يدعي
الاحتلال الإسرائيلي بشكل مستمر أن كتائب الشهيد عز الدين
القسام، الجناح العسكري لحركة "
حماس"، تعمل على تطوير قدراتها الصاروخية، من خلال ما يقول إنه رصد للعديد من تجارب إطلاق الصواريخ في البحر، وتسيير طائرات بدون طيار، وتكثيف تدريباتها الميدانية.
ويرى مراقبون أن تضخيم قادة الاحتلال لتدريبات المقاومة الفلسطينية في قطاع
غزة؛ مقدمة لحرب إسرائيلية قادمة، فيما يذهب المختص في الشأن الإسرائيلي عدنان أبو عامر، إلى أن ذلك التضخيم "يأتي في إطار الحملات الانتخابية المتعلقة بالكنيست، وإبراز نجاحات موهومة للجيش الإسرائيلي وحكومة نتنياهو في
الحرب الأخيرة على القطاع".
لا مواجهة قريبة
وأضاف أبو عامر لـ"عربي21" أن هناك تقديرات عسكرية استخبارية تتحدث عن "تنامي القدرات العسكرية" لحركة حماس، في الوقت الذي يستمر فيه تأزم الواقع المعيشي في القطاع، ما قد يتسبب بتفجر الوضع دون مقدمات، "وهذا ما يُقلق الاحتلال الإسرائيلي، ويجعل الحديث عن غزة حديث الساعة لديه".
وأشار إلى أن الزيارات التي قام بها قادة الاحتلال - ومنهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ورئيس هيئة أركان الجيش غادي آيزنكوت، ووزير الحرب موشيه يعالون - لجبهة غزة، خلال الأيام الماضية؛ "هدفها مداعبة الناخب الإسرائيلي، وإظهار أن نتنياهو هو سيد الأمن في غزة، وأنه الجندي الأول".
وفي ظل المعطيات السابقة؛ فقد استبعد أبو عامر "حصول مواجهة قريبة بين الاحتلال وغزة؛ لأن ذلك ليس من مصلحة حماس ولا الاحتلال، وخصوصًا في هذه المرحلة المتزامنة مع اقتراب موعد انتخابات الكنيست".
وأضاف: "الإسرائيليون يعرفون أن اندلاع أي مواجهة حاليًا يعني خسارة نتنياهو للانتخابات، لذلك فهو يحاول أن يرفع من وتيرة التهديد الكلامي دون ترجمته على أرض الواقع".
حرب رابعة
من جانبه؛ قال المختص في الشأن الإسرائيلي عمر جعارة، إن "المشكلة الأمنية الإسرائيلية المتعلقة بجنوب فلسطين المحتل، والمتمثلة في المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها كتائب القسام، هي على رأس أولويات نتنياهو والحكومة الإسرائيلية القادمة".
وأضاف لـ"عربي21" أن نتنياهو خاطب الرئيس الجديد لهيئة أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي غادي آيزنكوت في حفل تنصيبه بقوله: "أنا أقدم لك شيكًا مفتوحًا بأنك لن ترى يومًا هادئًا بعد اليوم"، في إشارة منه لتوتر الأوضاع على الحدود مع قطاع غزة.
ورأى جعارة أن هناك الكثير من الأسباب التي تؤكد "وقوع" حرب رابعة على قطاع غزة، منها "تأكيد رئيس بلدية سديروت السابق إيلي مويال على وجوب تأمين سكان جنوب دولة الاحتلال من خطر إطلاق الصواريخ، ومطالبته باستخدام القسوة ولو لمرة واحدة حتى يتم إنهاء قدرة المقاومة الفلسطينية على إطلاق الصواريخ".
وأوضح أن الاحتلال الإسرائيلي يرى أن إطلاق المقاومة للصواريخ في عرض البحر يمثل "رسالة من المقاومة لدولة الاحتلال بضرورة الإسراع في
الإعمار، وبناء على ذلك رجّح جنرال إسرائيلي كبير أن المواجهة الرابعة مؤكدة إذا تأخر الإعمار".
وتوقع جعارة "عدم اختلاف نتائج العدوان القادم عن سابقه"، مشيرًا إلى أن نتائج استفتاء إسرائيلي "أظهر أن الجولة الرابعة ستكون خلال عامين من انتهاء حرب العصف المأكول التي استمرت 51 يومًا".
وحذرت حركة حماس عدة مرات، مؤخرًا، من انفجار الأوضاع في القطاع بسبب تردي الأوضاع الإنسانية الناتج عن
الحصار والخراب الكبير الذي خلفته الحروب المتكررة على القطاع، وتعطيل البدء في إعادة الإعمار.