة القرآنية الإسلامية للقدس، فالقدس هي جزء من إيمانهم وعقيدتهم لا يكتمل الإيمان إلا بها".
هل سيُقبل "الشرق الأوسط" على تقسيم جديد؟
أفادت صحيفة "ستار" في خبر لها بأن نائب رئيس الوزراء التركي "نعمان قورطولموش"، وصف منطقة الشرق الأوسط، بأنها مقبلة على تقسيم جديد كتقسيم سايكس بيكو، التي رسمت بالمساطر حدود الدول بعد الحرب العالمية الأولى قبل نحو مئة عام، على حد تعبيره.
وتورد الصحيفة أن قورطولموش، قال إن الحدود التي كانت مرسومة بين الدول لم تكن حدودا لها خلفية تاريخية، وأن العراق حاليا ينقسم إلى ثلاثة أقسام، وليبيا إلى قسمين، واليمن كذلك، ومصر سياسيا مقسمة إلى قسمين، وسوريا إلى عشرات الأجزاء، فيما الجزائر وتونس حاليا مستقرة نسبيا.
وبحسب الصحيفة فإن قورطولموش انتقد مواقف الدول الغربية والإسلامية التي تأتي إلى تركيا وتثني عليها وعلى عملها تجاه السوريين دون أن تبادر بأي دعم لهم، مؤكّدا أن تعاملهم مع الأزمة غير كاف، وعليهم تحمّل مسؤوليات أكبر تجاه اللاجئين السوريين، ضاربا مثال هروب السوريين من مدينة عين العرب العام الماضي إبان الاحتجاجات، حيث وصل في ثلاثة أيام نحو مئتي ألف شخص، وهو أكثر مما قَبِلته كل دول العالم من اللاجئين السوريين في عام واحد.
"أردوغان" في البوسنة والهرسك ويفتتح جامعا وحماما
ذكرت صحيفة "صباح" في خبر لها أن الرئيس التركي، "رجب طيب أردوغان" سيزور اليوم، الأربعاء، البوسنة والهرسك، في زيارة رسمية، ليوم واحد.
وتفيد الصحيفة بأن الزيارة تهدف للتأكيد على الإرادة المشتركة في تقوية العلاقات والتعاون بين تركيا والبوسنة. وذكرت الصحيفة أن أردوغان سيلتقي خلال الزيارة برئيس وأعضاء مجلس الرئاسة الثلاثة للبوسنة، وأعضاء الديوان الرئاسي لمجلس النواب والشعب، ورئيس مجلس الوزراء ونوابه، كما أنه سيحضر حفل التوقيع على منح بنك الزراعة التركي للبوسنة والهرسك قرضا بقيمة 50 مليون يورو.
وبحسب الصحيفة فإن الرئيس التركي، سيقوم أيضا بافتتاح حمام "عيسى بيه أسحقوفيتش" –الذي رمّمته مديرية الأوقاف التركية– وجامع "هنكار" الذي رمّمته وكالة التنسيق والتعاون والتنمية التركية "تيكا".
تركيا: بلاء الوصاية والنظام الرئاسي
يقول الصحفي "ناصوحي جونجور" في مقال له بصحيفة "ستار": "بقي القليل للانتخابات، أَكتب هذه السطور وأنا في أرضروم. ليس في هذا البلد أي ترقّب أو خوف حول المستقبل القريب وما سيحدث وأين سنذهب، والناس هنا قد حسموا قرارهم بشأن من سينتخبون بعكس ما يدّعي البعض، وإن قلت إنني لم أجد في المدينة من يفكّر بيوم الانتخابات ومن الذي سيصوّت له فسيكون صحيحا".
ويلفت الصحفي، إلى أنه و"قبل ثلاث سنوات تقريبا ذهبت إلى أرضروم لحضور ندوة تناقش موضوع النظام الرئاسي. وأذكر في ذلك الوقت أن الحضور جميعا -بما فيهم أنا- كانوا في حيرة من أمرهم. ولكن اليوم حين أنظر إلى التطوّرات سواء في تركيا أم في المنطقة، وحين أقارن كل هؤلاء بالمقاييس الدولية أرى أن النظام الرئاسي أصبح أكثر ضرورة".
ويقول الصحفي: "لقد كتبت حول هذا من قبل وأريد أن أؤكّد عليه مرة أخرى. ليس هناك أي معنى لأن نرى النظام الرئاسي على أنه مصلحة شخصية لأردوغان أو أنه وسيلة لزيادة قوّته، فكون أردوغان عاملا قويا جدا في النظام أمر واضح. فقد استطاع كسب شعبية عظيمة بعد النجاحات التي حقّقها في فتراته الثلاث وبعد الصورة التي رسمها حول المستقبل".
ويتساءل الصحفي عن نقطة "لا أعلم لماذا ننساها دوما. البناء صعب ولكن الهدم سهل، لقد كان أردوغان في فترة عمله كوزير لبلدية إسطنبول دائما يواجه السياسة والبيروقراطية. وقد دفع ثمن الوقوف أمامهما في البداية بتركه لوزارة البلدية ثم بإخراج الحزب الذي أنشأه من القائمة في أول انتخابات له. ولا أتحدث هنا عن السجن وعن باقي المشاكل. ولكن العدالة تجلّت في النهاية وإن كانت متأخّرة. فواصَل أردوغان طريقه كرئيس للوزراء لثلاث فترات. ولكن ماذا عن ثمن السنوات التي ضاعت؟".
ويرى الصحفي أنه "مخطئ كل من يظن أن هذه الفترات الثلاث كانت سهلة، فقد نجا حزب العدالة والتنمية من قضيّة إغلاقه بفرق صوت واحد! وما زالت أحداث 27 نيسان/ أبريل في الذاكرة. ثم إن أحداث تقسيم ومحاولة الانقلاب في 17-25 كانون الأول/ ديسمبر كانا يحملان هدفين مهمين، أولهما تصفية أردوغان من السياسة، وثانيهما إنشاء حركة على أنقاض حزب العدالة والتنمية.. وبناء تركيا جديدة تقف عند حدودها"!
ويقول: "لقد كَتبت عشرات المقالات حول موضوع (حزب العدالة والتنمية بلا أردوغان) وأكّدت أن تصفيته من الحزب ليست تصفية عادية. وحين كتبت هذه المقالات تقريبا لم يكن أحد يعلم بالمشاكل مع الكيان الموازي وغيره".
ويعتقد الكاتب بأن "الذين كانوا يسعون لتنفيذ هذه التصفية لم يكونوا الكيان الموازي أو الذين لم يتمكّنوا من الحصول على المكانة التي يريدونها في حزب العدالة والتنمية. فجميع هؤلاء كانوا حجارة شطرنج وحين ينتهي تاريخ صلاحيّتهم كانوا سيُلقَون جانبا. والوضع اليوم غير مختلف".
ويشير الكاتب إلى أنه و"مهما حاولنا شرح هذه الفترة فلن نستطيع أن نعكس أكثر من الصورة الخارجية. ولكن السيد أردوغان هو أعلم الناس بالطرق التي اتّبعوها لعرقلة مشاريعه".
ويرى الكاتب أنه "لهذا السبب بدل أن نرى النظام الرئاسي على أنه منفعة شخصية لأردوغان، فإن علينا أن نسأل أنفسنا: لو أن كل هذه الخطط التي ذكرتها لم تعرقل مشاريع أردوغان فكيف كانت ستكون تركيا اليوم؟ فالمهم هو أننا بحاجة إلى نظام رئاسي يدفع عنا بلاء الوصاية. وما دون ذلك ليس سوى ضياع للوقت".