أثار كشف رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام، هاشمي
رفسنجاني، في الأسبوع الماضي عن حادثة تاريخية فحواها أن زوجة آية الله
الخميني طلبت منه أن يقدم ترشيحه لرئاسة الجمهورية في سنة 2005، ردود فعل مستاءة من خصوم رفسنجاني المحافظين، وبشكل غير معهود، دعما من عائلة الخميني ثقلهم خلف رفسنجاني علنا، مؤكدين صحة روايته.
وفي تقرير لموقع "روز أونلاين"
الإيراني عن الحادثة، قال الموقع، إن الحادثة كانت في أثناء احتفال لتكريم زوجة الخميني، خديجة تقوى، إذ تساءل رفسنجاني"لماذا يتم التركيز على ملابس النساء، في حين يتم تجاهل مسائل مثل السجناء، والمساواة أمام القانون، وغيرها؟"
وتطرّق رفسنجاني، بحسب الموقع، إلى انتخابات 2005 بقوله إنه" لم تكن شعرة واحدة في جسدي ترغب في أن أخوض سباق الرئاسة، وكان الجميع يعلم أنني لن أقدّم ترشيحي. ولكن زوجة آية الله الخميني اتصلت بي وقالت أن الإمام ترك الثورة بين بديك، وسألتني لمن تريد أن تسلّمها؟ هل تعلم من هم هؤلاء الناس؟"، موضحا أنه "صعق، واغرورقت عيناه بالدموع، وتقدم للرئاسة"، بحسب تعبيره.
وفي اليوم التالي تساءل حسين شريعتمداري، رئيس مجموعة صحف "كيهان" الذي يعيّنه آية الله خامنئي مباشرة، وأحد الناطقين باسم المحافظين في إيران، عن صحة الرواية وعن الدوافع التي دفعت رفسنجاني للإفصاح عنها، مستنكرا "لماذا يستشهد السيد رفسنجاني بأفراد لم يعودوا على قيد الحياة، مما يحول دون التحقق من صحة كلامه؟"، مهاجما إياه بقوله إنه "سبق له أن نسب أقوالا للإمام الخميني، كما صرّح في إحدى المرات بأنه ضد شعار (الموت لأميركا)".
وأشار التقرير إلى أن هجمات المحافظين ضد رفسنجاني ليست جديدة، ولكن "الجديد هذه المرة كان تدخل أفراد من عائلة الخميني لتأكيد صحة كلامه"، إذ اتصل أنصار رفسنجاني بعلي مطهري، وهو خطيب بارز في البرلمان وابن أحد منظري الثورة الذي تم اغتياله في الأيام الأولى للثورة، طالبين منه أن يؤيد كلام رفسنجاني، فوافق، قائلا إنه "ينبغي أن نثق بأقرب أصدقاء الإمام الخميني، ومنهم السيد رفسنجاني، وإلا فسيكون علينا أن نشكّك بفكرة الثورة نفسها".
كما نشرت وكالة أنباء "آنا" المحسوبة على رفسنجاني مقابلة مع آية الله تواصلي، الذي كان مدير مكتب الخميني، والذي أكد صحة كلام رفسنجاني.
كما كتب حسين عبد اللهي، وهو مدير جريدة "أرمان" المقربة من عائلة رفسنجاني، افتتاحية تؤكد صحة رواية رفسنجاني: "إن ملاحظات رفسنجاني تأتي بعد 23 شهراً من تسلّم الإدارة الجديدة، وبالتالي فليست لها دوافع سياسية".
وفي سياق آخر، كانت زوجة الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد بين الذين أدلوا بشهادات مخالفة، فقد روت أنها قبل الانتخابات، التقت بزوجة الخميني التي أعربت عن ارتياحها في حال نجاح "الدكتور"، مضيفة أنها ستعبّر عن موقفها علنا.
وعند استجواب أعضاء عائلة الخميني، قال الباحث رشيد داوودي، وهو أحد تلامذة حسن الخميني، لموقع "انتخاب" أن ابنة الخميني زهرة مصطفاوي، وحفيده مسيح بوروجردي أكدا صحة رواية رفسنجاني، بل أضاف داوودي أنه سبق نشر رواية رفسنجاني في العام 2009.
وقال غلام علي رجائي، وهو مستشار لرفسنجاني، أن ليلى بوروجردي، وهي حفيدة الخميني من ابنته زهرة مصطفاوي، أكدت رواية رفسنجاني حرفيا، وأضافت أنها كانت موجودة في أثناء الحديث بالهاتف بين رفسنجاني وزوجة الخميني، كما كذبت مزاعم زوجة أحمدي نجاد قائلة إن "زوجة الخميني أعلنت أنها لم تصوّت لأحمدي نجاد"، على حد تعبيرها.