حذر المنسق العام لما يعرف بـ"
خط الشهيد"، الجناح السياسي للمعارضة الصحراوية، محجوب
السالك، من أن تردي الظروف المعيشية وارتفاع البطالة ويأس الصحراويين من تأسيس دولة، بات يدفع العديد من شباب
الصحراء الغربية للانضمام لجماعات متشددة.
وقال محجوب السالك، في تصريح خاص لـ"عربي21"، إن التقرير الأخير للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، بشأن الصحراء الغربية، كان مخيبا للآمال، ويعد ضربة قوية لوعود جبهة
البوليساريو بأن عام 2015 سيكون عام الانتصار والاستقلال، متهما جبهة البوليساريو بمخادعة الشعب الصحراوي وبيع الأحلام والمتاجرة بالقضية الصحراوية، وفق تقديره.
ورأى السالك أن جميع الأطراف المعنية بملف الصحراء، غير راغبة في وضع حد لهذا الصراع الذي استمر أكثر من 39 سنة، مضيفا أن
المغرب "غير مستعجل في الموضوع باعتباره المستفيد الأول من استمرار الوضعية الحالية، كما أن الجزائر لا تريد حلا نهائيا للصراع، حتى تحافظ على إشغال المغرب عن قضايا الحدود". وقال إن القيادة الحالية لجبهة البوليساريو هي الأخرى غير متحمسة للحل "من أجل الاستمرار في الحكم، ونهب ثروة الصحراويين"، حسب قوله.
معاناة قاسية بمخيمات اللجوء
ودعا محجوب السالك قيادة البوليساريو لتقديم استقالتها والدعوة لمؤتمر طارئ، يختار فيه الشعب الصحراوي قيادة جديدة تحمل هموم ومشاكله، لافتا إلى أن آلاف الصحراويين يعيشون ظروفا صعبة بمخيمات اللجوء في صحراء وصفها بالقاحلة.
وقال السالك إن الصحراويين ملوا استمرار الصراع الحالي، وباتوا يتطلعون لتأسيس دولة توفر لهم العيش الكريم، بعيدا عن اللجوء في المخيمات، حيث الفقر والجهل والمرض.
وأضاف: "كفى هذه القيادة متاجرة بمعاناتنا، والكذب علينا، واللعب على عواطفنا، إنهم مجرد مجموعة من أكلة المال العام. لقد نهبوا المساعدات التي تصل من الأوروبيين، وتقاسموها وتركوا الشعب الصحراوي في مخيماته يعاني الجوع والفقر والمرض"، وفق قوله.
اتهام للأمم المتحدة
كما اتهم السالك الأمم المتحدة بالمشاركة في ما سماها "مؤامرة دولية"، بالتنسيق مع الجزائر والمغرب وقيادة البوليساريو، بهدف إبقاء الشعب الصحراوي على وضعه الحالي، وذلك في لعبة سياسية لضمان مصالح الثلاثي المذكور، مضيفا أن "الأمم المتحدة تحولت إلى مافيا سياسية تتاجر بمعاناة الشعوب لصالح الحكام".
وينتظر أن يصوت مجلس الأمن الدولي على مشروع قرار يحض المغرب وجبهة البوليساريو على "تكثيف" المفاوضات الرامية لإيجاد حل للنزاع حول الصحراء الغربية، ويدعو الى تحسين حقوق الإنسان في هذه المنطقة.
وقام مبعوث الأمم المتحدة للصحراء الغربية "كريستوفر روس" في شباط/ فبراير، وآذار/ مارس الماضيين، بجولة قادته إلى الرباط وإلى مخيمات اللاجئين الصحراويين في الجزائر ونواكشوط، وذلك في أول رحلة يقوم بها إلى المنطقة منذ عام.
وتشرف بعثة الأمم المتحدة التي تنتهي مدتها في 30 نيسان/ أبريل الجاري على وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه عام 1991.
ويقول ممثل جبهة البوليساريو في المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة، إن مقترح البوليساريو يقدم جملة من القضايا، منها "تصفية الاستعمار (في إشارة غلى الحكم المغربي)، وإلزامية تطبيق القوانين ذات الصلة من أجل تنظيم استفتاء حر ونزيه، وكذا الوضع في المناطق المحتلة".
جذور الأزمة ومواقف دول الجوار
وبدأت أزمة الصحراء الغربية قبل انسحاب الاستعمار الإسباني منها عام 1975، إذ طالب المغرب باسترجاع الصحراء الغربية من الاحتلال الإسباني، معتبرا أن الصحراء الغربية جزء من أراضيه.
وتقول الجزائر إنها ليست معنية بهذا النزاع، وبأنه ليست لها أية أطماع في الصحراء الغربية، حيث تقول إن قضية الصحراء الغربية هي قضية تصفية استعمار. لكن الرباط تتهم الجزائر بدعم جبهة البوليساريو وبمدها بالمال والسلاح، فيما تقف موريتانيا على الحياد من الأزمة، بعد انسحابها من الأراضي الصحراوية عقب حرب السبعينيات من القرن الماضي.