تعرض مجلة "
لوبوان" الفرنسية في تقرير لها تفاصيل معركة هي الأعنف منذ سيطرة
تنظيم الدولة على كامل مدينة
تكريت قبل نحو تسعة أشهر.
فقد بدأت القوات
العراقية الاثنين هجوما كبيرا بعد حشد قرابة 30 ألف مقاتل، إضافة إلى قواتها الجوية، وذلك لاستعادة تكريت من يد تنظيم الدولة.
وتُعد هذه المدينة الواقعة على بعد 160 كيلومترا من العاصمة بغداد معقلا للتنظيم الذي نجح في إلحاق العديد من الهزائم بالقوات العراقية، ما دفعها إلى شن هذه الهجمة الكبرى مستعينة بالضربات الجوية لقوات التحالف الدولي.
ويضيف التقرير على لسان مسؤول بالجيش العراقي: "تقوم قاذفات مقاتلة ومروحيات وقوات مدفعية باستهداف تكريت الآن حتى تضمن تقدم القوات الموالية للحكومة وتحرصَ على قطع الإمدادات" عن تنظيم الدولة، مشيرا إلى تقدم قوات الأمن من ثلاثة محاور حتى تتمكن من محاصرة المنطقة. وذكرت مصادر عسكرية أن قوات التحالف الدولية لم تتدخل، متعللة بعدم تلقيها طلبا من الحكومة، كما صرح البنتاغون.
كما يشير المقال إلى تأكيد القائد العسكري في محافظة صلاح الدين، حيث تقع تكريت، على الأهمية الاستراتيجية والرمزية لهذه العملية، موضحا أن الأمر لا يتعلق بتحرير المنطقة وعودة المهجَّرين فحسب، بل هو كذلك نقطة الانطلاق للمضي في تحرير الموصل التي تقع على بعد 350 كيلومترا من بغداد. ويصرح المسؤول في حوار له مع "لوبوان" بأن القوات المشاركة في معركة تكريت تنتمي لكل من الجيش الشرطة، وحدات مكافحة الإرهاب، ومجموعات مجموعة من الميليشيات الشيعية، وقبائل سنية معادية لتنظيم الدولة.
وقد ذكرت مصادر إعلامية عراقية وإيرانية تواجد الجنرال قاسم سليماني، قائد إحدى وحدات النخبة الإيرانية في محافظة صلاح الدين، للمساعدة على تنسيق العمليات، في حين دعا رئيس الوزراء العراقي القوات الموالية للحكومة إلى إجلاء المدنيين، مشددا على أولوية حماية المواطنين، في محاولة منه لطمأنة أهالي تكريت ذات الأغلبية السنية، مخافة تعرضهم لانتقام قوات الأمن فور التخلص من المتطرفين.
وتنوه المجلة إلى ظهور إعلامي لهادي العامري، قائد ميليشيات الحشد الشعبي الشيعية، دعا فيه المواطنين لمغادرة تكريت في غضون 48 ساعة، حتى تتمكن القوات من الشروع في هذه الهجمة انتقاما لسبايكر.
يذكر أن سبايكر هي قاعدة عسكرية تقع بالقرب من تكريت، تحتضن مئات المجندين الجدد وغالبيتهم من الشيعة، قام تنظيم الدولة بأسرهم ثم إعدامهم في هجوم شنته في الأيام الأولى لسيطرتها على تكريت، الأمر الذي دفع الميليشيات الشيعية للتعهد بالانتقام، متهمة القبائل المحلية السنية بالضلوع في هذه المجزرة، ما ولد مخاوف من إمكانية استهداف المدنيين السنة في حالة استعادة المنطقة.
ومدينة تكريت هي مسقط الرئيس الراحل صدام حسين الذي تم القبض عليه سنة 2003 ثم إعدامه عام 2006، ويُتَّهَم رموز سابقون في حزبه بالتحالف مع تنظيم الدولة.
ويضيف المقال أن العبادي كان قد قام يوم الأحد بدعوة المواطنين إلى الانقلاب على المتطرفين، مشيرا إلى إمكانية الصفح عن أولئك الذين تعاونوا مع تنظيم الدولة. وقال: "أنادي كل من تم خداعهم، مما جرهم لارتكاب أخطاء، إلى التخلي عن أسلحتهم اليوم، فهذه آخر فرصة للصفح عنهم". وجاء رد تنظيم الدولة على الفور، حيث قام بنشر مقطع فيديو يظهر إعدام عناصر من قبيلة سنية في تكريت، اتُّهِموا بالتواطؤ مع الحكومة.
وتختم المجلة مقالها بالإحالة على تقدير جون درايك للوضع، فقد عَدّ الخبير بمجموعة "آي كي بي" الأمريكية أن قوة المجموعات الشيعية تجعل من حظوظ نجاح هذه العملية أوفر من تلك التي سبقتها، لكنه حذر في المقابل من خطورتها، ومشددا على صعوبة اقتفاء أثر تنظيم الدولة نظرا لخوف المخبرين من انتقام التنظيم.
تقرير لمجلة "لوبوان" الفرنسية
رابط التقرير الأصلي
https://www.lepoint.fr/monde/irak-30-000-hommes-pour-reprendre-tikrit-a-l-etat-islamique-02-03-2015-1909467_24.php