نفت "كتائب الشهيد عز الدين
القسام"، الجناح العسكري لحركة حماس، صحة ما نشرته بعض وسائل الإعلام حول كشف تفاصيل جديدة عن محاولة
اغتيال القائد العام للكتائب
محمد الضيف، وقالت إن التحقيقات لا تزال مستمرة، وأن "تفاصيل كثيرة" و"خيوطا" تم التوصل إليها خلال التحقيقات، ولكن لن يتم الكشف عنها في الوقت الحالي.
وكانت مواقع الكترونية فلسطينية قد ذكرت في وقت سابق أن أجهزة الاستخبارات
الإسرائيلية تمكنت من اختراق الدائرة الأمنية الأقرب للضيف، عبر أحد قادة كتائب القسام عمل لفترة ضمن الطاقم الأمني الخاص بالضيف، وأن المخابرات الإسرائيلية تمكنت من تجنيده للعمل لصالحها، لكن كُشف أمره خلال التحقيقات التي تجريها كتائب القسام، حسب زعم تلك المواقع.
لكن كتائب القسام أكدت في بيان لها، تلقت "عربي21" نسخة منه، أن التفاصيل التي نشرتها بعض وسائل الإعلام هي "تفاصيل غير صحيحة جملة وتفصيلا".
وقال البيان: "إننا نربأ بوسائل الإعلام الفلسطينية، سيما المواقع الالكترونية، أن تقع في شرك الخداع الصهيوني الذي يهدف إلى إصدار ضجيج معلوماتي استخباري يؤدي إلى خلط الأوراق وحرف مسار التحقيقات"، مؤكدة أن نتائج التحقيقات "ستوجع العدو وعملاءه".
ودعت كتائب القسام وسائل الإعلام لـ"التحلي بروح الوطنية والارتقاء لمستوى الحدث، والتصرف بمسؤولية ووعي للرسالة الإعلامية". وأفادت بأن التحقيقات في قضية اغتيال القائد الضيف "لا زالت مستمرة، وإن كتائب القسام وضعت يدها على خيوط وتفاصيل كثيرة".
وحاول الاحتلال الإسرائيلي اغتيال الضيف خلال العدوان الأخير على قطاع
غزة، من خلال قصف البيت الذي تواجدت به عائلته، ما أدى لاستشهاد زوجته واثنين من أبنائه، وعدد من المواطنين القاطنين في البناية.
وترى الكتائب أن مصلحة التحقيقات تتطلب في المرحلة الحالية "التكتم على كافة التفاصيل"، مؤكدة يقظتها الكبيرة تجاه محاولات البعض "لاستدراج الكتائب للإفصاح عن معلومات قد يستفيد منها العدو".
وأشارت إلى أن أجهزة القسام تقوم على إجراء تحقيقات "شاملة" بعد كل معركة، موضحة أن هدف تلك التحقيقات هو الوقوف على "ما يفكر به العدو ويستخدمه من أدوات، لكسرها واستخلاص العبر الاستفادة منها في مواجهة العدو".
وأضافت: "التحقيقات ليست بالضرورة مع أشخاص مشتبهين مزعومين، بل هي أعمق من ذلك بكثير"، كما جاء في البيان.
وفي رسالة طمأنة لـ"الشعب الفلسطيني والأمتين العربية والإسلامية"، قالت في بيانها: "مقاومتنا وكتائب القسام بألف خير، وعدونا تلقى ضربةً قاسيةً ومُني بفشلٍ كبير في حرب العصف المأكول الأخيرة على الصعيد الاستخباري والأمني، وكل محاولاته لاستدراك ذلك باءت وستبوء بالفشل"، حسب تعبير البيان.
و"الضيف" هو لقب القائد العام لكتائب القسام محمد دياب إبراهيم المصري، من مواليد عام 1965، ولا تعرف ملامح وجهه. ويُعد الضيف المطلوب رقم واحد للاحتلال الإسرائيلي الذي يتهمه بالعمل المستمر لتطوير أداء كتائب القسام.
تحرير الأسرى
من جهة أخرى، أكد الناطق باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، أن قضية تحرير الأسرى الفلسطينيين "قاعدة راسخة في صلب العقيدة" العسكرية للكتائب.
وأكد أبو عبيدة في تغريده له، الاثنين، على موقع "توتير"، أن قضية الأسرى تأتي على "رأس أولويات القسام"، و"سطر التاريخ" هذا في صفحاته، مضيفا أن المستقبل "سيثبت ذلك".
وقال الناطق باسم كتائب القسام: "الوفاء للأسرى والسعي لتحريرهم قاعدة راسخة في صلب العقيدة العسكرية لكتائب القسام، ولا تراجع عن ذلك تحت أي ظرف وف أي مرحلة"، حسب تعبيره.
وأضاف: "كتائب القسام منذ نشأتها تحمل مشعل تحرير الأسرى، وستبقى كذلك حتى ينعم آخر أسير فلسطيني بالحرية".
وأعلنت كتائب القسام عن أسر الجندي الإسرائيلي شاؤول أرون خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة التي استمرت 51 يوما، فيما لم يعرف بعد مصير الضابط الإسرائيلي هدار جولدن الذي أعلن الاحتلال عن فقدانه خلال الحرب ذاتها.
ونجحت كتائب القسام في تحرير 1027 أسيرا فلسطينيا من ذوي الأحكام الطويلة، عبر إبرام صفقة تبادل مع الاحتلال برعاية مصرية عام 2011، أطلق بموجبها سراح الأسير الإسرائيلي الجندي جلعاد شاليط، الذي أسر عام 2006 في عملية استهدفت مدرعة من لواء جفعاتي كانت تتواجد ليلا في موقع "كيريم شالوم" العسكري التابع لجيش الاحتلال الإسرائيلي على الحدود الجنوبية لقطاع غزة.