أكد الناطق باسم الخارجية الأمريكية، جيف
راتكه الاثنين أن تتار
القرم اليوم يواجهون تمييزا وضغوطات، وأن تمثيلهم وحقوقهم مسلوبة في شبه جزيرة القرم، التي تقع تحت احتلال
روسيا.
وقال راتكه: "إننا نستنكر ضم روسيا لشبه جزيرة القرم إليها بطرق غير قانونية، ولا نعترف بذلك، وندعو روسيا إلى إنهاء احتلالها للقرم".
جاء ذلك في بيان صادر عن الخارجية في الذكرى الـ71 لتهجير تتار القرم في 18-20 أيار/مايو عام 1941، حيث استذكر راتكه مقتل أكثر من 230 ألفا من التتار في تلك الفترة، خلال إجبارهم على ترك بلادهم في شبه جزيرة القرم من قبل الحكومة السوفيتية.
وأشار راتكه إلى أن التتار واجهوا الموت والأمراض والجوع بشكل لا يمكن وصفه بالكلمات خلال رحلتهم الطويلة إلى سيبيريا، وأسيا الوسطى، ومنطقة الأورال، مضيفًا أن المسؤولين السوفييت قاموا عقب ذلك، ولعشرات السنين، بخلق مزاعم وشن حملات الاعتقال في صفوف التتار.
ولفت راتكه إلى أن السلطات الروسية منعت التتار هذا العام أيضا من إقامة الفعاليات التقليدية، لإحياء ذكرى تهجيرهم في شبه جزيرة القرم التي تحتلها موسكو، مؤكدا أن نحو عشرة آلاف من التتار أجبروا على الهجرة منذ الاحتلال الروسي للقرم، وأن المتبقين في القرم يتعرضون إلى الاستجوابات والضرب والاعتقالات العشوائية، ومداهمة الشرطة للمنازل والمساجد، والمضايقات، مشددا على ضرورة أن يتوقف هذا الظلم والانتهاكات ضد
حقوق الإنسان.
وينتمي تتار القرم إلى مجموعة عرقية تركية، تعتبر شبه جزيرة القرم موطنها الأصلي، وتعرضت إلى عمليات تهجير قسرية، باتجاه وسط روسيا، وسيبيريا، ودول آسيا الوسطى الناطقة بالتركية، التي كانت تحت الحكم السوفييتي آنذاك، حيث صودرت منازلهم، وأراضيهم في عهد الزعيم السوفييتي، "جوزيف ستالين"، بتهمة الخيانة عام (1944)، لتوزع على العمال الروس، الذين جُلبوا، ووُطِّنوا في شبه الجزيرة، ذات الموقع الاستراتيجي الهام في شمال البحر الأسود.
وتسببت عملية الترحيل تلك في مقتل أكثر من 200 ألف من تتار القرم، بسبب الجوع وسوء التهوية في عربات القطار التي نقلوا بها، ولمدة عشر سنوات لم يسمح للتتار المهجرين بالابتعاد ولو لعدة كيلو مترات عن المناطق التي نفوا إليها، وتم التفريق بين أبناء العائلة الواحدة، وتعرضوا لمعاملة قاسية غير إنسانية.
ويقول نشطاء تتار القرم إن 46% من التتار فقدوا حياتهم في تلك الفترة.