أصدرت القيادة العسكرية الموحدة بالغوطة الشرقية في ريف
دمشق قرارا يقضي بمنع خروج أهالي
الغوطة من مناطقهم باتجاه العاصمة دمشق، ووجهت تنبيها للذكور والإناث، بمن فيهم طلاب المدارس الإعدادية والثانوية إضافة إلى الأهالي، بأنه يمنع كل من يزيد عمره عن ثماني سنوات ويقل عن أربعة وخمسين عاما، من مغادرة بلداتهم في الغوطة الشرقية المحاصرة لأي سبب كان.
وأكد نص القرار الذي نشرته القيادة الموحدة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وفي مقارها المعتمدة في الغوطة، توجيه الطلاب إلى ضرورة الالتحاق بالمدارس التابعة لمديرية
التعليم التابعة لها، لإكمال تحصيلهم العلمي بعيدا عن "تشويهات وإملاءات النظام"، بحسب القرار.
وقال أبو المعتصم، وهو أب لثلاثة شبان من مدينة دوما، بأن "قرار القيادة العسكرية جاء خوفا على الطالبات بالدرجة الأولى، ثم على الطلاب، من الاعتقال أو التحقيق معهم من مخابرات النظام التي تحيط بالمراكز الامتحانية، أو لعدم تعرضهم وذويهم للخطر كما حصل في العام الماضي، فضلا عن حرمانهم من التسجيل في الجامعات بالرغم من تقديم
الامتحانات النهائية، وحصولهم على الدرجات العالية التي تخولهم لدخول جامعات القطر.
لكن القرار لم يلق ترحيبا من الكثير من طلاب بلدات وقرى الغوطة الشرقية، بسبب حرمانهم من التقدم للامتحانات النهائية للعام الدراسي الحالي ضمن مناطق سيطرة النظام، وخاصة طلاب الشهادتين الإعدادية والثانوية.
وقد توجه الطلاب بكتاب للقيادة الموحدة، أوضحوا فيه وجهة نظرهم حول القرار، الذي وصفوه بأنه "قرار من وجهة نظر الطلاب خاطئ وظالم بحقهم". ولفت الطلاب في كتابهم إلى أن "الشهادات ليست للنظام بل هي مدعاة فخر للطلاب، بسبب حاجة الغوطة لشهادات أبنائها، وخاصة بعد نقص أعداد المتعلمين من أبناء قرى ريف دمشق الشرقي بسبب الحصار".
وأنهى طلاب الغوطة الشرقية ريف دمشق كتابهم بدعوة القيادة العسكرية الموحدة في الغوطة الشرقية لإعادة النظر في قرارها، والنظر بعين المسؤولية تجاه الطلاب، "تطلعا لبناء دولة يعم فيها الإنصاف والعدل"، بحسب ما جاء في العريضة.
ومن جهة أخرى، ردّ ناشطون دمشقيون على بيان الطلاب الرافض لقرار القيادة العسكرية، واصفين القرار بأنه "صائب". وقال الطلاب الدمشقيون إن شهادات النظام ليست ضرورة ملحة لأبناء الغوطة بشكل خاص، حيث حرم النظام زملاءهم من أبناء ريف دمشق المحاصر، من التقدم للمفاضلة العامة للجامعات السورية العام الماضي، بعد السماح لهم بالتقدم لامتحانات الشهادة الثانوية في مدارس العاصمة، فضلا عن تعرض الطلاب لغدر شبيحة النظام وفروع المخابرات التي قامت باعتقال عدد من الطالبات والمدرسات من بنات الغوطة الشرقية.