دفع حلف قبائل حضرموت بمقاتليه إلى مدينة
المكلا عاصمة المحافظة، لاستعادتها من عناصر تنظيم القاعدة الذين سيطروا عليها منذ يومين، بعد تمكنهم من دحر قوات الأمن والجيش المتمركز هناك. لكن الأهم من ذلك، وضع ظهور تنظيم القاعدة في مدينة المكلا (كبرى مدن حضرموت)، الكثير من علامات الاستفهام حول توقيته ومكانه.
ويرى باحثون يمنيون أن ظهور القاعدة في هذا التوقيت، وخصوصا في مدينة المكلا، عزز من فرضية اختراقها من قبل أطراف سياسية، لاسيما الرئيس المخلوع علي صالح، في ظل سقوط عاصمتها السابقة التي سيطرت عليها في 2011 بيد
الحوثيين الذي كان المأمول من عناصرها قتالهم.
ويذهب آخرون إلى أن سيطرة جماعة "
أنصار الشريعة" جناح تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، على عاصمة حضرموت شرقي البلاد، ليس أمرا جديدا، لكون الجماعة تتمتع بنفوذ كبير في الوسط الحضرمي، بينما تشارك مجاميع أخرى من التنظيم مع مقاتلي اللجان الشعبية الجنوبية في مختلف جبهات القتال ضد مسلحي الحوثي.
القاعدة ورقة أمنية بيد صالح
وحول هذا الجدل، يؤكد الكاتب والباحث في شؤون الحركات الإسلامية نبيل البكيري أن "ظهور تنظيم القاعدة في هذا التوقيت، وفي مدينة المكلا وليس في غيرها من المناطق، يعزز فكرة اختراق القاعدة وتوظيفها من قبل بعض الأطراف، وتحديدا الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.
وأضاف في حديث لــ"
عربي21" إن "المشكلة الحقيقية تكمن في أن مسلحي جماعة الحوثي تقدموا من مدينة أبين جنوب البلاد، حيث يعتقد انتشار القاعدة هناك منذ سقوط زنجبار عاصمة أبين في 2011".
لكنه قال: للأسف الشديد، تحول جماعة "أنصار الشريعة" إلى ورقة أمنية وعسكرية بيد المخلوع صالح لخلط الأوراق وإرباك المشهد العام لصالح حلفائه الحوثيين، عقب إعلان تحالف "عاصفة الحزم" الذي تقوده السعودية الحرب عليهما.
ونوه إلى أن "سيطرة القاعدة على مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت شرقي البلاد، جعل من خصومها يستغلون هذا الحدث للإيعاز للدول الغربية بأنها "البديل لعلي صالح ونفوذه". وفق تعبيره
عملية استباقية في المكلا
من جهته، يختلف الصحفي الباحث المتخصص في شؤون القاعدة مصطفى حسان عما طرحه البكيري، حيث قال إن "جماعة أنصار الشريعة متواجدة في مدينة زنجبار عاصمة أبين، وكذلك في مدينة لحج، وتقاتل هناك إلى جوار اللجان التابعة لهادي".
لكنه تابع: ظهور القاعدة في حضرموت، لكونها تمثل منطقة استراتيجية أكثر من مدينة زنجبار التي خاضت فيها معارك شرسة مع اللجان الشعبية التي تسميها بـ"الصحوات" التابعة للرئيس
اليمني عبدربه منصور هادي، فضلاً عن التأييد الشعبي لها من قبل الحضارم". على حد قوله
وأوضح حسان في حديث لـ"
عربي21" أنه "لا يوجد سر في ظهور القاعدة في المكلا في هذا الوقت، بل استغلال واضح لمرحلة الفوضى التي تشهدها البلاد".
ولعل المتأمل لطبيعة المكاسب التي حققها تنظيم القاعدة من إسقاط مدينة المكلا التي منها "الإفراج على 300 معتقلا من المنتمين له، بينهم القيادي البارز خالد باطرفي، وكذلك قيامها عملية استباقية لوصول مليشيا الحوثي المدعومة من قوات صالح، بغرض التزود بمعدات عسكرية من معسكرات الجيش التي تهاجمها". وفقاً للباحث حسان
وأشار الصحفي المتخصص في شؤون القاعدة إلى أن "أنصار الشريعة جناح قاعدة جزيرة العرب يحاول تجييش الشارع في حضرموت، وتهيئتهم لمواجهة مسلحي الحوثي وقوات صالح"، وما يؤكد ذلك، سماحهم للمواطنين من الدخول إلى مقر المنطقة العسكرية الثانية، واغتنام أسلحة و بالطريقة ذاتها التي حدثت في منطقة بيحان بمحافظة شبوة، عقب سيطرتها على اللواء 19 مشاه في آذار/ مارس الماضي". على حد تعبيره
الجدير ذكره، أن قبائل حضرموت تمكنت من استعادة مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت (كبرى المحافظات اليمنية) من عناصر تنظيم القاعدة، التي سيطرت عليها منذ يومين، عقب مفاوضات جرت بين الطرفين، لم يتم الكشف عن تفاصيلها، بحسب روايات متداولة