يحبس رئيس الوزراء
الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أنفاسه تحسبا لنتائج التصويت الذي سيجرى غدا في الكونغرس على مشروع اقتراح يدعو إلى اعتبار اتفاق "لوزان" مع
إيران "ميثاقا دوليا"، ما يعني وجوب إقراره في الكونغرس قبل اعتماده بشكل رسمي من قبل الإدارة الأمريكية.
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية الاثنين، أن نتنياهو يأمل في أن يصوت ثلثا أعضاء الكونغرس، على الأقل، على مشروع الاقتراح، ما ينزع من الرئيس الأمريكي باراك أوباما الحق في استخدام حق النقض ضده.
وأشارت الإذاعة إلى أن نتنياهو يراهن بشكل خاص على تمرد عدد من النواب الديموقراطيين وتصويتهم لصالح مشروع القرار، الذي يعني تمريره إسدال الستار على الاتفاق، ما يشكل ضربة قوية لأوباما ومصداقيته ويحرج الدول التي شاركت إلى جانب الولايات المتحدة في التوقيع عليه.
وفي السياق، أكدت قناة التلفزة الثانية الإسرائيلية الليلة الماضية، أن نتنياهو يقترح اتفاقا آخر مع نتنياهو لا يتضمن فقط تفكيك كل المنشآت النووية الإيرانية، بل يضمن التخلص من ترسانة الصواريخ الإيران ويمثل ضربة للصناعات العسكرية في طهران.
وأشارت القناة إلى أن نتنياهو يصر على أن تلتزم طهران بالاعتراف بإسرائيل بشكل رسمي، على اعتبار أن قبول هذا الشرط سيكون ضمن بنود أي اتفاق نهائي مع طهران.
من ناحية ثانية، أكدت صحيفة "معاريف" في عددها الصادر الأحد، أن ما يشجع نتنياهو على مواصلة خطه المتشدد ضد الاتفاق، هو انضمام المزيد من النخب الأمريكية الرائدة إلى قائمة معارضي الاتفاق.
وأوضحت الصحيفة أنه على الرغم من قدرات الإقناع التي يتميز بها أوباما، إلا أنه فشل في تسويق اتفاق "لوزان".
وكانت صحيفة "هآرتس" قد كشفت مؤخراً النقاب عن أن اثنين من أهم وزراء الخارجية الأمريكيين، وهما هنري كيسنجر وجورج شولتز، قد أعلنا معارضتهما للاتفاق.
من ناحية ثانية، قال رفيف دروكير، معلق الشؤون السياسية في قناة التلفزة الإسرائيلية العاشرة، إن أهم إنجاز حققته إسرائيل من اتفاق "لوزان" هو ضمان وقوف الولايات المتحدة إلى جانب تل أبيب في إحباط التحركات الفلسطينية في المحافل الدولية.
وخلال مداخلة له بثت الجمعة، قال دروكير إن أوباما المعني بتوفير الظروف الكفيلة بإقرار الاتفاق لن يكون مستعداً لإغضاب الأغلبية الجمهورية والمنظمات اليهودية، التي تعارض "لوزان" من خلال المس بمصالح إسرائيل.
وشدد دروكير على أن إسرائيل باتت مطمئنة إلى أن أوباما سيأمر باستخدام حق النقض الفيتو، في حال أصرت فرنسا على تقديم مشروع قانون لمجلس الأمن ينص عل الاعتراف بدولة فلسطين في غضون عامين.
ويذكر أن وزراء إسرائيليين عبروا قبل الإعلان عن اتفاق "لوزان" عن قلق شديد من إمكانية أن يأمر أوباما بتأييد مشروع القرار الفرنسي أو الامتناع عن التصويت.
وقد أقر وزير الاستخبارات الإسرائيلي يوفال شطاينتس، بأن سماح واشنطن بتمرير مشروع القرار الفرنسي في مجلس الأمني سيمثل "زلزالاً سياسياً واستراتيجياً" سيقلص من هامش المناورة أمام إسرائيل بشكل كبير.
وفي السياق، دعا المعلق العسكري ألون بن دافيد، نتنياهو للتوصل مع أوباما إلى "صفقة شاملة" تقوم على وقف الحملة التي تشنها إسرائيل ضد الاتفاق داخل الولايات المتحدة، مقابل تعهد أوباما بالعمل بكل ما أوتي من قوة لإحباط التوجه الأوروبي لفرض عقوبات اقتصادية على إسرائيل بسبب إصرارها على رفض إقامة الدولة الفلسطينية ومواصلتها المشاريع الاستيطانية والتهويدية في القدس.