نشرت مجلة رسمية تابعة لتنظيم الدولة حواراً مع ما يفترض أنه شاب بلجيكي، وصفته بـ"المجاهد" الذي توجه مع اثنين آخرين من
سوريا إلى
بلجيكا، وخطط لتنفيذ عمليات ضد "الصليبيين"، قبل أن يقتل شريكيه، ويتمكن هو من العودة مجدداً إلى سوريا، على الرغم من مطاردته من وكالات استخبارات غربية.
وفي العدد السابع من مجلته الرسمية "
دابق"، الناطقة باللغة الإنجليزية، التي تداولها أنصار التنظيم على شبكات التواصل الاجتماعي، الخميس، قال "
أبو عمر البلجيكي" كما يكنيه التنظيم، واسمه الحقيقي عبدالحميد عبود، بحسب المجلة ذاتها، إنه "توجه من الشام للقتال ضد السلطات البلجيكية بصحبة شخصين آخرين هما أبو زبير وأبو خالد، وأنه قتل الأخيران على يد قوات الأمن البلجيكي، فيما تمكن هو من العودة مجدداً إلى الشام".
وفي مستهل الحوار، أوضح أبو عمر، الذي تصنفه وسائل الإعلام البلجيكية بأنه "العقل المدبر لنشاط إحدى الخلايا الإرهابية"، سبب عودته إلى بلجيكيا، بقوله: "الحمد لله، الله اختارني وأبا زبير البلجيكي (خالد) وأبا خالد البلجيكي (سفيان) للسفر إلى أوروبا لإرهاب الصليبيين الذين يديرون حرباً ضد المسلمين".
وتابع "كما تعلمون فبلجيكيا عضو في التحالف الصليبي الذي يشن هجمات ضد مسلمي العراق والشام".
ونفى أبو عمر الذي لم يشر هو أو المجلة إلى جنسيته الأصلية، أن يكون معه "إخوة" آخرين ما يزالون في بلجيكا، بخلاف الشخصين اللذين قال إنهما قتلا لاحقاً، في إشارة إلى أبي خالد وأبي زبير.
وحول ما إذا كان أبو عمر واجه صعوبات في السفر إلى بلجيكا، قال: "قضينا شهوراً نحاول أن نجد طريقاً إلى أوروبا، وبقوة الله نجحنا في النهاية، في أن نجد طريقنا إلى بلجيكا، (لم يوضح تفاصيل أكثر)، ومن ثم أصبحت لدينا القدرة حينها على الحصول على أسلحة، وتأمين بيت آمن بينما نخطط للقيام بعمليات ضد الصليبيين. كل هذا كان بتسهيل من الله".
وبشأن تفاصيل ما أسمته المجلة بـ"يوم المعركة مع السلطات البلجيكية"، قال أبو عمر: "كان أبو الزبير وأبو خالد معاً في البيت الآمن، وكانت أسلحتهم والمتفجرات معدّة. وهاجم الكفّار المكان بأكثر من 150 جندياً من كل من وحدات القوات الخاصة البلجيكية والفرنسية".
وتابع"بعد انطلاق المعركة التي استمرت عشر دقائق، استشهد الأخوان كما كانت رغبتهما لوقت طويل".
ولم يوضح أبو عمر، الذي أرفقت المجلة ثلاث صور له، منها صورة مع الشخصين الآخرين المفترضين، ما إذا كان الشخصان تمكنا من إصابة أي من الجنود البلجيكيين والفرنسيين أم لا، حتى إنه لم يوضح طبيعة المهمة التي كانا يستعدان لها.
وبحسب السؤال، الذي طرحته "دابق"، وهو "إذا لم تكن معهم في أثناء الهجوم، لماذا أصبحت مثيراً للشكوك لديهم (السلطات البلجيكية)"، اتضح أن أبو عمر لم يكن بصحبة الشخصين الآخرين، حيث قال: "المخابرات تعرفني من قبل لأنني سبق وأن سجنت بواسطتهم (لم يبين السبب)، وبعد الهجوم على البيت، اكتشفوا أنني كنت مع الأخوين، وأننا كنا نقوم بالتخطيط للعمليات معاً، وعليه تعاونت وكالات الاستخبارات من جميع أنحاء العالم من أوروبا وأمريكا من أجل القبض علي".
وأضاف أبو عمر: "قبضوا على مسلمين في اليونان وإسبانيا وفرنسا وبلجيكيا من أجل القبض علي، لكن كل الذين قبض عليهم لم يكونوا حتى على صلة بخططنا".
وحول تعرّف السلطات البلجيكية على هويته، والأمر الذي دفع للشك به ومطارته حسب قوله، قال أبو عمر إن من وصفه بـ"الأخ" قام بأخذ مقطع فيديو لبعض المقاتلين في إحدى المعارك في سوريا، وكان هو من ضمنهم، لكن كاميرا ذلك الأخ فقدت وبيعت فيما بعد، بواسطة من وصفه بـ"المرتد" لصحفي غربي، وفجأة شاهد صورته في مختلف وسائل الإعلام.
وعن وسيلة تمكنه من العودة إلى سوريا بعد اكتشاف أمره، أوضح: "الحمد لله أنه أعمى الكفّار".
وكانت السلطات البلجيكية، أعلنت في كانون الثاني/ يناير الماضي أن قوات الأمن قتلت شخصين، واعتقلت مشتبهاً به آخر، في عملية أمنية داهمت خلالها بيتاً في مدينة "فيرفيرس"، شرقي البلاد، كانت تقطنه مجموعة يُقال إنها عائدة من سوريا.
وقالت السلطات حينها إن المجموعة "كانت تستعد لتنفيذ هجمات إرهابية على مراكز الشرطة"، وما ذكره "أبو عمر البلجيكي" يتطابق مع هذه الرواية إلى حد كبير، دون أن يتسنى التأكد من ذلك من مصدر مستقل أو من مصدر بلجيكي رسمي.
وتعمل السلطات الأوروبية والأمريكية في عدد من دول العالم على ملاحقة ما تصفهم بـ"الجهاديين الأجانب" العائدين من سوريا والعراق إلى بلدانهم، الذين يعتقد أن الآلاف منهم توجهوا إلى البلدين للانضمام إلى تنظيم الدولة وغيره من التنظيمات المسلحة.