أدانت دول ومنظمات عربية وغربية
التفجيرات التي استهدفت، الجمعة، مسجدين في العاصمة
اليمنية صنعاء، يرتادهما حوثيون، وخلفت عشرات القتلى والجرحى، تبناها لاحقاً تنظيم الدولة في بيان منسوب له، وسط دعوات للأطراف السياسية في اليمن بالعودة إلى
الحوار.
وأعربت وزارة الخارجية المصرية عن إدانة بلاده للهجمات "الإرهابية" التي استهدفت المسجدين، مقدماً تعازي مصر حكومة وشعباً لأسر الضحايا.
وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الكويتية، إن "هذه الاعتداءات تهدف إلى النيل من استقرار اليمن الشقيق، وزعزعة أمنه، وجر شعبه إلى فتنة ستزيد من دمار بلادهم".
وأكد المصدر، بحسب وكالة الأنباء الكويتية الرسمية، وقوف دولة الكويت إلى "جانب الشرعية ممثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي، والشعب اليمني، في هذه المرحلة الحرجة".
كما أدانت هيئة علماء اليمن (غير حكومية)، مساء الجمعة، ما وصفتها بـ"الجريمة الشنعاء".
وأكدت الهيئة التي يرأسها الشيخ عبد المجيد الزنداني، في بيان لها على "وجوب تعظيم حرمة الدماء وحرمة بيوت الله تعالى"، داعية جميع أبناء الشعب اليمني، وكل قواه السياسية وكل العقلاء إلى "سرعة التوافق وإصلاح ذات البين، وإنقاذ البلد من الوضع الراهن".
من جانبها، استنكرت الولايات المتحدة بشدة الهجوم على مسجدي "بدر" و"الحاشوش" بالعاصمة صنعاء، واستهداف المواطنين اليمنيين خلال أدائهم للصلاة في أماكن عبادتهم.
وأضاف المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش إيرنست، أن "الهجوم على
مساجد صنعاء يؤكد أن الإرهاب يضر جميع اليمنيين، ولا يمكن لمجموعة سياسية أن تتصدى للتحديات التي يواجهها اليمن وحده".
وحول تبني بيان منسوب لتنظيم الدولة للهجمات، قال إيرنست: "ليس هناك حتى هذه اللحظة دليل واضح على رابط عملياتي بين المتطرفين في اليمن ومقاتلي داعش في العراق وسوريا".
كما أدان الاتحاد الأوروبي التفجيرات، وأكد التزامه بمواصلة دعم اليمن في انتقاله الديمقراطي.
وفي بيان صحفي عقب القمة الأوروبية المنعقدة في بروكسل، اعتبر الاتحاد التفجيرات التي وقعت في اليمن، والاشتباكات التي شهدتها عدن (جنوباً) "تهدف بشكل واضح إلى عرقلة عملية الانتقال الديمقراطي في اليمن".
ودعا الاتحاد جميع الأطراف اليمنية إلى العودة للحوار والمفاوضات الشاملة، لا سيما التي ترعاها الأمم المتحدة.
وأكد البيان أن "توافقاً سياسياً واسعاً من خلال مفاوضات سلمية في جو خال من الخوف بين المجموعات السياسية الرئيسية، يمكن أن يوفر حلاً مستداماً للأزمة الراهنة، والحفاظ على وحدة وسلامة أراضي اليمن".
بدوره، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الأطراف اليمنية، إلى "المشاركة بحسن نية في المفاوضات الجارية برعاية الأمم المتحدة، من أجل التوصل إلى توافق في الآراء، وفقاً لمبادرة مجلس التعاون لدول الخليج العربي، ونتائج مؤتمر الحوار واتفاق السلام والشراكة الوطنية".
ودعا كي مون، في بيان تلاه نائب المتحدث الرسمي باسمه، فرحان حق، في مؤتمر صحفي، جميع الأطراف اليمنية إلى "الكف فوراً عن جميع الأعمال العدائية، وممارسة أقصى درجات ضبط النفس"، مشدداً ضرورة التزام جميع الأطراف بتعهداتها المعلنة لحل الخلافات بالوسائل السلمية.
في السياق ذاته، أدانت فرنسا في بيان صادر عن الخارجية التفجيرات التي استهدفت مسجدين في صنعاء.
وشددت فرنسا على وقوفها إلى جانب اليمن في محاربته الإرهاب، ودعمها للجهود التي يقوم بها المبعوث الأممي لليمن، جمال بنعمر، بغرض إيجاد حل للأزمة.
عربياً، أعربت مصر عن إدانتها بأشد العبارات "الهجمات الإرهابية" التي استهدفت مسجدين في صنعاء.
وأكدت الخارجية المصرية في بيان لها على عالمية ظاهرة الإرهاب، وضرورة تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لمكافحة تلك الظاهرة.
كما أدان الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، التفجيرات، معتبراً أنها "تهدف إلى إشعال نار الفتنة، وتعطيل المساعي المبذولة للعودة إلى مسار العملية السياسية".
وندد في بيان له بـ "الاعتداءات المتكررة على الشرعية اليمنية المتمثلة في الرئيس هادي، وبالغارة التي استهدفت مقر إقامته في عدن".
بدورها أعربت قطر عن "إدانتها واستنكارها الشديدين" للتفجيرات التي طالت مسجدي "بدر" و"الحاشوش" في العاصمة صنعاء.
واعتبرت وزارة الخارجية، في بيان نشرته وكالة الأنباء القطرية الرسمية، مساء الجمعة، أن "هذه التفجيرات تشكل سابقة خطيرة وجريمة شنيعة لا دين لها، وتتنافى مع القيم والأخلاق والمبادئ الإسلامية كافة".
وأكدت أن "مثل هذه الأعمال تعد انتهاكاً سافراً لحرمة بيوت الله ومساجده، وتهدف إلى بث الذعر والفوضى بين المصلين الأبرياء الآمنين".
وجددت وزارة الخارجية القطرية "دعوتها للأطراف كافة إلى سرعة استكمال الحوار، والتمسك بالمبادرة الخليجية، وذلك لتطويق أعمال العنف المتزايدة في اليمن، بما يحقق متطلبات الشعب اليمني، ويساهم في أمنه واستقراره ووحدة أراضيه".
وارتفعت الحصيلة غير النهائية للتفجيرات التي استهدفت مسجدين يرتادهما أنصار جماعة "أنصار الله" (الحوثي) في صنعاء إلى 120 قتيلاً، حسب بيان للجنة الأمنية بصنعاء التابعة للحوثيين، وسط توقعات بارتفاع جديد نحو 145 قتيلاً، نتيجة خطورة بعض الإصابات.