تتفاعل الأطراف
اليمنية على نحو متباين مع "
عاصفة الحزم" التي يشنها الطيران السعودي وبمشاركة دول عربية ضد مواقع تابعة لمسلحي جماعة "أنصار الله" (
الحوثي) والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق
علي صالح، بين رفض لحزب الأخير وترحيب واسع من اليمنيين في مختلف المحافظات، وتحديداً المدن الجنوبية والشرقية من البلاد.
وصدحت حناجر أئمة المساجد في مدينة عدن (جنوبي البلاد) بالدعاء للرياض، بينما خرجت مظاهرات حاشدة في كل من مدينتي تعز والحديدة جنوب وغربي البلاد، هتفت ضد الحوثيين وقوات صالح.
ورفع المتظاهرون صور الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، معبرين عن ثنائهم لغارات تحالف"عاصفة الحزم" ضد مواقع ومعسكرات الحوثي في صنعاء ومناطق شمال الشمال، التي يستخدمها لغزو مناطق جنوبي وشرقي البلاد.
وفي سياق الموقف الرافض، أعلن
حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يترأسه الرئيس السابق علي صالح، الخميس، رفضه "الاعتداء على اليمن وصنعاء عاصمة كل اليمنيين ورمز تاريخهم"، باعتبار أن ما يجري هو شأن داخلي، ونتيجة لصراع على السلطة بين بعض الأطراف، لا علاقة للمؤتمر الشعبي العام به.
استقواء الحوثي بالخارج
من جهته، أكد التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري (حزب يساري) أن فرض سلطة الأمر الواقع من الحوثيين والاستقواء بالخارج أدى إلى "استدعاء تدخل عسكري خارجي لم نكن بحاجة إليه".
وشدد على ضرورة انسحاب جماعة "أنصار الله" وحلفائها والمجاميع المسلحة كافة دون قيد أو شرط من جميع المواقع والمحافظات، وإنهاء الهيمنة والسيطرة على المؤسسات، تجنباً لقيام سلطتين وحدوث انقسام فيها.
وأشار الحزب الناصري في بيانٍ له الجمعة، إلى "قيام البعض بعملية التمدد في المحافظات، وتقويض السلطة الشرعية بقوة السلاح، وممارسة العنف ضد المتظاهرين السلميين، والتمادي إلى حد الانقلاب على الشرعية الدستورية والتوافقية ومخرجات الحوار الوطني".
واعتبر الناصري أن السعي للهيمنة والسيطرة ومحاولة فرض سلطة الأمر الواقع والاستقواء بالخارج والتصرف بما يوحي بأن "هذه القوى باتت تشكل خطراً على الأمن الإقليمي والدولي، أدى إلى ما نحن عليه الآن من تدخل للقوات العربية ضد الحوثيين".
ودعا البيان إلى "وقف جميع العمليات القتالية بشكل فوري وحقن دماء اليمنيين"، محملاً الحوثيين مسؤولية انتهاك السيادة الوطنية، مطالباً بوقف كل أشكال انتهاك السيادة في اليمن، وإلى انسحاب الحوثيين بشكل فوري، وإنهاء سيطرتهم، وتمكين الحكومة من القيام بمهامها وممارسة صلاحياتها، إلى أن يتم التوافق على تشكيل حكومة جديدة.
وأكد البيان ضرورة تمكين الدولة من بسط سيطرتها على التراب الوطني كافة، وتمكين السلطة المحلية والمركزية من ممارسة مهامها دون أي تدخل، داعياً إلى إعادة الأسلحة كافة للدولة، وتشكيل لجنة عسكرية محايدة لذلك.
"عاصفة الحزم" ستغير موازين القوة
وعلّق الكاتب والمحلل السياسي اليمني، عبد الباسط القاعدي، بالقول إن "بدء التحالف الدولي بتنفيذ عاصفة الحزم التي تستهدف المواقع العسكرية للحوثيين وحليفهم صالح تحظى بتأييد دولي واسع، وخصوصاً بعد رفض تحالف الحوثي وصالح الالتزام بتنفيذ قرارات مجلس الأمن والانصياع للضغوط الدولية، وذهابهم نحو اجتياح المحافظات التي لا تخضع لسيطرتهم، واستهداف الشرعية الدستورية المتمثّلة في الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، في مسار مضاد للموقف الإقليمي والدولي"، على حد قوله.
وأضاف لـ"عربي21": "يبدو أن دول تحالف عاصفة الحزم التي أعلنت استمرار غاراتها حتى تحقيق أهدافها، نفذت عمليتها استجابة لدعوة الرئيس هادي بالتدخل العسكري لحماية الشرعية، وأيضاً للضغط على تحالف الحوثي صالح للقبول بالحل عبر طاولة الحوار"، وفقاً للقاعدي.
ونوه إلى أن "عمليات القصف التي طالت مواقع عسكرية للحد من قدرات الحلف بين الحوثي وصالح"، بهدف تعديل ميزان القوة لصالح القوات الشرعية، حتى تتمكن من استعادة زمام المبادرة وتحرير المحافظات التي تم اجتياحها مؤخراً.
وقال القاعدي إن "حزب صالح يحاول اللعب وفقاً للتطورات الجديدة، عندما سارع لإصدار بيان يتنصل فيه عن أي علاقة له بالصراع الدائر ويدعو الحوثيين لعدم اجتياح محافظة عدن والعودة لطاولة الحوار، فيما أداؤه الإعلامي والميداني مختلف تماماً، بالتوازي مع قيام الحوثي بحشد أتباعه والتصعيد من خطابه تجاه دول التحالف، مهدداً بفتح جبهة على الحدود السعودية"، على حد قوله.
وتوقع المحلل اليمني عبد الباسط القاعدي توسيع ضربات تحالف "عاصفة الحزم" وانضمام دول أخرى في حال قامرت جماعة الحوثي في استهداف الحدود السعودية، لتشمل المناطق كافة التي توجد فيها قوات الحوثي صالح، وهذا قد يتسبب بآثار كارثية على أرواح البشر وممتلكاتهم ومصالحهم، وفق تعبيره.