فجّرت صحيفة
تونسية الأحد، مفاجأة تتعلّق بالهجوم المسلّح الذي استهدف الأربعاء الماضي متحف
باردو المجاور لمجلس نوّاب الشعب، وأسفر عن مقتل 20 سائحاً أجنبياً، وعنصر من فرقة مكافحة "الإرهاب".
ووصفت "الشروق التونسية" الأسرار التي كشفت عنها بـ"المُرعبة"، حيث قالت إنّ مدير إقليم الأمن بالعاصمة بعث بمراسلة رسمية تحمل رقم 1338 إلى المدير العام للأمن بوزارة الداخلية قبل 24 ساعة من وقوع الهجوم؛ يطالبه فيها بضرورة الإسراع بتوفير معدّات أمنية، وتعزيز الحماية على كامل محيط مقر
مجلس نواب الشعب، بسبب وجود مخطّط "إرهابي" يستهدف المكان في نفس يوم الهجوم.
طلب مرفوض
وأضافت الصحيفة أن المراسلة جاء فيها ما نصه: "ثبت رسمياً وجود تهديدات لمجلس الشعب ونوّابه. والمرغوب وضع تعزيزات أمنية ليوم الأربعاء 18 آذار/ مارس منذ الساعة السابعة صباحاً. والمطلوب التدخّل بفريق تفتيش وثماني سيارات؛ منها أربع سيارات على مستوى الباب الرئيسي للمتحف".
لكن إجابة الإدارة العامة للأمن العمومي على طلب إدارة إقليم أمن العاصمة؛ جاء بالرفض بعد ساعات قليلة "بسبب عدم توفّر المعدّات"، وفق الصحيفة.
واكتفت إدارتا وحدات التدخل والنجدة بإرسال سيّارة أمنية ودورية دراجات، حيث تمّ تمشيط المكان منذ صباح الأربعاء إلى حدود الساعة 11 صباحاً، أي قبل الهجوم بساعة.
قتل 300 سائح
وبحسب التحقيقات الأولية التي كشفت عنها الصحيفة؛ فإنّ المخطّط كان يستهدف قتل حوالي 300 سائح في المتحف، ثمّ الفرار من الباب الخلفي لمجلس نوّاب الشعب، حيث كانت تنتظر المسلّحين سيّارة ودرّاجتان ناريتان.
وقالت الصحيفة إن التحقيقات في عملية متحف باردو أثبتت أن "ما يسمّى بخلية عقبة بن نافع المتشدّدة تقف وراء الهجوم"، مشيرة إلى أن "العنصر الخطير لقمان أبو صخر أشرف على العملية، وقام بتأطيرها".
تسجيل توثيقي
ونشرت وزارة الداخلية التونسية مساء السبت، في صفحتها الرسمية على موقع التواصل "فيسبوك"، تسجيلاً مصوّراً يوثق لحظة دخول المسلّحين متحف باردو، ويُظهر ثلاثة أشخاص يطوفون في بهو المتحف.
ودعت الوزارة مساء السبت في بلاغ لها، إلى الإبلاغ عن عُنصر يدعى "ماهر القايدي" وصفته بـ"الخطير"، مؤكّدة تورّطه في الهجوم على متحف باردو.
وأعلنت وزارة الصحة مساء السبت، عن قائمة نهائية بهويات وجنسيات جميع ضحايا الهجوم على متحف باردو من
السياح البالغ عددهم 20 ضحية، وهم أربعة إيطاليين، وثلاثة يابانيين، وثلاثة فرنسيين، وثلاثة بولونيين، وإسبانيان، وكولمبيان، وروسية، وبلجيكي، وإنجليزي.
وقالت الوزارة إن 33 جريحاً غادروا المستشفيات التونسية، ولم يبق فيها سوى 10 منهم.
وكانت قوات الأمن عثرت غداة الهجوم على سائحين إسبانيين (امرأة حامل وزوجها) بالإضافة إلى موظف تونسي بالمتحف؛ مختبئين بقبو، حيث قضوا ليلتهم هرباً من المسّلحين.