قال خالد الملا، رئيس جماعة علماء
العراق السبت، إنه سلّم خلال زيارته الأخيرة لمصر دعوة رسمية لشيخ الأزهر أحمد الطيب لزيارة العراق، ولقاء المسؤولين والمراجع الدينية السُنية والشيعية فيه، مشيراً إلى أن الطيب أبدى استعداده لتلبية تلك الدعوة.
يأتي توجيه الدعوة إثر أزمة بين الأزهر وجهات عراقية على خلفية اتهامات أطلقها
شيخ الأزهر بحق "
الحشد الشعبي" (قوات شيعية موالية للحكومة العراقية) بتنفيذ "انتهاكات وعمليات تهجير وقتل وإعدامات ميدانية ومجازر" بحق المدنيين السنة.
وأوضح خالد الملا، الذي رأس وفدا عراقيا رسميا قام الأسبوع الماضي بزيارة
مصر، اختتمها أمس الأول الخميس، والتقى خلالها شيخ الأزهر أحمد الطيب ومسؤولين مصريين، بأنه سلّم الأخير بتكليف من رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي دعوة رسمية لزيارة العراق.
وأضاف رئيس الجماعة أن شيخ الأزهر "أبدى استعداده لتلبية الدعوة وزيارة العراق بأقرب وقت للاطلاع على ما يجري فيه عن كثب وعلى أرض الواقع".
و"علماء العراق"، هي جماعة تضم علماء دين سنة، تأسست عام 2007 إثر تصاعد أعمال العنف الطائفي في العراق بين السنة والشيعة، ومواقفها مؤيدة للحكومة الحالية التي يقودها الشيعة.
ويرأس الجماعة خالد الملا، الذي يتزعم التيار الديني السني في مدينة البصرة ذات الأكثرية الشيعية.
وأشار الملا إلى أن الوفد الذي ضم وزراء ومسؤولين عراقيين من الطائفتين السنية والشيعية، أطلع شيخ الأزهر بشكل مفصل على ما يدور في العراق، والجرائم التي ارتكبها تنظيم الدولة بحق العراقيين خاصة مجزرة "سبايكر"، وكذلك أطلعه على موقف المرجعية الدينية في النجف الأشرف من قتال التنظيم وحرصها على وحدة الصف العراقي بالوقت نفسه.
وقتل نحو 1700 من طلبة القاعدة الجوية في مدينة تكريت بصلاح الدين، المعروفة باسم سبايكر في يونيو/ حزيران الماضي عندما أعدمهم تنظيم الدولة، وفق تصريحات مسؤولين عراقيين.
وضم الوفد العراقي، الذي التقى شيخ الأزهر: قاسم الفهداوي وزير الكهرباء، وقتيبة الجبوري وزير البيئة، والشيخ عبد الحليم الزهيري مستشار رئيس الوزراء، ورائد الجبوري محافظ صلاح الدين، والمفكر الإسلامي العراقي عبد اللطيف هميم.
وأشار رئيس الوفد العراقي إلى أن شيخ الأزهر أخبرهم بأنه يفكر بعقد مؤتمر يجمع بين ممثلين عن الطائفتين (الشيعية والسنية)، وأن فكرته لا تزال قيد الدراسة من الأزهر قبل الإعلان عنها بشكل رسمي، دون أن يبيّن تفاصيل أكثر حول الموعد المقترح لانعقاد المؤتمر أو المدعوين له أو مكان انعقاده والهدف الرئيس منه.
واتهم الأزهر آذار/ مارس الماضي، في بيان أصدره قوات "الحشد الشعبي" بـ"عمليات تهجير وقتل وإعدامات ميدانية ومجازر بحق المدنيين السنة، وحرق مساجدهم، وقتل أطفالهم ونسائهم بدم بارد بدعوى محاربة تنظيم الدولة في محافظتي صلاح الدين والأنبار".
وعلى خلفية البيان استدعت وزارة الخارجية العراقية، في 17 مارس/ آذار الماضي، السفير المصري في بغداد أحمد درويش وسلمته مذكرة احتجاج رسمية بخصوص بيان شيخ الأزهر الذي وجه فيها اتهامات للميليشيات الشيعية الموالية للحكومة المعروفة باسم "الحشد الشعبي".
وفي بيان أصدرته، طالبت الوزارة في مذكرة الاحتجاج التي سلمتها للسفير المصري في بغداد، أحمد درويش، إبداء موقف القاهرة الرسمي تجاه تصريحات شيخ الأزهر أحمد الطيب، والتي وصفتها بأنها "تسيء إلى طبيعة العلاقات الأخوية المتميزة بين البلدين الشقيقين".
ورفض "الحشد الشعبي"، ببيانات وتصريحات صادرة عن مسؤولين فيه، اتهامات الأزهر واعتبروها مخالفة للحقائق، وأكدوا أن الانتصارات التي تحققت في صلاح الدين على تنظيم الدولة "كانت انتصارات للسُنة قبل أن تكون انتصارات للشيعة".