بدأ الثلاثاء الحوار بين الفرقاء في
ليبيا بالجزائر، بحثا عن حل توافقي يفضي إلى إقرار حكومة وحدة وطنية، ولاحظت صحيفة "عربي21"، "هيمنة" أحزاب التيار الإسلامي، على مشهد الحضور بقاعة "جنان الميثاق" في العاصمة
الجزائرية، وهي القاعة التي احتضنت، الأسبوع الماضي، توقيع اتفاق المصالحة الوطنية بين الخصوم في دولة مالي.
ويشارك عشرون ممثلا عن الفصائل المتناحرة في ليبيا، ممثلين لـ12 حزب سياسيا، وأجمع هؤلاء على أن اجتماع الجزائر يشكل "خطوة هامة" في مسار الحل السياسي للأزمة الليبية، "خاصة أنه يركز على ترسيخ فكرة الحوار و نبذ العنف".
ولم يحضر الاجتماع أحمد قذاف الدم، ابن عم العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، الذي كان على الدوام وسيطا بين العقيد القذافي والسلطة بالجزائر، وقالت مصادر ليبية مشاركة في الاجتماع، لصحيفة "عربي21"، الثلاثاء "إن الجزائر تراجعت عن توجيه الدعوة لقذاف الدم بعد تحفظ أطراف ليبية مشاركة".
وكانت الجزائر على اتصال مع قذاف الدم من أجل المشاركة بالحوار قبل أشهر، لكن خشيتها رفض فصائل ليبية مناهضة له، ومن ثم احتمال فشل الحوار ، أثناها على مواصلة الاتصالات.
وصرح قذاف الدم، لجريدة "الخبر" الجزائرية، يوم الثالث من آذار/ مارس الجاري، أنه يأمل أن "يكون حوار الجزائر نسخة طبق الأصل لحوار الفصائل اللبنانية الذي كلل باتفاق الطائف العام 1989".
ومنع الصحفيون من الاقتراب من ممثلي الفصائل الليبية داخل القاعة، واقتصر حضورهم على الجلسة الافتتاحية التي تسبق الحوار، لكن بعض الوجوه الليبية تحادثت مع الصحفيين على عجل قبل بدء الحوار.
وقال أحمد عتيقة، المحامي والنائب الأول لرئيس المؤتمر الوطني العام الليبي سابقا، لصحيفة "عربي21"، إن "اجتماع الجزائر كفيل ببلورة رؤية حل للمعضلة الليبية المتفاقمة، باعتبار أن الأطراف المؤثرة في المشهد السياسي في ليبيا متواجدة هنا".
وشدد جمعة " على جميع الأطراف الدعوة إلى ضرورة نبذ العنف و الدمار، واعتبار الخيار السياسي الطريق الوحيد لحلحلة الأزمة الليبية". داعيا الفرقاء إلى وقف الاقتتال.
وقال مستشار رئيس حزب العدالة و البناء، رمضان خالد، إن "كل الأطراف السياسية المجتمعة اليوم تتفق على ضرورة الخيار السياسي لحل الأزمة في البلاد"، مؤكدا على "وجود إجماع على ضرورة الذهاب نحو حكومة وحدة وطنية". حسبما نقلته وكالة الأنباء الرسمية بالجزائر.
وأفاد الإسلامي عبد الحكيم بن حاج، رئيس حزب "الوطن" في تصريح قصير لصحيفة "عربي21"، " إن المحسوبين على نظام معمر القذافي لم يحضروا الاجتماع في الجزائر". لكن ممثل رئيس حزب "العدالة والبناء" محمد صوان، أكد أن "بعضا من هؤلاء موجودون هنا فعلا".
وقال عضو المكتب السياسي لحزب الوطن، جبريل الزَوي، للصحفيين إن دور الجزائر في ليبيا "متوازن بعكس مصر، ونتمنى من الجزائر تواصل هذا الحوار بالتوازي مع الحوار الجاري في المغرب".
وجدير بالذكر أن الرباط احتضنت، الخميس 5 آذار/ مارس الجاري، جلسة حوار جمعت الفصائل الليبية، تحت رعاية الأمم المتحدة، وقال جبريل إن "جلسة المغرب كانت مهمة لاختيار مواصفات رئيس حكومة وحدة وطنية، والجلسة المقبلة في البلد ذاته ستحدد معايير الجسم التشريعي".
وقاطع "
فجر ليبيا"، الحوار الجاري في الجزائر، وقال في بيان له، بحوزة صحيفة "عربي21"، إنه "في الوقت الذي رحبنا و نرحب فيه بأي حوار تحت مظلة ثورة 17 فبراير ترعاه أي دولة صديقة أو شقيقة، فإننا نلفت كوننا مكتبا إعلاميا لعملية فجر ليبيا، وباسم كافة ثوار ليبيا الحقيقيين، نلفت انتباه كل الأطراف الداخلية والخارجية والإقليمية والدول الصديقة والشقيقة التي يعنيها الشأن الليبي التي تسعى لإنجاح الحوار، أن ثوار ليبيا غير ملزمين أبدا بمخرجات ما سمي بحوار الجزائر، الذي تمثله الأحزاب الليبية ويرفضون ما سينتج عنه مسبقا".