في الوقت الذي حذر فيه معلقون ووسائل إعلام من عودة اليسار
الإسرائيلي للعب دور "مقاول الأعمال القذرة" في حكومات اليمين، أعطى حزب العمل الإسرائيلي مؤشرات على رغبته في الانضمام لحكومة بنيامين
نتنياهو.
فقد أعاد حزب العمل نشر مقال كتبه رئيس الحزب
إسحاق هيرتزوغ حول التعاطي مع البرنامج النووي، حيث امتنع عن توجيه أي انتقاد لسياسات نتنياهو.
وقد عدت صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها صباح الثلاثاء، نشر المقال مؤشراً من قبل حزب العمل لرغبته في الانضمام للحكومة الجديدة.
وتساءلت الصحيفة: "كيف يمكن لحزب ادعى أنه معني بإحداث تغيير سياسي في إسرائيل أن ينضم لحكومة بزعامة نتنياهو، الذي تعهد خلال الحملة الانتخابية بعدم السماح بإقامة دولة فلسطينية في عهده، مشيرة إلى تحريض نتنياهو العنصري على عشرات الآلاف من فلسطينيي الداخل".
وحذرت الصحيفة من أن انضمام حزب العمل سيساعد على إطالة عمر حكم اليمين لأنه سيعمل على "تبييض وجهه في المحافل الدولية"، مشددة على أن مثل هذه الخطوة تمثل خيانة للناخبين الذين صوتوا للحزب.
من ناحيته أعاد الصحافي نير برعام للأذهان حقيقة أن
اليسار الإسرائيلي، وعلى رأسه حزب العمل حرص دوماً على لعب دور "مقاول الأعمال القذرة في حكومات اليمين".
وخلال مقابلة أجرتها معه الإذاعة العبرية صباح الثلاثاء، نوه برعام إلى أن حزب العمل ممثلاً في رئيسه الأسبق إسحاق رابين تولى قمع الانتفاضة الفلسطينية الأولى من خلال توليه منصب وزير الحرب، حيث إنه كان أول من بلور سياسة تحطيم عظام الفلسطينيين.
وأضاف أن رئيس حزب العمل الأسبق بنيامين بن إليعازر، تولى قمع الانتفاضة الثانية من خلال عمله وزيرًا للحرب أثناء حكومة أرئيل شارون، مشيراً إلى أن بن إليعازر هو الذي أصدر التعليمات لتنفيذ المئات من عمليات الاغتيال وتدمير المنازل والاعتقال الإداري بدون محاكمة.
وأشار برعام إلى أن رئيس حزب العمل السابق إيهود براك عمل وزيراً للحرب في حكومتي أولمرت ونتنياهو، مشيراً إلى أنه أشرف على شن حرب غزة عام 2008 وحرب غزة 2012، مشدداً على أن وجود ممثلي حزب العمل في الحكومات يساعد إسرائيل على التهرب من المساءلة الدولية عن جرائمها.
من ناحيته قال رفيف دروكير، معلق الشؤون السياسية في قناة التلفزة العاشرة إن انضمام حزب العمل سيساعد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس على استئناف المفاوضات مع نتنياهو، والتراجع عن التوجه لمحكمة الجنايات الدولية.
وأشار دروكير في مداخلة في القناة مساء الاثنين، إلى أن ممثلي حزب العمل بإمكانهم منح عباس الحبل الذي يمكنه تسلقه والعودة للمفاوضات من خلال "الأسلوب الناعم".