ذكر تقرير في صحيفة "فايننشال تايمز" أن المذابح التي يرتكبها
تنظيم الدولة ضد
السنة في ارتفاع مستمر.
ويشير التقرير إلى أن التنظيم حرّق أعدادا من السنة في بلدة البغدادي، ممن اشتبه بتعاونهم مع حكومة بغداد. وقام مقاتلو التنظيم يوم الأربعاء بخطف مئة من السنة وهم من أبناء العشائر قرب مدينة تكريت.
ويقول كاتب التقرير برزو داراغي، إن معظم ضحايا التنظيم في العراق هم من السنة. ويؤكد وسام الحردان الذي أسهم بإنشاء ما عرف بالصحوات أن "تنظيم الدولة ليس سنيا".
وتنقل الصحيفة عن الحردان، الذي أسهم مع غيره في
الصحوات بدحر تنظيم القاعدة، قوله: "هم يلبسون لباس السنة، ولكنهم ليسوا من السنة، وجاءوا ليدمروا السنة، ودمروا المدن السنية كلها".
ويبين الكاتب أن الحردان يحاول ومنذ عشرة أعوام إبعاد الشبان عن دائرة المتطرفين، ودفعهم للعملية السياسية. ويقول إن جهوده تمت عرقلتها؛ بسبب تردد الأمريكيين في تقديم السلاح للسنة، ورفض الحكومة الشيعية في بغداد تسليح السنة أيضا.
ويستدرك التقرير بأن تصرفات تنظيم الدولة قد تساعد جهود شيوخ مثل الحردان، ممن يحاولون التصدي له، ويعيدون إحياء الصحوات السنية لمواجهة التهديد الجديد.
وتلفت الصحيفة إلى أن تنظيم الدولة ضم إليه معظم جماعات المسلحين في تنظيم مسلح، يجعل من تنظيم القاعدة الذي سبقه يبدو معتدلا. فقد تبنى التنظيم القتل والإبادة والاسترقاق والحرق، ما خلق له أعداء من العراقيين ومعظم دول المنطقة والقوى الغربية.
ويرى الشيخ الحردان أن الطريق، الذي مضى فيه تنظيم الدولة من التطرف والقتل، بذر بذور دماره الذاتي، وأدى إلى خلق تربة خصبة لتدريب وتجنيد الرجال كي يقاتلوا ضد التنظيم، وهي فرصة لم تستغلها بعد حكومة بغداد أو الأمريكيون، بحسب الصحيفة.
ويقول الشيخ، الذي ألف كتابين عن "الصحوات": "يعرف الأمريكيون والحكومة العراقية جيدا أن لا أحد يستطيع كسر ظهر تنظيم الدولة إلا السنة". وأضاف للصحيفة: "نحن نعرف أسرار التنظيم وتحركاته وكيف يعمل، ونعرف مكامن ضعفه".
ويعلق داراغي بأنه في الوقت الذي حاولت فيه التنظيمات المقاومة للاحتلال الأمريكي اجتذاب الشبان السنة، من خلال الضرب على وتر المشاعر الوطنية والدينية، فإن تنظيم الدولة همش المجتمع السني بشكل عام، عبر عمليات القتل والحرق.
ويذكر الحردان أن الشبان السنة لم يعودوا راغبين بالانضمام إلى تنظيم الدولة، بل إنهم يرغبون بالانتقام منه. ويشير إلى أن مجموعات صغيرة من السنة المعادية لتنظيم الدولة ظهرت في العراق في البغدادي والعامرية والفلوجة والصقلاوية.
ويفيد التقرير بأن المعادين لتنظيم الدولة يشكون من نقص الأسلحة والمصادر. ولا يوجد ما يساعد على ظهور جماعة تمثل مصالح السنة، محصنة من تأثيرات تنظيم الدولة، ولا تزال الطبقة السياسية راكدة، أيا كانت، سنية أم كردية أم شيعية. وينتظر أن تفي الحكومة المركزية بوعودها لتحقيق الإصلاحات، التي تعطي أملا للشبان السنة، بأنهم مشمولون بالنظام السياسي العراقي.
وتختم "فايننشال تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن محاولات رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي وقف القيود على السنة، التي فرضت عليهم بسبب قانون اجتثاث البعث، لا تزال تراوح مكانها. ويقول الحردان: "يحاول البعض تدمير النظام السياسي عندما يتم استبعاده"، ملمحا إلى الخطر الذي تمثله الجماعات الشيعية المسلحة، حيث قال: "نحن خائفون من المليشيات الشيعية وكذلك من تنظيم الدولة".