سياسة عربية

علي عبدالله صالح: من حق نجلي الترشح للرئاسة

الرئيس اليمني السابق: تنظيم الإخوان أخرج من عباءته ما يُسمى بتنظيم القاعدة والسلفيين - أرشيفية
أكد الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح أنه من حق (نجله) أحمد على عبدالله صالح أن يترشح للرئاسة، معتبرا ذلك حقه طبقا للدستور والقوانين، وأنه إذا أراد في المستقبل أن يترشح، فالترشح حق مكفول لكل مواطن يمنى، مستدركا أنه لا يفكر في ذلك في الوقت الحاضر، وأن هذه الخطوة غير واردة في الوقت الراهن.
 
وبالنسبة لوجود تواصل بينه وبين العاهل السعودي الملك سلمان، قال: "يوجد نوع من التواصل، ولكن على مستوى خفيف"، وفق وصفه.
 
وتعليقا على الإعلان الدستوري الأخير الذى أصدرته حركة "أنصار الله"، قال صالح -في حوار أجرته معه صحيفة "المصري اليوم" الاثنين "إن الإعلان الدستوري أمر يختص به رئيس الجمهورية وحده، ولا يحق لأى مكون سياسي في الساحة أن يصدر إعلانا دستوريا غير رئيس الدولة، وهذا شيء معروف".
 
وحول موقفه من تحديد إقامة الرئيس عبدربه هادى، قال: "نحن ضد فرض الإقامة الجبرية على أي مسؤول. سواء كان الرئيس هادى أو غيره. هذا يتنافى تماما مع الديمقراطية".
 
دعم الحوثيين كلام غير صحيح
 
وأكد حول ما يشاع حول دعمه للحوثيين، بأن "هذا الكلام غير صحيح، وللأسف الشديد تردده بعض العناصر المفلسة في الساحة السياسية اليمنية، فتحمل فشلها السياسي، وتحاول تبريره بتصرفات الآخرين".
 
وأضاف: "يدعي "أنصار الله" أنهم لا يريدون الانفراد بالسلطة وحدهم، ويطالبون جميع القوى السياسية بالمشاركة. ولكن القوى السياسية لم تقرر بعد موقفها، وما زال هذا الموضوع محل بحث بين كل المكونات السياسية".
 
وتابع صالح: "قبل صدور الإعلان الدستوري كانت كل القوى السياسية في اليمن تتحاور بالفعل لإيجاد مخرج للاضطراب السياسي، وذلك في إطار مخرجات الحوار الوطنى ووثيقة السلم والشراكة والالتزام بالدستور النافذ".
 
الأزمة يمنية وتقتضي الحوار
 
وأكد الرئيس اليمني السابق أن الصراع في بلاده يمني يمني، وأن اليمنيين فقط يتحملون مسؤولية ما يحدث. "ولا نحمل غيرهم المسؤولية"، وفق قوله.
 
واستطرد أن الأزمة في اليمن ستنفرج بالحوار بين كل القوى السياسية، وأن الحل سيكون يمنيا خالصا.
 
وقال: "لن يأتينا حل من الخارج، وتجربتنا واضحة منذ ثورة 1962 إلى اليوم: الحلول الخارجية غير مجدية، سواء كانت من منظمات دولية أو دول أخرى، هذه الكيانات جميعها تأتي بحلول غير ذات جدوى".
 
وأضاف: "تجربتنا مع الأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي والجامعة العربية وحركة عدم الانحياز تثبت ذلك، إذ بذلت هذه المنظمات وساطات في الشأن اليمنى منذ ثورة 62 إلى حرب صيف 94 (الحرب الأهلية اليمنية)، ولم تثمر وساطاتها شيئا يفيد اليمن، ولكن الحل دائما يأتي من اليمنيين أنفسهم بالتوافق بين العقلاء والمخلصين والمحبين لهذا الوطن"، وفق ما قال.
 
وتابع: "الشعب اليمنى 25 مليونا، كل واحد منهم يفكر كأنه رئيس، والمسألة بحاجة للتمسك بالدستور والقوانين، ومدد زمنية. فالحكم في اليمن تحد كبير".
 
