نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا كتبته آن بارنارد، حول النهب والتدمير الذي قامت به القوات
العراقية والميليشيات الشيعية في البلدات السنية في شمال العراق.
وتقول الكاتبة إن الميليشيات والقوات العراقية دمرت بلدة إمرلي، بعد أن استرجعتها من قبضة
تنظيم الدولة، بحسب تقرير لمنظمة "هيومان رايتس ووتش" صدر يوم الأربعاء.
ويشير التقرير إلى أن القوات المنتصرة، التي سيطرت على المكان، بمساعدة الغارات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة، قامت بمداهمات في قرية إمرلي وعشرات القرى المجاورة في محافظات صلاح الدين وكركوك، بحسب التقرير الذي أورد شهادات 24 شخصا، بينهم شيوخ عشائر ومقاتلون من
البيشمركة الكردية، بالإضافة إلى أدلة فيديو مصورة، وصور التقطتها أقمار صناعية، وزيارات ميدانية.
وقالت المنظمة في تقريرها: "إن على الحكومة العراقية ضبط الميليشيات، وعلى البلدان المشاركة في الحرب على تنظيم الدولة، وبينها الولايات المتحدة وإيران، التأكد من أن العمليات العسكرية والدعم المتعلق بها في الحرب على تنظيم الدولة، لا يمهدان الطريق أمام مثل هذه
الانتهاكات"، بحسب الصحيفة.
وتفيد الصحيفة بأن تقرير المنظمة يسلط الضوء على مخاطر تعاون الولايات المتحدة مع تلك الميليشيات وقوات الأمن العراقية، التي اتهم بعض عناصرها بالقيام باعتداءات.
وتجد بارنارد أن الولايات المتحدة لا تملك خيارات كثيرة في الحرب على تنظيم الدولة، بعد أن تهاوى الجيش العراقي الذي دربته عندما اجتاح تنظيم الدولة البلد.
ويلفت التقرير إلى أن الميليشيات الشيعية وقوات الأمن العراقية في أسبوعها الثالث من هجوم يستهدف استعادة مدينة
تكريت، وقامت القوات الحكومية بمحاصرة قوات تنظيم الدولة في وسط المدينة، وسيطرت على عدة قرى حول المدينة.
وتذكر الصحيفة أن المسؤولين الأمريكيين أعربوا عن قلقهم من تفاقم التوتر الطائفي بسبب الهجوم الجديد، حيث تقوم الميليشيات الشيعية بالسيطرة على مناطق سنية، قتل فيها المتطرفون أكثر من ألف جندي شيعي العام الماضي.
ويورد التقرير أن الميليشيات الشيعية اتهمت بالقيام بعمليات انتقامية في محافظة ديالى، ودعا كبار رجال الدين
الشيعة وغيرهم إلى تجنب تلك الانتهاكات في القرى والبلدات التي كانت يسيطر عليها تنظيم الدولة.
وتبين الكاتبة أنه خلال الهجوم الحالي على تكريت، فإن لقطات فيديو من بلدة البوعجيل، حيث يعتقد رجال الميليشيات أن أهل هذه القرية ساعدوا في مجزرة سبايكر، أظهرت حرق دكاكين وبنايات، وظهر رجال بالزي العسكري يهتفون "احرقوها احرقوها"، ولا يبدو أن العديد من أهل القرية قد عادوا.
وتوضح الصحيفة أنه في المقابل فإن عشيرة الجبور السنية في بلدة العالم، دعمت الهجوم بإرسال رجال لمساعدة الميليشيات، وكانت هناك مظاهر فرحة، حيث احتفل السكان مع الميليشيات.
وتذكر الكاتبة أن تقرير المنظمة لم يتهم الميليشيات بقتل المدنيين في هجمات الإمرلي، ولكنه وثق لاختطاف 11 مدنيا، ونقل عن سكان البلدة قولهم إن عددا آخر اختفى.
وتختم "نيويورك تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن الشهود وصفوا كيف قام رجال الميليشيات بسرقة أجهزة التلفاز والثلاجات والملابس، وحتى أسلاك الكهرباء من بعض البيوت قبل حرقها. كما أن قيادات في البيشمركة، الذين تحالفوا مع الميليشيات الشيعية، قالوا إنهم رأوا 47 قرية تم نهب البيوت وتدمير البنايات العامة والمساجد فيها.