وصل رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأمريكي الجنرال مارتن
ديمبسي إلى بغداد الاثنين، في زيارة تأتي في خضم هجوم هو الأكبر، تشنه القوات
العراقية ضد
تنظيم الدولة، لاستعادة مدينة تكريت ومحيطها.
ووصل ديمبسي صباحا على متن طائرة عسكرية من طراز "سي 17" إلى بغداد، حيث من المقرر أن يعقد لقاءات مع عدد من المسؤولين.
من جهة أخرى، قال ديمبسي الأحد خلال زيارة له إلى حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول، إن من الخطأ تكثيف الضربات الجوية للتحالف الدولي على تنظيم الدولة.
ودعا الجنرال الأمريكي في المقابل إلى اعتماد "الصبر الاستراتيجي" في المواجهة مع هذا التنظيم في العراق وسوريا.
وقال إن "إلقاء كميات كبيرة من القنابل على العراق ليس الحل"، مضيفا أن "علينا أن نكون دقيقين جدا في استخدام قوتنا الجوية، إذ إن زيادة وتيرة الغارات ستزيد المخاطر على السكان المدنيين وستصب في مصلحة الأدبيات الجهادية".
ودعا الجنرال ديمبسي "إلى التروي وأخذ الوقت اللازم" لجمع المعلومات الدقيقة حول المواقع التي يجب أن تستهدف بالقصف، معلنا أيضا أن وتيرة الضربات الجوية تبقى مرتبطة بقدرات الجيش العراقي على الأرض ورغبة الحكومة العراقية بالتصالح مع السكان العرب السنة الذين يتوجسون من القوات العراقية التي يرون أن الشيعة يهيمنون عليها.
وكان تنظيم الدولة استفاد من مشاعر التهميش التي يعاني منها السكان السنة في العراق خلال السنوات القليلة الماضية، وتمكن في حزيران/ يونيو الماضي من السيطرة على مناطق شاسعة شمال وغرب العراق - حيث غالبية السكان من السنة - من دون معارك فعلية.
وعندما أطلقت القوات العراقية قبل أيام هجومها الواسع لاستعادة تكريت من مسلحي تنظيم الدولة، دعا رئيس الحكومة حيدر العبادي إلى إعطاء الأولوية لحماية السكان المدنيين خلال هذه العمليات العسكرية.
وألقى الجنرال الأمريكي كلمته وهو يقف إلى جانب نظيره الفرنسي الجنرال بيار دي فيلييه، وأكد أنه من غير الضروري زيادة عدد العسكريين الأمريكيين الموجودين حاليا في العراق والذين يبلغ عددهم نحو 2600 جندي ويقومون بتدريب الجيش العراقي.
وأضاف الجنرال ديمبسي أن "هناك مستشارين عسكريين ينتظرون تقدم وحدات عسكرية عراقية إليهم" للمشاركة في التدريبات، وعندما تقدمت بعض هذه الوحدات "بدا على بعض جنودها الضعف وهم يعانون من نقص في العتاد".
وتقوم حاملة الطائرات "شارل ديغول" بمهمة في مياه الخليج تستغرق ثمانية أسابيع، في إطار التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة.
ويفيد ضباط فرنسيون بأن ما بين 10 و15 طائرة مقاتلة، تقلع يوميا من حاملة الطائرات للقيام بمهمات عسكرية في العراق.
وتدل زيارة الجنرال ديمبسي لحاملة الطائرات الفرنسية على العلاقات الجيدة بين البلدين والجيشين، بعيدا عن الخلافات التي سادت بين باريس وواشنطن خلال الاجتياح الأمريكي للعراق عام 2003.