تباينت آراء خبراء فلسطينيين متابعين للشأن
الإسرائيلي حول مستقبل القضية الفلسطينية وقطاع
غزة الذي بات "مرهونا" بالانتخابات الإسرائيلية في مفارقة "غريبة"، لكنهم لم يستبعدوا إمكانية شن الاحتلال الإسرائيلي عدونا جديدا على قطاع غزة، بسبب "الوزن الكبير" لجنرالات جيش الاحتلال.
شن حرب
"مفارقة كبيرة وغريبة" أن يتحدد مصير الساحة الفلسطينية بيد الناخب الاسرائيلي، فالحال الفلسطيني الآن في غزة والضفة الغربية مرهون بنتائج
الانتخابات الاسرائيلية لعام 2015، بغض النظر عن الفائز في الأحزاب الإسرائيلية، لأن "كل السيناريوهات متوقعة"، هذا ما يؤكده الخبير في الشأن الإسرائيلي الدكتور عدنان أبو عامر.
ويقول أبو عامر لـ"
عربي21": "ليس هناك سيناريو مستبعد، فالخيارات المتاحة تتراوح بين تشديد الحصار أو شن حرب جديدة على قطاع غزة، في ظل إمكانية التوصل لتسوية سياسية مع "
حماس"، بحيث يقابلها رفع الحصار الاقتصادي والمعيشي عن القطاع".
ويفرض الاحتلال حصارا مشددا على قطاع غزة منذ ثماني سنوات، فيما يستمر في سياسة التهويد والاستيطان ومصادرة الأراضي في القدس والضفة الغربية المحتلة.
وأضاف أبو عامر: "غزة ليست شأنا إسرائيليا داخليا، وإنما شأن إسرائيلي وعربي ودولي، ومستقبلها مرهون بالتطورات السياسية والجهود الإقليمية والدولية في المنطقة".
وأوضح الخبير في الشأن الإسرائيلي أن النظام الانتخابي لدى الاحتلال يحمل "الكثير من المفاجآت غير القائمة، لتبقى الساعات القليلة القادمة هي الكفيلة بتوضيح الصورة. فالنتائج كلها مرهونة بتقديرات الناخب الإسرائيلي، وهي بكل تأكيد ستنعكس سلبا أو إيجابا على طبيعة الوضع الفلسطيني في غزة والضفة الغربية".
المرحلة الصعبة
وفيما يتعلق بالتغيرات التي تعصف بالمشهد السياسي الإسرائيلي، يرى أبو عامر أن الكتلة العربية الموحدة سيكون لها "تأثير" في السياسات الإسرائيلية القادمة، وستعمل على "مواجهة" اليمين الإسرائيلي في هذه المرحلة الصعبة التي تمر بها القضية الفلسطينية.
من جانبه، يتوقع أستاذ العلوم السياسية الدكتور، ناجي شراب، أن فوز
نتنياهو ربما يفتح الباب أمام "احتمال قوي وقائم لاتفاق هدنة مع حركة "حماس"، يقابله رفع الحصار عن غزة وتخفيف المعاناة".
ويرجّح شراب، في حديثه لـ"عربي21"، الاحتمال السابق ؛لأن المنطقة العربية تشهد "تحولات بانفتاح أكبر على حركة "حماس" من قبل السعودية، وإعادة تقييم مصر علاقتها بحماس". وبناء على ما سبق، يرى أن "حماس"، ستُمنح دورا أكبر "يفرض" على الاحتلال الإسرائيلي إعادة تقييم خياراته بالنسبة لغزة، وفق تقدير شراب؟
ويضيف شراب: "نظرة الاحتلال لغزة بصفتها كيانا عدائيا تُبقي خيار الحرب قائما، ويتوقف خيار الحرب على أي تطورات مفاجئة في العلاقة ما بين غزة والاحتلال، لأن الأخير -وبلا شك- معني بالهدوء والتوصل لتهدئة قابلة للتجديد، وهذا ما تحرص عليه إسرائيل في مرحلة ما بعد الانتخابات".
احتمالات فشل
وبالتالي، فإن أي حكومة إسرائيلية من الممكن أن تكون "سيئة" بالنسبة لقطاع غزة، لأنها لا تستطيع أن تقف أمام جيش الاحتلال حال قرر خوض حرب ضد قطاع غزة، حسب تأكيد الخبير في الشأن الإسرائيلي نظير مجلي، لـ"
عربي21".
ويرى مجلي أن عدم تعاطي العالم بشكل إيجابي مع حركة "حماس"، وفي ظل الانقسام الفلسطيني، يسهل على الاحتلال الإسرائيلي القيام بأي عدوان على غزة، وهنا "يصعب على الحكومة الإسرائيلية أيًا كانت أن تقول لا للجيش؛ لأن الجنرالات في جيش الاحتلال الإسرائيلي لهم وزن كبير".
وأوضح مجلي لـ"
عربي21" أنه من السابق لأوانه الحديث عن المستقبل، لكن من المؤكد أن الهدف الذي جاءت من أجله هذه الانتخابات "يواجه احتمالات فشل حقيقية"، وهو تخطيط رئيس حزب الليكود بنيامين نتنياهو بزيادة عدد مقاعد حزب الليكود من 18 إلى 35 مقعدا.
ومع كثرة عدد الأحزاب في الكنيست الإسرائيلي، حيث من المتوقع حسب استطلاعات الرأي ان تصل لـ11 حزبا، يؤكد الخبير في الشأن الصهيوني أن أي حكومة وطنية قادمة سيكون فيها "الحزب الحاكم محكوما، بسبب تعرضه لانتهازية الأحزاب الأخرى، وهذا أمر غير طبيعي".
وكان من المفترض أن تجري الانتخابات الإسرائيلية عام 2017، لكن نتنياهو بادر لتقديمها؛ لأنه كان مقتنعا بأنه يمتلك القوة الكبرى التي تعيده للحكم أقوى مما سبق.
ويتنافس في الانتخابات الإسرائيلية، التي تنطلق الثلاثاء، 26 قائمة على مقاعد البرلمان (الكنيست) الـ120، لكن، تنحصر المنافسة بين 11 حزبا، يتصدرهم المعسكر الصهيوني والليكود.