نشرت صحيفة لاكروا الفرنسية تقريرا حول حالة الركود السياسي التي تشهدها
مصر واستئثار عبد الفتاح
السيسي بكل السلطات في ظل غياب تام للسلطة التشريعية منذ استيلاء الجيش على السلطة في تموز/ يوليو 2013.
وقالت الصحيفة إن
الانتخابات التي كان يفترض أن تجري في موفى شهر آذار/ مارس المنقضي تم إرجاؤها لوقت لاحق، وعلى الأرجح لن تجري في وقت قريب، بينما يواصل الرئيس السيسي التحكم في كل شيء في مصر، التي تمثل أكبر بلد في العالم العربي، وتشهد غياب برلمان منتخب منذ الثالث من تموز/ يوليو 2013 تاريخ الانقلاب على الرئيس المنتخب محمد
مرسي.
وذكرت الصحيفة أنه بعد أن تم إصدار الدستور في كانون الثاني/ يناير 2014، فاز السيسي بانتخابات مثيرة للجدل، بعد أن تم للتلاعب بمواعيد الاستحقاقات الانتخابية، ويتواصل هذا التلاعب لحد الآن، حيث حكمت المحكمة الدستورية بعدم دستورية القانون الانتخابي، ما أدى لتأجيل الانتخابات.
وفي هذا السياق، نقلت الصحيفة عن نائل سلامة الباحث في مركز الدراسات السياسية قوله إن الجميع يعلم أن الحكومة تعمدت إعداد قانون غير دستوري، لكي يتم رفضه، وتكسب الوقت، ولاعتقاده أن ذلك يصب في مصلحة الرئيس الذي يريد أن يحكم بمفرده من خلال الجمع بين السلطتين التنفيذية والتشريعية.
وأضافت الصحيفة أنه في انتظار القانون الانتخابي الجديد يواصل الرئيس السيسي حملة القمع الممنهج ضد المعارضين، وخاصة المساندين لحركة الإخوان المسلمين، والمنتمين للتيارات الثورية، بالتوازي مع إصدار قوانين جديدة تكرس دولة البوليس، على غرار قانون يزيد من صلاحيات المحكمة العسكرية صدر في تشرين الأول/ أكتوبر 2014، وقانون آخر يقدم تعريفا فضفاضا للإرهاب صدر في شباط/ فبراير 2015.
وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومة لا تبدو مستعجلة جدا على إصدار قانون انتخابي جديد رغم التأخير الكبير الحاصل والمهلة بشهر التي أعطاها الرئيس بعد صدور القرار الأول، وستستغرق أيضا وقتا للقيام ببقية إجراءات الإعداد للانتخابات، وخاصة تسجيل الناخبين، كما تبقى إمكانية الطعن في القانون الانتخابي واردة مرة أخرى، فيما يواصل الرئيس جمع الصلاحيات.
كما أشارت الصحيفة إلى غياب الثقة لدى المواطن المصري في العملية السياسية الجارية. وفي هذا السياق، قال نائل سلامة إنه من الصعب معرفة التاريخ الحقيقي الذي ستجري فيه الانتخابات، ولكن على الأرجح سيكون ذلك بعد شهر رمضان المقبل. وأضاف أنه من المؤكد أن البرلمان سيكون تابعا للرئيس عبد الفتاح السيسي، ولكنه على كل حال أفضل من عدم وجود برلمان.
وشككت الصحيفة كذلك في اهتمام المصريين بالانتخابات القادمة؛ حيث قالت في هذا السياق إن المصريين لم تعد لهم ثقة في الأحزاب والطبقة السياسية، رغم وعيهم بأن تركيز برلمان منتخب في أقرب وقت ممكن يعد أولوية مطلقة.