طالب متظاهرون ضد قرار الحكومة
الجزائرية استغلال الغاز الصخري، في محافظة ورقلة (820 كلم) جنوب الجزائر، السلطة في البلاد بتنظيم استفتاء شعبي وطني بخصوص استغلال هذه الطاقة.
وخرج الخميس، المئات من سكان محافظة ورقلة، بمسيرات حاشدة، تطالب بوقف استغلال الغاز الصخري، تضامنا مع سكان مدينة عين صالح في محافظة تمنراست المعتصمين في ساحة الصمود منذ أشهر، تنديدا ببدء شركات بترولية عمليات التنقيب عن الغاز الصخري، باعتباره مضرا للطبيعة و الإنسان.
ولأول مرة يرفع المتظاهرون مطلب "تنظيم استفتاء شعبي"، بخصوص استغلال الغاز الصخري، وذلك بعد تشبث الحكومة الجزائرية بقرار الاستغلال، تبعا لخطاب الرئيس بوتفليقة رغم الاحتجاجات وتحذيرات خبراء الطاقة من جهة، ورفض المتظاهرين التنازل عن مطلبهم بإبطال مفعول القرار من جهة ثانية.
وكانت
المظاهرات المنددة باستغلال الغاز الصخري محصورة بمدينة عين صالح في محافظة تمنراست، لكنها تطورت وعمت محافظات عدة جنوب الجزائر كمحافظة ورقلة وإيليزي، بالإضافة إلى العاصمة.
وأفاد طاهر بلعباس، أحد قياديي الحراك ضد الغاز الصخري، لصحيفة "
عربي21" الخميس، أن "القضية تعني كافة الجزائريين، وعلى الحكومة أن تتيقن بضرورة إرجاع الكلمة النهائية بخصوص هذا الملف الشائك للشعب الجزائري حتى يفصل فيه".
وتعاقب على منصة الخطاب متدخلون من منظمي المسيرات، حيث طالبوا بتنظيم استفتاء شعبي، وترك الكلمة النهائية للشعب الجزائري ليقرر إن كان مع أو ضد استغلال الغاز الصخري.
ورفعت المسيرات الخميس، شعارات تطالب بإنهاء "كابوس" الغاز الصخري، كما منع نشطاء حركة "مافرات" -التي تعني (لم تنته القصة بعد)- المعارضة للحكومة، وزير التجارة الجزائري عمارة بن يونس، من تنظيم لقاء على علاقة بدائرته الوزارية في المدينة كان مبرمجا منذ فترة.
وأفاد عبد العليم غلام، الناطق الرسمي لحركة "مافرات" بتصريح هاتفي مع "
عربي21"، من محافظة ورقلة، أن "السلطات الجزائرية ملزمة بتحسس حجم المعاناة التي يعيشها أهل الجنوب، ونرفض أن يكون جنوب البلاد حقل تجارب"، أما بخصوص منع وزير التجارة من تنظيم نشاطه، فأفاد غلام "لا نحتاج لسياسيين ليزايدوا علينا".
وندد المتظاهرون بما أسموه " انزلاقا" باحتجاجات قام بها محتجون بعين صالح، الأحد الماضي، وعرفت مواجهات بين المتظاهرين ورجال الدرك و الشرطة، وأسفرت عن تسجيل إصابات، حيث جرح ما لا يقل عن 60 متظاهرا وأكثر من 40 شرطيا.
وقال منظمو المظاهرات ضد استغلال الغاز الصخري لـ"
عربي21"، الخميس إن "الحركة مستمرة في احتجاجاتها إلى غاية إعلان الحكومة الجزائرية إلغاء استغلال هذه الطاقة المميتة".
ودعت وزارة الدفاع الوطني في الجزائر الأربعاء، سكان عين صالح إلى إنهاء الاعتصام في ساحة الصمود، والعودة إلى الحياة الطبيعية، كما أوفدت مسؤولا عسكريا رفيع المستوى للقاء المعتصمين، قصد إقناعهم بالعودة إلى بيوتهم. لكن احتجاجات السكان تواصلت الخميس، بكل من عين صالح وتمنراست وورقلة، جنوب البلاد.