ومجيبا عن سؤال: "متى تقام في اليمن انتخابات ديمقراطية حقيقية؟"، قال: "عندما تُحل الأزمة الراهنة لأنه لا يمكن أن تكون هناك انتخابات ديمقراطية والمكونات السياسية لا تزال في حوار للوصول إلى حل. ونتمنى أن تطول الفترة الانتقالية عن فترة (من 3 إلى 6 أشهر) التى ينص عليها الدستور والأعراف الدولية".
 
الجيش اليمني يسيطر على باب المندب
 
وعن باب المندب قال: "لا خوف على مصالح مصر في باب المندب، فباب المندب منفذ بحري دولي لا يمكن المساس به من أي قوى سياسية في اليمن أو حتى أي قوى دولية".
 
وأضاف: "باب المندب ممر بحري طبيعي، واليمن تطل عليه مثلها مثل جيبوتي وإريتريا، ولكل دولة من هؤلاء قوتها الأمنية التي تشرف عليه."
 
وقال إن الجيش اليمني "طبعا ما زال يسيطر على باب المندب".
 
دور مصر
 
وأشار إلى أن التواصل مع مصر موجود باستمرار، ولكن مؤخرا، وفي ظل المتغيرات الجديدة، لا يوجد تواصل.
 
وأضاف: "مصر لها دور في اليمن منذ عام 1962 وحتى اليوم، وهو دور كبير تلعبه منذ أرسلت 70 ألف مقاتل للدفاع عن الثورة اليمنية. وبعد انسحاب القوات المصرية عقب نكسة 1967، حدث تعاون يمني- مصري آخر، حيث استبدلت مصر جيشا من معلميها ومثقفيها بجيشها العسكري المنسحب".
 
وتابع: "كان عدد المعلمين والمثقفين أكثر من 70 ألف مدرس بداية من التعليم الأساسي، وحتى التعليم الجامعي والفني. ولذلك، فالجميع يلاحظ أن ثقافة كل اليمنيين ثقافة قريبة من الشعب المصري".
 
قطر وتركيا والسعودية
 
وحول وجود دور قطري تركي لدعم الإخوان والقاعدة في اليمن، قال: "أما عن اليمن، فقطر لها دور بالفعل، وإلى جانبها المخابرات الإسرائيلية، وكذلك تركيا التي أصبحت أخف ضررا لليمن من قطر".
 
واسترسل: "للأسف الشديد لم نكن نتصور أن قطر تقف هذا الموقف السلبي من اليمن، لأن اليمن أقرب إليها، وهى أقرب إلينا، وكان لقطر مواقف إيجابية في عام 1994، خاصة في الجانب السياسي. أما الجانب الاقتصادي فالفضل فيه للسعودية والإمارات والكويت وعُمان".
 
أما عن السعودية فقال: "علاقتي بالمملكة العربية السعودية جيدة، وعلاقات جوار وإخاء ومراعاة لمصالح البلدين. فالمملكة قدمت في الآونة الأخيرة دعما سخيا لبلادنا منذ بداية الأزمة في العام 2011، ثم انتقال السلطة في العام 2012، وتخطى الدعم السعودي 8 مليارات دولار، خاصة الدعم في مجال المشتقات النفطية".
 
الإخوان.. والقاعدة
 
وأشار إلى وجود ارتباط بين جماعتي الإخوان المسلمين في مصر واليمن. وقال: "هذا تنظيم دولي، والإخوان المسلمون انطلقوا من مصر من أيام حسن البنا، وسيد قطب، وكونوا تنظيما عالميا انتشر في كل الدول، وخرج من عباءته ما يُسمى بتنظيم القاعدة والجهاد والسلفيين، وتنظيمات أخرى موجودة في كل الوطن العربي"، بحسب زعمه.
 
وأضاف: "هؤلاء يشكلون عبئا وعائقا في مواجهة التنمية الثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية، والبعض منهم أعداء للحرية والديمقراطية وأعداء للأمن والاستقرار.. هذه قوى متخلفة، والبعض منهم له عقليات مستنيرة"