لم يتأخر رد المغرب على الهجوم المسلح الذي استهدف السفارة المغربية بطرابلس عاصمة ليبيا، حيث أعلنت وزارة الخارجية عن إدانتها للهجوم الإرهابي، كما وصفته، مجددة تشبثها بدعم الحوار الليبيي.
ودان
المغرب بشدة الاعتداء المسلح الذي استهدف، فجر الاثنين، سفارته بالعاصمة الليبية
طرابلس، داعيا السلطات الليبية إلى فتح تحقيق للكشف عن ملابسات الاعتداء ومرتكبيه.
ويأتي الاعتداء قبل يومين من استضافة المغرب للحوار السياسي الليبي.
وذكر بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون حصل "عربي21" على نسخة منه، أن "المملكة المغربية، تجدد دعمها لمسار الحوار السياسي الذي ترعاه بعثة الأمم المتحدة للدعم بليبيا بين كافة الفرقاء السياسيين في ليبيا، من أجل تحقيق تطلعات الشعب الليبي الشقيق في الاستقرار والأمن والازدهار".
وأضاف البلاغ، الذي صدر الاثنين، أن "المغرب يجدد موقفه المتضامن مع دولة ليبيا في هذه المرحلة الانتقالية التي تمر منها البلاد".
وأعلن البلاغ ذاته، أن "بوابة سفارة المملكة المغربية بالعاصمة الليبية تعرضت، فجر يومه الاثنين، إلى اعتداء مسلح ألحق أضرارا مادية جسيمة بالمباني المجاورة، دون أن يخلف ضحايا".
وأوضح البلاغ أن "المملكة المغربية، إذ تعرب عن قلقها وإدانتها الشديدين لهذا العمل الإرهابي، الذي يمثل انتهاكا سافرا للقانون الدولي والأعراف الدبلوماسية في ما يخص ضمان واحترام حرمة البعثات الدبلوماسية، تدعو السلطات الليبية إلى التحقيق للكشف عن ملابسات هذا الاعتداء الإجرامي الآثم ومرتكبيه".
بيان وزارة الخارجية المغربية، اعتبره أستاذ العلاقات الدولية في جامعة محمد الخامس بالرباط تاج الدين الحسيني، "جوابا مغربيا على رسالة التفجير الذي استهدف السفارة المغربية في طرابلس بليبيا".
وقال تاج الدين الحسيني في تصريح لصحيفة "عربي21"، إن "المغرب من خلال تجديده دعم الحوار الليبي ووقوفه على الحياد بين فرقاء الأزمة الليبية، يعتبر هذه العملية الإرهابية، رسالة جوابية من الرباط على الهجوم".
وتابع الحسيني، بأن "المغرب قال بكلمة واضحة، إن الإرهاب لن يوقف مسيرة المغرب في دعمه للحوار الليبي، وإن الرباط مستعدة دائما لرعاية حوار بين فريقي طرابلس وطبرق".
وأفاد الباحث، بأن "استهداف السفارة المغربية هو رسالة تهديدية من "داعش"، بسبب انخراط المغرب في الحملة الدولية على "تنظيم الدولة"، والتنسيق مع فرنسا وإسبانيا، والتعاون مع السعودية والإمارات".
وسجل الحسيني، أن "داعش قام بهذه العلمية الانتقامية، بعد نجاح المغرب في تفكيك عدد من الخلايا الإرهابية، في إطار حربه الاستباقية على هذه الظاهرة، وأيضا بعد توسيع المغرب لشركائه في مواجهة الإرهاب".
وأضاف أن "المغرب طرف أساسي في عدد من التحالفات التي تتولى الحرب الإستباقية على "داعش"، وبيان وزارة الخارجية وضع النقاط على الحروف، نعم للحرب على
الإرهاب، نعم لدعم
الحوار الليبي، نعم للتسوية والديمقراطية من أجل
ليبيا لجميع أبنائها بعيدا عن الإرهاب".
من جهته، لمح رئيس المركز المغاربي للدراسات الأمنية وتحليل السياسات، محمد منار السليمي، إلى وقوف الجزائر وراء هذا التفجير، "بسبب استيائها من استئناف الحوار الليبي في الرباط بعد النجاح فيه".
وسجل منار السليمي، في تدوينة نشرها على حائطه في "فيسبوك"، أن "الإعلان السريع من طرف أتباع "داعش" لا يجب أن يخفي أن هذا العمل الإرهابي يأتي على بعد أيام من انطلاق المفاوضات من جديد في الصخيرات".
وتابع السليمي، أن "المثير في الحدث هو أنه يصادف انطلاق حوار من نوع آخر في الجزائر بين 11 شخصية ليبية من تيارات أغلبها متشددة".
وختم قائلا: "يجب قراءة وتحليل كل هذه المعطيات التي تتصادف في نفس التوقيت، ولا يجب إغفال محاولات العرقلة الجزائرية لحوار (الصخيرات) جنوب الرباط".
وانفجرت قنبلة عند بوابة السفارة المغربية في العاصمة الليبية طرابلس في ساعة مبكرة من صباح الاثنين، ما أدى إلى وقوع بعض الأضرار دون إصابة أحد، وذلك بعد ساعات فقط من مهاجمة مسلحين سفارة كوريا الجنوبية في طرابلس.
وقال شهود عيان إنهم سمعوا دوي انفجارين متتابعين بمقر السفارة المغربية، تبين فيما بعد أنهما ناجمان عن قذيفتي "آر بي جي" استهدفتا المقر الموجود بحي بن عاشور في طرابلس.
وبحسب المصدر ذاته، فإن النيران اشتعلت لفترة في الأجزاء الأمامية لمقر السفارة، فضلا عن تدمير أجزاء من واجهة وأسوار المقر الخالي من موظفيه منذ آب/ أغسطس الماضي.
يشار إلى أن طرابلس شهدت عدة حوادث مشابهة خلال نهاية العام الماضي، منها اعتداءات على السفارات المصرية والإماراتية والجزائرية والإيرانية، آخرها استهداف السفارة الكورية.