تسود حالة من القلق الشديد قطاعا واسعا من
اليمنيين، بسبب العملية العسكرية الكبيرة "
عاصفة الحزم"، التي تقودها السعودية ضد
الحوثيين، وذلك على الرغم من تأييدهم للثورة ومعارضتهم الكاملة لانقلاب جماعة الحوثي، وهو ما بدا واضحا في البيان الأخير الصادر عن
التجمع اليمني للإصلاح.
وأعرب التجمع في بيانه عن "أسفه لما آلت إليه الأوضاع نتيجة لإخفاق الأحزاب والمكونات السياسية في التوصل إلى حلول سياسية، بسبب إصرار بعض الأطراف للجوء إلى استخدام القوة لحل الخلافات القائمة".
وأعلن التجمع تمسكه بالحوار، داعيا كل الأطراف لتحكيم منطق العقل وتقديم المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار، والبدء في حوار فوري جاد ومسؤول لوقف نزيف الدم اليمني، والوصول إلى حلول وطنية تنهي حالة الانقسام والتشظي في البلاد، وفقا للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني، والقرارات الدولية ذات الصلة.
كما تقدم التجمع بالعزاء والمواساة لأسر الضحايا الذين سقطوا نتيجة للضربات الجوية لقوات التحالف.
ويأتي هذا البيان ليكشف عن قلق الكثير من القوى الثورية في اليمن من الضربات الجوية التي يخشى اليمنيون، ومن بينهم تجمع الإصلاح، أن تكون مجرد ضربة خاطفة تستهدف الحوثيين، ولا تنهي الأزمة في البلاد.
وتؤكد مصادر قريبة من "الإصلاح" وجود قلق من عملية "عاصفة الحزم"، مشيرة إلى أن "القلق مرده إلى أن اليمنيين يريدون حلا شاملا للأزمة، بما فيها ردع الانقلاب الذي نفذه الحوثيون".
وبحسب المصادر، فإن التجمع اليمني للإصلاح يريد تغييرا شاملا في البلاد، ويريد أن يضمن نتائج العملية العسكرية في البلاد، بأن تنتهي بعملية سياسية تنهي الأزمة وتنهي الانقلاب، وهو ما يفسر دعوة التجمع للحوار، وليس الاكتفاء بالضربات الجوية.
وكانت عشر دول على رأسها المملكة العربية السعودية، وكافة دول الخليج باستثناء سلطنة عمان، قد بدأت عملية عسكرية واسعة تحمل اسم "عاصفة الحزم" في اليمن، ليل الأربعاء الماضي، وذلك في اليوم التالي لمحاولة الحوثيين السيطرة على مدينة عدن الجنوبية، التي فر إليها الرئيس عبد ربه منصور هادي في وقت سابق واتخذ منها عاصمة سياسية.