أكد عدد من المراقبين أن مؤتمر
شرم الشيخ الاقتصادي لم يشهد جديداً في يومه الأول، الجمعة، معتبرين أن تعهد دول
الخليج الثلاث (الإمارات والسعودية والكويت) بتقديم 12 مليار دولار مساعدات مالية جديدة لمصر، فضلاً عن إعلان سلطنة عمان تقديمها منحة قدرها 500 مليون دولار، وغياب
تركيا عن حضور المؤتمر، أمر كان متوقعاً، ولم يفاجئ أحداً.
وتساءل الخبير الاقتصادي، مصطفى عبدالسلام، في تصريحات لفضائية "الجزيرة" القطرية، "ما الجديد في المؤتمر، والدعم الخليجي المالي لمصر لم يتوقف منذ انقلاب الثالث من تموز/ يوليو 2013؟".
وأشار إلى أنه من بين الدول الخليجية كانت الكويت الأكثر ذكاء، عندما أعلنت أن الجزء الذي يخصها في الدعم الخليجي الجديد لمصر (أربعة مليارات دولار) سيكون عبارة عن استثمارات.
وقال الخبير الاقتصادي ونائب رئيس حزب الوسط، حاتم عزام، إن ما يحرص عليه
السيسي من وراء هذا المؤتمر، هو ما أشار إليه مدير مكتبه اللواء عباس كامل، وهو وزير للدفاع، بقوله: "المهم اللقطة"، مشيراً إلى أن نشوة هذه "اللقطة" سوف تنتهي بعد أسابيع قليلة من انتهاء المؤتمر، محذراً من بيع أصول حيوية في البلاد إلى مستثمرين يبحثون عن الأرباح فقط.
وكانت وزارة الخارجية
المصرية، ذكرت الجمعة أن وفوداً من نحو مئة دولة من جميع أنحاء العالم، إلى جانب نحو 25 منظمة إقليمية ودولية، تشارك في المؤتمر، فيما لم تتم دعوة كل من "تركيا وإيران والاحتلال الإسرائيلي، بدعوى عدم انطباق المعايير عليها".
وقالت وكالة "رويترز" للأنباء إن المؤتمر بدا دعماً سياسياً لمصر، التي يقول السيسي إنها تخوض معركة طويلة وصعبة مع "التشدد الإسلامي".
وأشارت الوكالة إلى أن السيسي جلس في القاعة خلال اليوم الأول للمؤتمر بين أمير الكويت وولي عهد السعودية، يليه نائب رئيس الإمارات، مضيفة أن الدول الثلاث هي أكبر جهات الدعم المالي والسياسي لمصر منذ أعلن الجيش الانقلاب على حكم الرئيس محمد مرسي، في حين أن ممثلي دول أخرى تحضر المؤتمر قدمت عبر كلمات ممثليها دعماً سياسياً بارزاً لمصر.
وقال ولي عهد السعودية في كلمته التي كانت الثالثة بعد كلمتي السيسي وأمير الكويت: "تدين المملكة وبشدة ما تشهده مصر الشقيقة من حوادث إرهابية تهدف إلى تعكير صفو الأمن، والتشويش على مسيرة الاستقرار والنمو، الذي تسعى إليها حكومة مصر"، وفق قوله.
وأعلن رئيس وزراء عمان تقديم 500 مليون دولار منحة من السلطنة إلى مصر.
وقال وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، موجهاً حديثه إلى السيسي: "سوف نعمل معكم لتحقيق الأهداف الطموحة التي عرضتموها.. ما من شك في أن ظهور مصر قوية ومزدهرة وديمقراطية أمر حيوي بالنسبة لقوة وازدهار المنطقة".
إلى ذلك، تبدأ السبت فعاليات اليوم الثاني من المؤتمر. وبحسب الموقع الإلكتروني للمؤتمر، تعقد الجلسة الأولى تحت عنوان "رسم الطريق إلى الأمام.. خطة مصر للإصلاح الاقتصادي"، ويتحدث فيها رئيس الوزراء المصري، ومحافظ البنك المركزي المصري، ووزيري التخطيط والمالية المصريين.
ويتحدث أيضاً العالم المصري أحمد زويل عن المنظور المصري، في حين يتحدث وزير المالية السعودي إبراهيم عبد العزيز العساف عن المنظور الإقليمي، ثم تُعقد جلسة بعنوان "مصر: البوابة والملتقى"، يحدد فيها عدد من رؤساء الشركات العالمية وضع مصر ضمن أولوياتها الاستثمارية.